ما لغز الأحجار الضخمة الغريبة في إثيوبيا؟
وجد علماء الآثار أنّ بعض الألواح القضيبية التي يبلغ طولها 20 قدماً في إثيوبيا، قد تمّ صنعها منذ حوالي 2070 عاماً، أي قبل 1000 عام مما كان يعتقد سابقاً.
وجاء في مقال ترجم “صوت بيروت إنترناشونال”: قام باحثون من جامعة ولاية واشنطن بتأريخ عينات الفحم من قواعد الحجارة في ثلاثة مواقع: تشيلبا توتوتي، ساكارو سودو وسوديتي.
تقع جميع المواقع الثلاثة داخل منطقة جيديو في إثيوبيا، والتي تضم أعلى تركيز في أفريقيا من اللوحات الصخرية، مع حوالي 10000 نصباً تذكارياً في 60 موقعاً. خلص تحليل الفريق إلى أنّ الآثار في موقع ساكارو سودو من المحتمل أن تكون قد أقيمت في وقت ما حوالي العام 50 قبل الميلاد.
إنّ اللوحات الوحيدة التي تم تأريخها سابقاً هي في توتو فيلا، حوالي 30 ميلاً شمال ساكارو سودو. أقيمت هذه في العام 1100 ميلادياً، مما يجعلها أصغر سناً بكثير. على الرغم من انتشار الهياكل المدهشة، فقد تم دراستها إلى حد ما، ولا يزال السبب الدقيق لإنشائها غير مؤكد.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أنّ بعض الحجارة كانت تستخدم كعلامات الدفن، في حين أنّ البعض الآخر أُنشئ احتفاءً بنقل القيادة إلى جيل جديد.
أجرت الدراسة عالمة الآثار أشنافي زينة، التي عملت سابقاً في جامعة ولاية واشنطن ولكنها تعمل الآن في جمعية الدولة التاريخية في شمال داكوتن وزملاؤها.
وفقاً للدكتورة زينة: “إنّ ساكارو سودو هو واحد من أكثر المواقع الأثرية غير المدروسة في العالم، وأردنا تغيير ذلك”. تم نقل عالمة الآثار للتحقيق في أصول الآثار بعد زيارتها مع مشرفها أندرو داف، من ولاية واشنطن أيضاً، في عام 2013.
وقالت الدكتورة زينة عن تجاربها خلال تلك الرحلة:’” كان من المثير للصدمة رؤية مثل هذا العدد الكبير من الآثار في مثل هذه المنطقة الصغيرة”.
“بالنظر إلى الحجارة، التي سقط الكثير منها على الأرض وانكسر بعضها إلى أجزاء، قررت تركيز أطروحتي هناك بدلاً من التحقيق في مواقع الكهوف في جنوب إثيوبيا”.
لا يُعرف الكثير عن الأشخاص الذين سكنوا منطقة ساكارو سودو في مطلع الألفية الأولى. وفقاً للباحثين، يبدو أنّ التاريخ الجديد لأقرب اللوحات يتزامن مع وصول الحيوانات الأليفة إلى جنوب إثيوبيا، وتطوير أنظمة اجتماعية واقتصادية أكثر تعقيداً.
وقال البروفيسور داف أنّ أحد الأسباب التي تجعل هذا البحث مهماً هو أنه لديه القدرة على إلقاء ضوء جديد على ما كان يفعله الأشخاص الأوائل في هذا المجال من أجل لقمة العيش وكذلك ما كانت ممارساتهم الثقافية والاجتماعية.
جنباً إلى جنب مع تأخير تاريخ بناء أقدم اللوحات بأكثر من ألف عام، تمكن الباحثون أيضاً من تحديد لأول مرة من أين استخرج بناة النصب الحجر الخام للهياكل.
تم العثور على اللوحات المكتملة جزئياً في مواقع المحاجر في كل من إثيوبيا منطقة جيديو وكذلك أبعد من ذلك في منطقة سيداما.
تمكن الفريق أيضاً من تتبع مصادر رقائق سبج صغيرة مختلفة تم اكتشافها من مواقع اللوحات عبر جيديو، ووجد، بشكل غير متوقع، أنّ معظمها نشأ في شمال كينيا، على بعد حوالي 186 ميلاً.
هذا يكشف أنّ الأشخاص الذين أقاموا الآثار على الأرجح حصلوا على حجر السج من خلال شكل من أشكال التجارة لمسافات طويلة.
باستخدام مزيج من الأساليب الأثرية والإثنوغرافية، بما في ذلك دراسات تقاليد الشاهدة الصخرية الحية في المنطقة، خلص الخبراء إلى أنّ الحجارة استخدمت لأغراض مختلفة.
وهذا يشمل الاحتفال بنقل السلطة من جيل إلى جيل، وكذلك للاحتفال بإنجازات المجموعة. وعلق البروفيسور داف قائلاً:’ إنّ تنوع وظائف اللوحات في إثيوبيا رائع حقاً”.
“على سبيل المثال، نحن نعلم أنّ الآثار التي شيدت مؤخراً من توتو فيلا في الجزء الشمالي من جيديو استخدمت كعلامات الدفن”. “وفى الوقت نفسه، إنّ نمط التنسيب الخطي للحجارة الأولى في ساكورا يجعلنا نعتقد أنها ربما كانت علامات للدلالة على وفاة قياديّ الأجيال”.
تم ترشيح كل من موقع تشيلبا توتوتي وساكارو سودو للحماية كمواقع للتراث العالمي. وقال داف إنّ تطوير فهم أفضل لوظيفة هذه الأحجار وكيفية تشييدها أمر مفيد حقاً من حيث الحصول على تصنيف اليونسكو للتراث العالمي. وهذا بدوره يمكن أن يساعد في توليد عائدات السياحة، وهو عامل اقتصادي رئيسي للبلاد.
اقرأ ايضاً:فيديو: أكبر كلمة يمكن مشاهدتها من الفضاء هي اسم عربي