السبت , نوفمبر 23 2024

انقسام أمريكي يعرقل مشروع “خط الغاز العربي”

انقسام أمريكي يعرقل مشروع “خط الغاز العربي”

نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً يتناول مسار التطبيع العربي مع دمشق، وآلية ضبط الإدارة الأمريكية لحلفائها العرب في مسارهم السياسي، مشيرة إلى أن مسار التطبيع وصل إلى حد بات لا بد من ضبطه ووضعه على نار هادئة وجعله مشروط بتنازلات معينة.
الصحيفة أشارت في تقريرها إلى أن بعض الدول العربية التي أقدمت بداية على التطبيع ارتبط موقفها بأزمات داخلية اقتصادية وخدمية فرضت عليها ضرورة التوجه إلى الانفتاح على سوريا، وذلك في إشارة إلى التقارب الأردني-السوري، حيث قالت “الشرق الأوسط” في تقريرها: ” لم يكن هناك مانع أمام خطوات انفرادية اتخِذت مع تفهم لوضع الأردن الخاص باعتبارها مجاوراً لسوريا، وإن كانت هناك شكوك جدية بإمكانية الحصول على شيء مقابل من دمشق”.
وبصورة عامة أوضحت الصحيفة أن هناك إدراك عربي لأهمية عودة سوريا إلى الحضن العربي وعودة الدور العربي إلى سوريا، معتبرة أنه في الوقت ذاته لا بد أن تكون هذه العودة مشروطة بضبط سياسة سوريا المرتبطة بعلاقاتها الخارجية.
أما الموقف الأمريكي، فأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن التي تعيش حالة انقسام بين اتجاه بريت ماكغورك مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي من جهة والكونغرس من جهة ثانية، وساهمت بلورة أفكار عربية لشروط التطبيع، في تقوية مواقف المشككين في العاصمة الأمريكية باتخاذ خطوات إضافية والداعين إلى التمسك بـ”قانون قيصر”، مشيرة إلى أن ملامح الانقسام الأمريكي هذه ظهرت في أن وزارة الخزانة لم تستطيع الآن تقديم ضمانات كافية لمصر والأردن، للمضي قدماً في تشغيل “خط الغاز العربي” واستثنائه من “قانون قيصر” كانت الوزارة قدمت ورقة سابقة، لكنها لم تقدم إلى الآن ضمانات كافية تلبي المطالب المصرية – الأردنية.
وفي موازاة ذلك، ساهمت الانتقادات التي سمعها مسؤولا الملف السوري في الخارجية الأمريكية إثيان غولدريش، ومجلس الأمن القومي زهرا بيل، من مبعوثي ألمانيا وفرنسا ودول عربية رئيسية، خلال سلسلة اجتماعات عقدت في بروكسل بداية الشهر الجاري، في “فرملة” الاتجاهات الأمريكية الواقعية، فانتقل الخطاب العلني إلى منحى تصاعدي؛ في تشرين الأول الماضي، كان موقف واشنطن أنها “لن تطبع مع دمشق” أو “ضرورة الحصول على ثمن من دمشق” لكن أصبح الآن، أن واشنطن “تشجع الجميع على عدم التطبيع عدم إرسال الرسائل الخاطئة” إلى دمشق، إضافة إلى رعاية البعثة الأمريكية مع بعثات أخرى جلسة علنية في مجلس الأمن عن موضوع المساءلة، وتشكيل لجنة في الجمعية العامة عن المفقودين في سوريا.
وسبق أن أشار العديد من المحللين والمسؤولين الأمريكيين إلى صعوبة الحصول على تنازلات من دمشق، وفي هذا السياق، سبق أن نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية تأكيده على أن من الواضح أن الدولة السورية استطاعت النجاة والعقوبات أسفرت عن تنازلات قليلة، لذلك فضلت الإدارة الأمريكية التركيز على قضايا أخرى، بما في ذلك مكافحة جائحة فيروس كورونا، وتخفيف المعاناة الاقتصادية في الولايات المتحدة والمنطقة والحد من النفوذ الإيراني، مضيفاً أن هناك اعتراف بأن 10 سنوات من الحرب والعقوبات ومحادثات السلام قد فشلت في الحصول على تنازلات من الحكومة السورية.