بألف ليرة وأحياناً مجاناً.. دكتور في بانياس يتنقل بين عيادته ومنازل المرضى
“طبيب الفقراء”، “أبو المساكين”، “الطبيب الرحيم”، ألقاب عدّة أطلقها أهالي بانياس على الطبيب هاني خضور في محاولة منهم أن يعبّروا عن امتنانهم للطبيب الذي يتجاوز في مهنته استقبال المرضى في عيادته وتقاضي أجر زهيد، ليقوم بزيارة المرضى في منازلهم للاطمئنان على صحتهم.
“أشهر من نار على علم”، “الله يبارك بصحته ورزقه، ويكثر من أمثاله”، بهذه العبارات المشحونة بالامتنان والثناء، يرد أهالي بانياس على أي حديث أو سؤال يتعلق بالدكتور خضور الذي له أياد بيضاء في كل قرية في بانياس، إذ قال عدد ممن التقاهم “أثر”: “لا يتصل به أحد في حالة إسعافية إلا ويذهب إليه على الفور ولو كانتِ المسافة بعيدةً، حتى أنه يجول بسيارته على مرضاه، والذين لا يستطيعون مراجعته في العيادة، على منازلهم للاطمئنان على صحتهم”.
واللافت، حسب الأهالي، أن معاينته في العيادة 1000 ليرة، وأنه عندما يزور المريض في المنزل لمعاينته لا يطلب أجراً، وعندما يخرج وراءه أحد من عائلة المريض ويسأله عن قيمة المعاينة، يقول له: “متل ما بدك، وإذا ما معك بلاها”، مؤكدين أنه يمتنع عن أخذ ليرة واحدة لقاء معاينته للفقراء، بل يتبرع بثمن الدواء أحياناً، بالإضافة إلى أنه إذا كان هناك مريض فقير تستدعي حالته النقل إلى المستشفى يقوم بإسعافه بسيارته ويدخل معه إلى المستشفى وينتظره حتى يتجاوز مرحلة الخطر ويطمئن على صحته.
وحسب الأهالي، الطبيب خضور يقدم خدماته العلاجية لأهالي بانياس وسائر من يقصده، منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وكانت معاينته عام 1992م 50 ليرةً، ثم بدأت ترتفع إلى أن وصلت اليوم إلى 1000 ليرة فقط، في الوقت الذي يتقاضى أطباء آخرون معاينةً تتراوح بين 10 – 20 ألف ليرة.
الدكتور هاني خضور أخصائي صحة عامة أفاد في حديث مقتضب لـ “أثر” بأنه يقضي معظم وقته مع المرضى، ويقول: “فمن استقبال المرضى في العيادة إلى زيارتهم في منازلهم، أقضي نهاري حتى منتصف الليل أحياناً، ناهيك عن الاتصال بي في أوقات مختلفة لتلبية الحالات الإسعافية”.
مساعدته للمرضى، خاصة الفقراء، وسماعه الدعوات الخارجة من القلب، تثلج قلبه الذي يعبّر عن سعادته بأنه يمد يد العون لأبناء منطقته ويساعدهم قدر استطاعته، ويضيف على عجل ليعود إلى مريضه الذي كان يعاينه في منزله الساعة العاشرة والنصف ليلاً: “جميل أن نشعر ببعضنا وأن نقدّم كل ما نستطيع القيام به للتخفيف من أوجاع الغير، خاصةً في ظل ظروف غلاء المعيشة وازدياد حالات المرض خاصة في فصل الشتاء الذي تكثر فيه حالات الكريب والتهاب القصبات والوهن العام”.
صفاء علي – أثر برس