الجمعة , أبريل 26 2024
شام تايمز

من حلب إلى باريس… موهوب سوري يعزف اللحن الأصيل على أعتاب برج “إيفل”… شاهد

من حلب إلى باريس… موهوب سوري يعزف اللحن الأصيل على أعتاب برج “إيفل”… شاهد

شام تايمز

يقال في الموسيقى إنها اللغة الوحيدة التي يفهمها كل شعوب العالم، مهما اختلفت حضاراتهم وثقافاتهم، ومهما بعدت المسافات وتنوعت أساليب العيش.
ولطالما عرفت الموسيقى السورية والفولكلورية بأهميتها بين شعوب العالم أجمع، وخاصة القدود الحلبية وعرابها الراحل صباح فخري، الذي أحيا العديد من الحفلات في العالم.
صباح فخري لن يكون الأخير، فسوريا، وحلب خصوصا، تولد الفنانين دائما، وبعد الأزمة الأخيرة، غادر العديد منهم أرض وطنهم، ليكملوا طريق الفن في أصقاع الأرض، فكيف نجحوا، وكيف كانت حياتهم، ولماذا تغيرت أذواق الناس وقل تركيزهم على سماع المقامات الموسيقية الأصيلة.

شام تايمز

من هؤلاء كان الفنان الشاب والموهوب بشر جلبي، صاحب الـ(23 عاما)، والذي اتخذ من باريس مكانا له بعد حلب، ومن معهد صباح فخري نفسه كانت الانطلاقة، وسار في عالم الموسيقى الأصيلة قليلة الوجود حاليا، ودرسها أكاديميا.

ينحدر بشر من عائلة موسيقية، فوالده عازف أيضا، وقد علم أبناءه الموسيقى في أوروبا منذ الصغر، وهنا يقول بشر: “في أوروبا وخاصة فرنسا، الناس تحب الموسيقى كثيراً وتحترم الموسيقيين جداً، وعندما يروني الناس في المواصلات وأنا أحمل أدواتي الموسيقية الجميع يبتسلم لي ويوجهون لي الكلام اللطيف، ويحبو أن يستمعوا إلى العديد من الألوان الموسيقية المختلفة، وهذا الشيء كان مفاجئا لي”.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Besher Tchalabi (@besher_tchalabi)

ويضيف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “يحبون موسيقتنا، لدي في الجامعة أستاذ فرنسي الأصل انتقل من شرق فرنسا إلى العاصمة من أجل التعلم على آلة العود، وعندما علم أني من حلب حدثتي عن الأعواد التي تصنع هناك وأن لديه عود صنع في حلب، هو ليس الوحيد، فقد تعرفت على الكثير يريدون تعلم الموسيقى الشرقية ومقاماتها”.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Besher Tchalabi (@besher_tchalabi)

وتحدث بشر عن بعد الفنانين الذين بحثوا عن الشهرة أكثر من الفن، فكان الفشل حليف عزفهم وقال: هناك من حاول البحث عن الشهرة دون “إعطاء الجانب الفني الكثير من الاهتمام، غايتهم توقفوا عن تطوير أنفسهم في الموسيقى، بينما العازف الموهوب لديه طموح دائما للوصول للأعلى قبل أن يفكر في الشهرة”.
آلة الأورغ تتميز عن غيرها من الآلات الموسيقية بأنها لا تعتمد فقط على العازف، فهي مرتبطة بالتكنولوجيا ويمكن فيها حفظ الإيقاعات المطلوبة، ثم يضيف الفنان لمسته، وهنا كان الاستثمار الخاطئ لها بحسب بشر، الذي يعتبر من رواد العزف على الأورغ، ويقول: “بعض العازفين يتعاملون مع آلة الأورغ وكأنها (روبوت) ويجعلوها تعزف وحدها دون أي جهد مطلوب منهم سوى التمثيل على أنه يعزفون من خلال الضغط على بعض الأزرار و من ثم تقوم الآلة في باقي العمل”.
ووصف بشر، بصفته هاويا وموهوبا ومتمرنا وعازفا على آلة الأورغ، هذا الأمر “بالمؤسف”، وقال: “تعلمت لمدة سنين طويلة على الأورغ، ثم يأتي بعض الناس و يشترون هذه الالة و يستخدمونها في هذا الأسلوب ويذهبوا الى الحفلات، هذا الشيء غير عادل أبدا”.
ويتابع: “أنا شخصيا لا أفكر في الشهرة، بل أفكر بكيفية إمتاع من يحب أن يسمعني، فعندما أراهم سعيدين أكون سعيدا”.
ويستنكر بشر جعل الموسيقى مهنة لكسب المال ويقول: “الموسيقى موهبة لا يمكن أن تتحول إلى مهنة، هناك الكثير من الموسيقيين ليس لديهم عمل غير الموسيقى، وفي ظل هذه الظروف ومع توقف الحفلات وفترة الحجر والإغلاق أصبحوا بلا دخل لمدة شهور، أنا شخصيا أعزف لحبي للموسيقى وليس من أجل المال، وشهاداتي التعليمية هي من يجب أن تكون مصدر دخلي وليس الموسيقى”.

وتابع في هذا السياق: “لست منن ينظمون الحفلات و المهرجانات، عم فقط يتصلون بي للمشاركة، وأنا لا أرفض، وشاركت بعدة مهرجانات و مناسبات، كعيد الموسيقى”.

يخاف بشر على الموسيقى من الانحدار بسبب ضعف جمهورها أيضا، فبرأيه أن الزمن تغير عن ذي قبل وأن الأكثرية تميل للحفلات الغنائية وليس للموسيقية، وعلى حد تعبيره هذه أمور تساهم بقتل طموح أي عازف موهوب وأكاديمي.
وختم بشر مع “سبوتنيك” بأمنية مجيئه إلى روسيا عندما تتاح له الفرصة.

شام تايمز
شام تايمز