الخميس , مارس 28 2024

هل تتحول سورية إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية؟

هل تتحول سورية إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية؟

شام تايمز

توقع كاتب روسي في مقال نشره موقع “RT” الروسي أن تكون سورية ساحة المواجهة المقبلة بين روسيا والولايات المتحدة، عقب فشل المفاوضات بينهما بشأن المطالب الأمنية الروسية، والرفض الأمريكي- الغربي لها. .

شام تايمز

وقال الكاتب والمحلل الروسي الكسندر نزاروف إن روسيا ردّت على الرفض الغربي بالإعلان عن الانتقال إلى “إجراءات أخرى”، بما في ذلك الردع والرعب المضاد، وبدأت مناورات عسكرية في المناطق المتاخمة لأوكرانيا، بينما أعلنت بالتزامن عن عدم نيّتها مهاجمة كييف.
ويشير المحلل السياسي الروسي إلى تصعيد خطاب موسكو ورفع درجة صرامة موقفها، بما يشعر المرء وكأنها تريد الحصول على رد مكتوب من الولايات المتحدة الأمريكية في أقرب وقت ممكن، من أجل الانتقال إلى الإجراءات العملية سريعاً، كما قال.
منطق ذلك التسرّع -كما يشرح الكاتب الروسي- هو أن أوكرانيا وأوروبا في خضم أزمة طاقة “يعود ذلك إلى ما اتسما به من جشع وحماقة، بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم قيامهما بتخزين احتياطيات الغاز اللازمة خلال الربيع والصيف الماضيين، على أمل مزيد من انخفاض الأسعار”.
ووفقاً لتقديرات شركة “غازبروم” الروسية، فإنه اعتباراً من 10 كانون الثاني الجاري، تم ملء منشآت الغاز الأوروبية بنسبة 50.88%، بمقدار 54.93 مليار متر مكعب من الغاز. قبل عام، كان مستوى الاحتياطيات أعلى بمقدار حوالي 18 مليار متر مكعب. وإذا لم تقم روسيا بزيادة الإمدادات، فإن المخزون في أوروبا سينخفض إلى 15% بحلول نهاية آذار، وهو ما قد يكون الأدنى في التاريخ.
ووفقاً لخبراء الشركة الاستشارية “وود ماكينزي” Wood Mackenzie، فلو توقفت إمدادات الغاز من روسيا تماماً، ستتجمد أوروبا حرفياً هذا الشتاء، وبالتالي، يعتقد الكاتب أنه “في حالة سيناريو المواجهة الصعبة، تواجه أوروبا كارثة اقتصادية، ومن غير المرجّح أن تكون قادرة على المشاركة بنشاط في أي مواجهة مع روسيا. على العكس من ذلك، سوف تبذل أوروبا قصارى جهدها لإنهاء المواجهة في أسرع وقت ممكن”.
يضيف: روسيا ستحاول الابتعاد عن الحرب مع أوكرانيا، التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل محاولتها الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن، ذلك أن حرباً كبيرة مع روسيا هو أمر غير مقبول لها، عشية اشتباكها مع الصين. لذلك، ستبذل الولايات المتحدة كل ما بوسعها للخروج من الصراع العسكري مع روسيا في أقرب فرصة ممكنة، ومن المرجح أن يظل مثل هذا الصراع محليّاً.
وعليه فإننا نتجه -كما يقول نزاروف- نحو مواجهة عسكرية روسية – أمريكية مباشرة في المستقبل القريب، في الشتاء، وربما في هذا الشهر، إلا أن السؤال الرئيسي المطروح بلا إجابة: ما هي الإجراءات العسكرية، والعسكرية التقنية، التي سوف ترد بها روسيا؟ وأين؟
يقول نزاروف “هناك بلد في الشرق الأوسط، يوجد على أراضيه الجيش الأمريكي بشكل غير قانوني، وستكون الضربة حينها أولاً، قانونية، وثانياً، ستؤدي حتماً إلى اضطرابات عالمية.”
ويضيف: في حال رد الأمريكيون باستخدام بنيتهم التحتية العسكرية الإقليمية، يمكن لروسيا أن تضرب القواعد الأمريكية في المنطقة. بل ومن الممكن أن تنحرف بضعة صواريخ أمريكية أو روسية عن مسارها خلال القتال، لتدمر عن طريق “الخطأ” أكبر المنشآت النفطية في المنطقة “في هذه الحالة، وبشكل عام، فمن غير المحتمل أن يتم توفير إمدادات النفط والغاز من هذه المنطقة لعدة أشهر على الأقل، وحينها سيحلم المشترون بالحصول على برميل نفط بسعر 1000 دولار أمريكي.”
يعتقد الكاتب أنها “قد تكون الصدمة الأخيرة للنظام المالي في الغرب. بالطبع، سيكون الأمر صعباً على العالم بأسره، لكن الاقتصاد الأمريكي سوف يدمّر مع أي تطوّر للأعمال العدائية.”
ويلفت الكاتب إلى تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين قال يوماً: “ما حاجتنا لعالم بدون روسيا؟”. ويشير نزاروف إلى أن هذا تحديداً ما يفعله الغرب بتضييقه حلقة العقوبات، ووضع الصواريخ على حدود روسيا، لنصبح الآن على مقربة من الخط، الذي يصبح من الممكن بعده إيجاد عالم بدون روسيا، لذلك فليس لدى روسيا ما تخسره.
ويرى الكاتب أن هذا هو الملاذ الأخير. وربما سيقتصر الأمر على تفاهات من عينة اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتدمير أوكرانيا، في حالة محاولتها منع ذلك.
خاتماً مقاله بالقول ” الواضح أن روسيا جادة، وإذا استبعدنا خيار حصول روسيا على سلاح معجزة جديد، “مغيّر للعبة” Game Changer، يبدو لي أن سيناريو الشرق الأوسط هو الأفضل. من غير المرجّح أن تحقق أي من السيناريوهات الأخرى النتيجة المأمولة”.

شام تايمز
شام تايمز