الخميس , أبريل 25 2024
كهرباء بلا نفط

كهرباء بلا نفط

أحدثت الطاقة الشمسية فرقاً لدى من استطاع إليها سبيلاً. ومن المتوقع بعد عدة أشهر حدوث فارق في الشبكة السورية بدخول المحطات التي تم الاعلان عن البدء بإنشائها والتي تزيد استطاعتها على ألف ميغا. وهذا يعادل تقريباً 40% مما يُنتج من الكهرباء حالياً.

اليوم بات واضحاً وملموساً للجميع أن البلد يتوقف بغياب الكهرباء والمشتقات النفطية . كما بات واضحاً أن إنتاج الكهرباء من الممكن أن يكون بنسبة كبيرة بعيداً عن النفط والغاز وبوفر اقتصادي كبير على خزينة الدولة التي عليها أن تتحرك بشكل أكبر وبتعمق أكثر في موضوع الاعتماد على الطاقات المتجددة . ولا سيما طاقة الرياح التي تعطي الكهرباء على مدار الساعة بعكس الطاقة الشمسية التي تُعطي في النهار وتتوقف بالليل.

وضع متردي

الوضع المتردي للمواطن والبلد سببه توقف الإنتاج وانخفاضه بسبب غياب الكهرباء ونقص في المشتقات النفطية. وعودة الحياة مرهونة بعودة الطاقة، فعندما تتوافر الكهرباء تعمل كل المعامل والمصانع والورش والخدمات. وعندما يتوافر المازوت ينشط القطاع الزراعي، وتتحرك جرارات الحراثة وتعمل مضخات المياه وينشط الشحن والنقل، وتنخفض التكاليف. وفي المحصلة يتحسن الاقتصاد والوضع المعيشي للمواطن.

أولويات

الأولوية للخلاص مما نحن فيه يجب أن يكون من ملف الطاقة بشقيه النفطي والكهربائي، من خلال تخصيص الدعم الكافي لهذا القطاع.

لأن ما يتم تخصيصه من استثمارات في هذا القطاع يكون مردوده مضاعفاً في فترات قصيرة وتحديدا في النفط . و من الممكن أن يقدم الدعم لقطاعات أخرى تأكل اليوم موارد الخزينة وتستهلكها لتقديم خدمة أحسن ما يقال فيها إنها ليست جيدة.

حلول

مشاريع الطاقة مشاريع حكومية بامتياز، ولن تكون الاستثمارات الخاصة علامة فارقة إلا إذا كانت الخطط تسير باتجاه خصخصة الكهرباء. فالخزينة لا تستطيع تحمل أعباء شراء الكهرباء المُنتجة من القطاع الخاص.

ولكن من الممكن إلزام المستهلكين الكبار للكهرباء بإنتاج الكهرباء وتبادلها مع الشبكة العامة في حال وجود فائض . وذلك بأن تعطي فائضها للشبكة في النهار، وتأخذ بدلاً منه في الليل.

موضوع الطاقات المتجددة بحاجة إلى دعم مطلق لتحقيق الوثوقية . ولاسيما أن تشكيكاً كبيراً حصل بموضوع ألواح الطاقة الشمسية الموجودة في الأسواق. ولا بد من تكثيف الجهود لتوطين طاقات الرياح بكل الاستطاعات لأنها أكثر جدوى وفاعلية وإنتاج . وذلك من خلال الدعاية والإعلان ونشر الأبحاث وإجراء المقارنات والدراسات الاقتصادية. وأهم من ذلك إبعاد هذا الملف عن الصفقات والمحاصصات السوقية، فملف الطاقة يخرج البلد من الظلمة إلى النور ومن القلة إلى الوفرة.

سنسيريا – معد عيسى

اقرأ أيضا: وفد أردني يبحث إعادة تشغيل خط الربط الكهربائي مع سورية