الجمعة , نوفمبر 22 2024

“المونيتور”: سوريا “شوكة” روسيا المستقبلية في خاصرة “الناتو” الجنوبية

“المونيتور”: سوريا “شوكة” روسيا المستقبلية في خاصرة “الناتو” الجنوبية

كشف موقع “المونيتور” الأمريكي، عن غاية روسيا من توسعة وتحديث مطار “حميميم” العسكري غربي سوريا، وذلك لمواجهة محتملة مع “حلف شمال الأطلسي” (الناتو).
وقال التقرير، المنشور الثلاثاء 28 من كانون الأول، إنه في هذا الوقت من كل عام، يجري جميع القادة العسكريين للقوات المسلحة الروسية اجتماعًا سنويًا، يحضره الرئيس الروسي ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة، في “المركز الوطني لإدارة الدفاع” بموسكو، لتلخيص نتائجهم وإعلان الإحصائيات، إضافة إلى “إبداء قلقهم حيال تصرفات (الناتو)”.
وخلال هذا الاجتماع السنوي، عرض وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، تقريرًا حول العمل المنجز في توسيع المدرج الغربي بقاعدة “حميميم” الجوية، والذي تم تصوّره للمرة الأولى في عام 2019، وبدأ العمل عليه في عام 2020، بعد الموافقة الرسمية من قبل دمشق على بروتوكول نقل أراضي ومناطق مائية إضافية إلى روسيا لتوسيع قاعدتي “حميميم” و”طرطوس”.
وأضاف التقرير أنه ومع ذلك، فإن التوسع لا يتعلق فقط بسوريا، ولكن أيضًا بالعلاقات بين روسيا و”الناتو”، إذ تواصل موسكو السعي للحصول على ضمانات طويلة الأمد من واشنطن وبروكسل، والتي ينبغي عليها، بحسب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضمان استبعاد توسع “الناتو” ونشر أنظمة أسلحة مهددة على مقربة من الحدود الروسية.
ويرى الروس أنه هذه هي الطريقة الفعّالة لكبح جماح “الناتو”، فطوال العام الحالي، حاول “الكرملين” إجبار “الناتو” على إجراء مفاوضات جديدة، ليس فقط من خلال التهديد بأعمال تُوصف بالعدائية مع أوكرانيا، ولكن أيضًا من خلال النشاط في اتجاهات أخرى، وأحدها إنشاء تهديدات ممنهجة على الجانب الجنوبي من “حلف شمال الأطلسي”، وتحديدًا من سوريا، وفق ما ذكره التقرير.
تحديث مطار “حميميم” العسكري
أفاد التقرير أنه تم توسعة المدرج الغربي لمطار “حميميم” إلى طول 3199 مترًا وعرض 52- 54 مترًا، وهو ما تحدث عنه شويغو في تصريح له، في 21 من كانون الأول الحالي، نقله موقع “RT“، إذ قال إنه تم إنجاز العمل في زيادة طول مدرج الإقلاع والهبوط خلال اجتماع موسع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية.
بدوره، ذكر “المونيتور” تفاصيل التحديثات الأخرى، إذ تم تجهيز المدرج بطلاء جديد ومعدات الإضاءة والراديو، كما وضعت روسيا، في أيار الماضي، ثلاث قاذفات من نوع “Tupolev Tu-22M3” (توبوليف تي يو-22 إم)، ذات القدرة النووية، التي تحتاج إلى مدرج طويل بسبب سرعة هبوطها العالية.
وكانت الهدف من نقل هذه القاذفات، أن تظهر روسيا للأمريكيين أنهم “ليسوا الوحيدين الذين يعرفون كيفية نقل قاذفاتهم الاستراتيجية، التي ينقلونها بشكل دوري إلى المملكة المتحدة والنرويج، ومن هناك يذهبون إلى الحدود الروسية”، وفق “المونيتور”.
وفي حزيران الماضي، نشرت وزارة الدفاع الروسية مرة أخرى قاذفات بعيدة المدى من طراز “Tu-22M3″، وصواريخ اعتراضية من طراز “MiG-31K”، مع صواريخ تفوق سرعة الصوت في مطار “حميميم”، لإجراء مناورات في البحر الأبيض المتوسط.
وبشكل عام، فإن الخبراء الروس واثقون من أن “حميميم” ستصبح مكانًا دائمًا لاستعراض القوة، كما أشار بعضهم إلى أن هذا مهم للدفاع عن شبه جزيرة القرم المضمومة، وفي أي نزاع محتمل سيتم نشر طائرات “الناتو” على الحدود الجنوبية من شرق البحر المتوسط، حسب رأي خبراء لـ”المونيتور”.
كما تم إنشاء صواريخ طويلة المدى من طراز “Kh-32 لـ Tu-22M3M” المحدثة، والتي ستشكّل تهديدًا من الجناح الجنوبي لحلف “الناتو”.
وأشار التقرير إلى أن روسيا تُظهر رغبتها في توسيع تدريباتها العسكرية في سوريا، على مقربة شديدة من الجيش الأمريكي، فمثلًا، في 25 من كانون الأول الحالي، تم نقل أكثر من 20 طائرة وطائرة هليكوبتر من “حميميم” إلى المطارات في الحسكة ودير الزور، وسيطرت طائرات “A-50 أواكس” على أعمال الطيران.
إلّا أنه بحسب التقرير، لا تزال روسيا غير قادرة على نشر الآلاف من القوات في سوريا في وقت قصير، إذ لا تمتلك عددًا كافيًا من السفن الحربية التي تعمل في المحيط، كما أن لديها أسطولًا متواضعًا من طائرات النقل العسكرية، ما يؤثر على القدرة على شن حملة عسكرية سريعة وجادة في مسرح بعيد.
كما أن من الضروري تحسين أمن قاعدة “حميميم”، والفصل بين البنى التحتية العسكرية والمدنية، لأن القاعدة الجوية الروسية محاذية لمطار “باسل الأسد الدولي” وتستخدم بنيته التحتية.
كما ينطبق هذا أيضًا على طرطوس، حيث بنى الجيش الروسي منذ فترة طويلة مجمعًا لإصلاح السفن مزودًا بمعدات روسية وبيلاروسية، كما تخطط روسيا لإنفاق 500 مليون دولار لتحديث وتجهيز طرطوس، بما في ذلك مجمع صحي للجيش الروسي، الممنوع من السفر إلى الخارج، بالإضافة إلى ذلك، لا يتعيّن على الجيش الروسي في طرطوس فقط القيام بدوريات في المنطقة المائية على مدار الساعة على متن قوارب “رابتور”، ولكن أيضًا السيطرة على ميناء “بانياس” المجاور.
المونيتور