مبعوث بوتين: إدارة ترامب مسؤولة عن تعثر المصالحة في درعا
حمل المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، المسؤولية عن تقويض جهود المصالحة في محافظة درعا السورية.
وجاء ذلك على لسان لافرينتيف، في مقابلة نشرتها صحيفة “كوميرسانت” الروسية اليوم الخميس في أعقاب ختام الاجتماع الـ17 بـ”صيغة أستانا”، ردا على سؤال عما إذا كان متأكدا من أن الحراك الجديد الرامي للمصالحة في درعا سيكون مستداما، بعد جولة تصعيد اختتم بها الحراك الأول من هذا النوع الذي تم إطلاقه عام 2018.
وقال مبعوث الرئيس الروسي: “نأمل دائما في أن أي مصالحة ستكون طويلة الأمد. وللأسف لم تكن المصالحة في درعا كذلك لسبب بسيط واحد، وهو التدهور الحاد للوضع الاقتصادي والاجتماعي بفضل مساعي “صديقنا” السيد جيمس جيفري (مبعوث إدارة ترامب الخاص إلى سوريا)”.
وأوضح لافرينتيف أن جيفري مسؤول عن وضع “سياسة الضغط القصوى على سوريا” التي كانت تقضي خاصة بتقويض الاستقرار إلى حد ما في لبنان والعراق المجاورين، مضيفا: “بغية الإطلاع على ما أفضى إليه ذلك يمكن النظر إلى الوضع الاقتصادي في لبنان”.
وتابع: “الحمد لله، كان جيفري وباقي فريقه، وكلهم ممثلون عن إدارة ترامب، قد رحلوا، والآن يظهر الممثلون عن الإدارة الأمريكية الحالية عقلانية أكبر، ونأمل أن يجروا تدقيقا ما، وحتى كان ذلك قد حدث”.
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن اعترفت بأن نهج ترامب لم يكن بناء، وتعلن حاليا أن هدفها الرئيسي يكمن في “تطبيع الوضع الإنساني في سوريا من خلال الدعم الإنساني”.
وأبدى لافرينتيف أمل موسكو في ألا تستخدم إدارة بايدن هذا الشعار لمجرد تبرير تقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، مضيفا أن تخلي الأمريكيين في تصريحاتهم العلنية عن هدف الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد كان حتى الآن خطوة شكلية، وهم لا يزالون يرون هدفا منشودا للعملية السياسية في رحيل الرئيس السوري.
ورجح المبعوث أن الإدارة الأمريكية أدركت الحقيقة التي تضطر إلى التعامل معها، ولا فائدة من محاولات مواجهتها، مضيفا في الوقت نفسه أن واشنطن في بعض الحالات “تقدر بشكل خاطئ عقلية السوريين”.
وتابع: “نقول ذلك لأصدقائنا الأمريكيين، وهم، ويجب الاعتراف بذلك، يصغون إلينا، خلافا للفرنسيين الذين تستدعي بعض تصريحاتهم الاستغراب أحيانا”.
وقال ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن استقرار الوضع الأمني في سوريا: “طبعا، لا يمكن أن يستمر هذا الوضع طويلا، وسمعتم ما قلته أثناء المؤتمر الصحفي: من المهم لنا إقناع الأمريكيين بالانسحاب من سوريا، وصدقني، كان هذا سيتيح لنا حل القضية الكردية في شرق الفرات والتوصل إلى مرحلة إبرام اتفاقات طبيعية وجيدة بين الأكراد ودمشق وإعادة دمجهم في المؤسسات العسكرية وأجهزة إنفاذ القانون. إذا خرج الأمريكيون من شمال سوريا فإن الوضع هناك سيستقر”.
المصدر: “كوميرسانت”