“واشنطن بوست”: لا أحد يعلم استراتيجية بايدن في سوريا
ترى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن استراتيجية الرئيس، جو بايدن، تجاه سوريا عصيّة على الفهم، والفجوة بين أفعاله وأقواله جعلت الدول تشعر بالارتباك.
وفي مقال رأي للكاتب جوش روجين نشرته الصحيفة، الخميس 23 من كانون الأول، تساءل عن استراتيجية بايدن في سوريا بعد مرور عام على توليه منصبه، مشيرًا إلى أنها أصبحت “غير متماسكة ومتناقضة” في آن واحد.
وقال روجين، “عندما تم انتخاب بايدن كان لدى العديد من المعارضين السوريين آمال عريضة في أن يأتي بخطة شاملة لحشد المجتمع الدولي للتحرك بشأن سوريا، لكن هذه الآمال تبددت إلى حد كبير. ولم تقم إدارة بايدن بتنشيط دبلوماسية الأمم المتحدة، ولم تستخدم نفوذ الولايات المتحدة وتؤثر بشكل كبير في زيادة الضغط على دمشق”.
وأضاف، “بل على العكس من ذلك، لم يعد المشرّعون والناشطون يصدقون ادعاءات إدارة بايدن بأنها تعمل على معارضة التطبيع مع القيادة السورية، ويرون أنها تفعل العكس”.
وأشار الكاتب إلى أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، روبرت مينينديز، قال خلال لقائه “مواطنون من أجل أمريكا آمنة ومطمئنة” (منظمة مناصرة أمريكية- سورية)، الأسبوع الماضي، إنه لا يعرف ما سياسة الإدارة تجاه سوريا، لافتًا إلى أن من المستحيل فهمها.
وأضاف النائب عن الحزب “الديمقراطي” أنه لا يعرف لماذا لم تفعل حكومة الولايات المتحدة المزيد للدفع مرة أخرى ضد التطبيع مع الرئيس السوري، بما في ذلك من قبل شركائها في المنطقة مثل الإمارات والأردن، لافتًا إلى أن كلا الحزبين مرتبك بشأن ذلك.
إدارة بايدن لم تعارض تطبيع شركائها مع الأسد
وخلال الحملة الرئاسية، وعد مستشار بايدن، أنتوني بلينكن، والذي يتولى منصب وزير الخارجية حاليًا، بشكل علني بإنفاذ قانون “قيصر”، لكن إدارة بايدن لم تنفذ حتى الآن القانون مطلقًا، ولا تزال وزارة الخارجية تصر على أن هذه سياسة أمريكية، وفقًا للكاتب.
وبيّن الكاتب أن مسؤولين في مجلس الأمن القومي أخبروه شخصيًا عن وجود تغيير في السياسة، وأن إدارة بايدن لم تعد تعارض بشدة جهود القادة العرب لاستعادة العلاقات مع الرئيس السوري، مضيفًا أن المسؤولين من البلدان العربية الشريكة وصلتهم هذه الرسالة أيضًا على ما يبدو.
وأكد الكاتب في ختام مقاله، أن “الفجوة الحالية بين ما تقوله إدارة بايدن وما تفعله تقوّض مصداقية واشنطن، كما أن خلل الولايات المتحدة السياسي يساعد الرئيس السوري وحليفتيه روسيا وإيران، ويقوّض أيّ نفوذ متبقٍّ لدى الغرب في الملف السوري”.