وصلت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل “ماريا بيلوفا”، إلى مطار القامشلي على متن طائرة عسكرية روسية، في مهمة تتعلق بـ “إجلاء الأطفال الروس” من مخيمات تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.
وقالت مصار لـ “أثر”، أن الحكومة الروسية مهتمة بإجلاء كامل الأطفال الأيتام من الجنسية الروسية من “مخيم الهول” و “مخيم تل أسود” المعروف باسم “مخيم روج آفا”، كخطوة أولى لنقل كامل رعايا روسيا الاتحادية ليخضعوا بعدها لبرامج إعادة تأهيل ودمج في المجتمع.
وكانت “بيلوفا”، قد زارت العاصمة السورية يوم أمس ليستقبلها الرئيس بشار الأسد ويناقش معها ضرورة إجلاء كامل الأطفال السوريين والروس من المخيمات وإخضاعهم لإعادة تأهيل ودمج في المجتمعات، برغم العراقيل التي تضعها الدول التي الاحتفاظ بهذه المخيمات.
وتقول مصادر قريبة من “قسد”، أن بيلوفا ستلتقي بقيادات من “مجلس سوريا الديمقراطية”، معنية بملف المخيمات لبحث تفاصيل عملية إجلاء الأطفال الروس من مخيمي الهول و “روج آفا”، وقد تستمر زيارتها لمدينة القامشلي يومين على الأكثر تلتقي فيها أولاً مسؤولين من الحكومة السورية في المحافظة.
وتعد عملية إجلاء الأطفال من المخيمات التي يعيشون فيها إلى جانب أشخاص ما زالوا متأثرين بإيدلوجيا تنظيم “داعش”، الخطوة الأولى لتفكيك البنية التحتية البشرية للتنظيمات المتشددة، والتي تعوّل على أدلجة الأطفال وزراعة الأفكار المتشددة في عقولهم لضمان استمرارية وجودها لفترات طويلة.
وتقول إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة خلال الصيف الماضي أن 9000 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 – 18 عاماً يعيشون في “مخيم الهول”، فيما تقول مصادر خاصة لـ “أثر برس” أن تلقين الأطفال دورساً دينية وفقاً لعقائد “داعش” ظل مستمراً في المخيم الذي يقطنه حالياً نحو 60 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
ويقطن جناح الأجنبيات في مخيم الهول نحو 11 ألف شخص من 55 جنسية مختلفة، وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد دعت أكثر من مرة الدول لاستعادة رعاياها من المخيم إلا أن الاستجابة كانت خجولة قياساً على حجم الكتلة البشرية التي تعيش في المخيم منذ تطبيق اتفاق “باغوز فوقاني”، في آذار من العام 2019، وهو الاتفاق الذي أنهى وجود “داعش” جغرافياً بعد تسليمه آخر معاقله في دير الزور مقابل نقل عوائل عناصره إلى مخيم الهول.
اقرأ أيضا: المصالحة التركية – الأرمينية.. روسيا العدو المشترك!