تحاول قوات الجيش السوري مؤخرا التقدم في مناطق ريف حلب الشرقي، في محاولة منها للضغط على فصائل المعارضة واستعادة المزيد من المناطق التي خسرتها خلال السنوات الماضية، في إطار الاستفادة منها كورقة إضافية في المفاوضات.
اشتباكات متبادلة
وليلة الأربعاء دارت اشتباكات بين مجموعات الجيش السوري وميليشيا الجيش الوطني في منطقة تادف الواقعة على خطوط التماس بين الجانبين، بريف حلب الشرقي.
وبحسب مصادر محلية فإن القوات السورية حالت التقدم إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة، ودارت مواجهات استُخدم خلالها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وتأتي هذه الاشتباكات رغم سريان اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في مناطق الشمال السوري، برعاية روسية تركية.
ويشار إلى أن هذه المواجهات هي الثانية من نوعها خلال الأسبوع الماضي، وفي وقت استقدم فيه الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى المناطق المواجهة لمواقع سيطرة الفصائل شرق حلب.
وتعتبر بلدة تادف من أكثر المواقع استراتيجية من الناحية العسكرية بريف حلب الشرقي، حيث تقع على خطوط تماس مع الجيش السوري وفصائل المعارضة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية وفصائل المعارضة من جهة أخرى.
ويسيطر على المنطقة ميليشيا ما يسمى الجيش الوطني منذ آذار مارس/ عام 2017، وذلك في إطار معركة “درع الفرات”، بدعم مباشر من الجيش التركي.
أهداف دمشق
ويؤكد العميد والمحلل العسكري منير الحريري أن الجيش السوري يسعى لتوسيع دوائر نفوذه العسكرية، في المناطق الخارجة عن سيطرته، وذلك عبر التوسع العسكري أو الضغط السياسي.
ويقول الحريري في حديثه لـ”الحل”: «الجيش السوري يسعى لاستعادة المناطق المحتلة عن طريق قضم المناطق بالتدريج، ولكن التقدم يكون بشكل بطيء جدا، بسبب اتفاق وقف تصعيد بموجب الاتفاق الروسي التركي».
وحول احتمالية تغيّر خارطة السيطرة في الوقت الراهن، يعتقد المحلل العسكري أن الوضع سيبقى على ما هو عليه.
وحول ذلك يقول: «الوضع سيبقى متل ما هو، لا تغيير على خارطة السيطرة، حتى الأميركان أكدوا هذا الكلام، والاشتباكات التي حصلت تعتبر في العلم العسكري تعتبر اشتباكات خفيفة وبسيطة،لكسب المزيد من الأوراق التفاوضية».
وكانت محافظة إدلب شمالي غربي سوريا شهدت هي الأخرى تصعيدا عسكريا مع بداية عام 2022، تمثل بقصف القوات الروسية مواقع عدة للميليشيات المسلحة.
ماهي دوافع روسيا من غاراتها على إدلب؟
ناشطون محليون قالوا، إن روسيا هدفها الأول من التصعيد العسكري يوم أمس والذي تزامن مع بداية العام الجديد، إيصال رسائل أن السياسات المعتدة اتجاه المناطق الخارجة سيطرة القوات السورية لن تتغير، رغم وجود الضامن التركي.
أشار الناشطون إلى أنه لابد أن يكون هناك اتفاق روسي تركي على الغارات الجوية المتكررة. كما إن هناك بنك أهداف متفق على استهدافه وينطوي تحت اسم “محاربة الإرهاب”.
وكالات
اقرأ أيضا: تقرير أمريكي: إيران زودت سوريا بنفط تبلغ قيمته ملايين الدولارات ولا بد من معاقبتها