“3،2،1 فيفا لالجيري”.. ما قصة الهتاف الذي صار ظاهرة جزائرية؟
يعتبر شعار “3،2،1 فيفا لالجيري”، واحد من أقوى الهتافات التي لا يزال يرددها الجمهور الجزائري جيلا بعد جيل، وينظر إليه اليوم باعتباره مصدر قوة للاعبين الجزائريين فوق أرضية الميدان، وهو ما رأيناه في بطولة كأس العرب الجارية، فما حكاية هذا الهتاف الذي تحول إلى ظاهرة جزائرية بامتياز؟.
وصف اللاعب الدولي الجزائري السابق رضا ميتام شعار “وان تو ثري فيفا لالجيري”، بالنشيد الوطني الثاني للجمهور الجزائري بعد نشيد “قسما”.
وقال ميتام الذي خاض عدة مباريات دولية مع المنتخب الجزائري إن ظهور هذا الشعار كان خلال فترة الثمانينات، بالتزامن من إنجازات الفريق الجزائري في تلك السنوات على الصعيد الدولي، وهو ما منحه بعدا عالميا بأتم معنى الكلمة، خاصة خلال مونديال 1982 والمباراة الشهيرة التي فازت فيها الجزائر على المنتخب الألماني بنتيجة 2-1.
وقال ميتام لموقع سكاي نيوز عربية: “هذا الشعار لم يولد محض الصدفة، وقد ردده الجمهور الجزائري في مدرجات ملعب 5 جويلية لأول مرة عام 1975 في مواجهة فاز فيها المنتخب الجزائري على نظيره الفرنسي بنتيجة 3-2”.
وأكد اللاعب الدولي الجزائري أن الجمهور في تلك الفترة رفض أن يخاطب المنتخب الفرنسي باللغة الفرنسية فقط، وقد اختار التشجيع بعدة لغات، ليقول لفرنسا بأن الشعب الجزائري أصبح حرا اليوم.
ويرى ميتام أن ابتكار هذا الشعار جاء أثناء تلك المباراة التي أدارها حكم إسباني الجنسية، أظهر تحيزا للمنتخب الفرنسي، وهو ما دفع بالجمهور الجزائري لمخاطبته بهذا الشعار ليعبر له عن فرحته بالانتصار رغم الظلم الذي تعرض له منتخبهم الوطني.
ويتكون شعار “وان تو ثري فيفا لالجيري” من ثلاثة لغات، حيث تم تركيبه من ثلاثة أرقام باللغة الإنجليزية، وكلمة “فيفا” باللغة الإسبانية وكلمة “ألجيريه” التي تعني “الجزائر” باللغة الفرنسية، في رسالة كان الهدف منها أيضا أن يصل صوت فوز الجزائر على المستعمر القديم إلى جميع دول العالم.
تأثير النشيد على اللاعبين
وهناك من يعتبر أن ميلاد هذا الشعار كان عام 1974، خلال لقاء المنتخب الجزائري لكرة القدم بنادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي في وهران في مباراة ودية، حينها خسر الإنجليز أمام ثعالب الصحراء بنتيجة 3-1، وقد غنى المشجعون بصوت عال “واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر”، مزجا بين نتيجة المباراة وصيغة الاستقلال.
ويتذكر اللاعب الدولي لخضر بلومي أول مرة سمع فيها هذا الشعار عندما كان صغيرا يلعب في منتخب معسكر للأشبال.
وقال بلومي لموقع سكاي نيوز عربية: “كان ذلك عام 1975 في ملعب 5 جويلية، كنت حينها صغيرا، وكان حماس الثورة الجزائرية لا يزال يجري في عروقنا”.
وأوضح بلومي أنه من الصعب تحديد تاريخ معين لبداية هذا الشعار ومن أول من ردده في مدرجات الملاعب، وهل هو شعر مبتكر من طرف الجماهير في الجزائر العاصمة أم شعار مبتكر من طرف الجماهير في مدرجات ملعب وهران.
وقال بلومي: “كلاعب دولي لا يمكنني أن أنسى هذا الشعار الذي كان يحمسنا دائما في المواجهات الدولية والمباراة الشهيرة عام 1982”.
ويبدو أن هذه الشعارات كانت تجعل اللاعبين الجزائريين جنودا فوق الأرض، على حد تعبير بلومي.
وقال بلومي: “الجمهور هو 50 بالمئة من أداء اللاعبين خاصة عندما يتعلق الأمر بالفريق الوطني في المواجهات الدولية”.
وتستعد الجماهير الجزائرية العريضة، لترديد هذا النشيد الحماسي، مرة أخرى، عندما تواجه الجزائر منتخب تونس، في نهائي كأس العرب 2021، مساء السبت.
محمد علال – سكاي نيوز عربية