الجمعة , أبريل 26 2024
شام تايمز

وزير الخارجية السوري: التفكير بالانفصال هو “حلم إبليس بالجنة”

وزير الخارجية السوري: التفكير بالانفصال هو “حلم إبليس بالجنة”

شام تايمز

انتقد وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، أداء المبعوث الأممي غير بيدرسون، وتدخله في عمل اللجنة الدستورية السورية مشيراً إلى أنه من الضروري أن يحافظ على مهنيته بعدم التدخل في عمل اللجنة الدستورية وأن ينقل الأحداث بحيادية.
ونقل مراسل “سبوتنيك” عن المقداد قوله خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام السورية في مبنى مؤسسة الوحدة للصحافة والإعلام: إنه “من المهم أن يحافظ المبعوث بيدرسون على مهنيته وألا يتدخل في عمل اللجنة الدستورية وأن ينقل الصورة بحيادية ويعمل على تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف في المجالات الشكلية لا أن يتدخل بالحوار الموضوعي داخل اللجنة فهذا ليس من اختصاصه”. وتابع موضحا أنه “بعد بدء عملها أصبحت اللجنة الدستورية سيدة نفسها وقد سهلت الحكومة السورية عمل هذه اللجنة”.

شام تايمز

“نحن نتابع عمل اللجنة بكل دقة، ويجب على كل طرف أن يقدم اقتراحاته حول مواد الدستور، ولكن حتى اليوم لا يوجد صياغات دستورية من قبل الجانب الآخر فقد اقترحوا حل الجيش العربي السوري وتحويله إلى جيش تطوعي ويريدون فرض حل أقرب إلى الحلول حول الدستور العراقي والدستور اللبناني أي أننا لن نستطيع تشكيل حكومة في سوريا، ويريدون من كل دول المنطقة أن تسير على هذا النهج كي تستمر الحروب فيها ولتكون “إسرائيل” هي المهيمن على شؤون المنطقة، ويريدون دستوراً تفوح منه رائحة القرار السوري اللامستقل والذي يتناقض مع مصالح الشعب السوري ونحن نستطيع المضي في الحوار لكن فليعطونا صياغات مقبولة”.

وتابع المقداد: “بيدرسون والغرب أصبحوا يدركون أن مسار اللجنة الدستورية مسار صعب بالنسبة لهم ولسنا نحن من نصعب الأمر لكن هناك شيء نقبل به وشيء آخر لا نقبل به فالشعب السوري لن يتخلى عن الجيش العربي السوري، ولا تراجع عن المواقف السورية.
وفد المعارضة يعمل وفق التعليمات التركية
وحول الدور التركي في الأزمة السورية قال الوزير السوري: “النظام التركي يتحمل مسؤولية عدم الوصول إلى نتائج فوفد (المعارضة) يعمل بتعليمات من هذا النظام، وقد قمت بمناقشة مقاربة بيدرسون مع الأصدقاء الروس والإيرانيين حول التراجع عن نصف المواقف، لكنهم لن يحلموا بذلك ولسنا مجبرين على تقديم تنازلات والقيادة السورية تصر على عدم التعامل مع كل ما يمس السيادة السورية”.

“لدينا /14/ سفارة عربية مفتوحة في دمشق وقد وجهنا رسائل إلى وزراء خارجية عرب بهدف تحسين العلاقات العربية- العربية وهناك الكثير من الدول العربية تشتاق للقاء مع سوريا”.

هناك من باع نفسه للشيطان
وعن تطورات الأوضاع في إدلب قال وزير الخارجية السوري: “ما زالت هناك مناطق في شمال غرب وشمال شرق سوريا لكن الخطر في الشمال الغربي والوجود التركي في هذه المنطقة يشكل أكبر خطر يهدد وحدة واستقلال سوريا، فالاحتلال التركي لا يكتفي بدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة بل يقوم أيضاً بتدريب المواطنين والأطفال وإدخال البنوك إلى تلك المناطق لقطع أي نوع من العلاقات مع الدولة السورية وإقامة مستعمرات، وهذه السياسة مستمرة من جانب تركيا”، مضيفاً أن “الحال في شمال شرق سوريا ليس بأحسن حال من الشمال الغربي السوري فهناك احتلال أمريكي وقواعد أمريكية، ودمشق تنظر إلى الأكراد على أنهم جزء من مكونات الشعب السوري ومن قوانا الوطنية الفاعلة لكن هناك من باع نفسه للشيطان”.
وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد – سبوتنيك عربي, 1920, 13.01.2022

المحتل الأمريكي سيخرج بإرادته أو بأساليب أخرى
وحول الوضع في شمال شرق سوريا في ضوء الاحتلال الأمريكي قال المقداد: “المحتل الأمريكي إن لم يخرج بإرادته سيخرج بأساليب أخرى ومن ارتبط مع المحتل عليه أن يعود إلى هويته الوطنية لأن أي شكل من أشكال الانفصال أو الهياكل الانفصالية هي أمل إبليس في الجنة”.

وتابع: “ما زالوا في (قسد) بسبب الضغوط الأمريكية عليهم يحاولون أن يأخذوا مزيداً من الأوكسجين لطرح أفكارهم وهي في الحقيقة أحلام لا يمكن تحقيقها ونحن سنتحاور معهم فأهلاً بهم كمواطنين وليس كانفصاليين”.

“علاقاتنا مع روسيا تحالفية والأصدقاء الروس جاؤوا للقضاء على الإرهاب ونحن نشكر الموقف الروسي ونحن ممتنون لهم على تضحياتهم، والجانب الروسي مستعد لتقديم كافة أشكال الدعم لمحاربة الإرهاب، وعلاقاتنا جيدة كذلك مع إيران لكن هناك من يحاول التشكيك بذلك فالأصدقاء الإيرانيين قدموا لنا كل أشكال الدعم ويستحقون كل الشكر ونحن نحدد منهم ما نريد وما لانريد، وأي اهتزاز في هذه العلاقات مع الأصدقاء سيكون لصالح الطرف الآخر ولصالح أعداء سوريا، ونحن نعمل بتوجيهات الرئيس الأسد وتنفيذ تعليماته ونسير خلف قيادته وقد أثبت أنه رجل هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة وهو من أفقد الغرب أعصابهم وفكك تجمعاتهم لتنتصر سوريا ولتحافظ على وحدتها وشعبها”.

ما جرى في كازاخستان لا علاقة له بارتفاع أسعار الغاز
وحول الأحداث في كازاخستان قال المقداد: “أنا أجزم أن الوضع في كازاخستان لم يكن بسبب ارتفاع أسعار الغاز وإنما يأتي ضمن ما يخطط له الغرب في وجه كل يقف ضد مخططاتهـ وكل النقاشات الجارية اليوم حول المسؤوليات التي يتحملها الاتحاد الروسي في سوريا وأوكرانيا وبيلاروس هي قضايا وتشابكات يتشكل العالم في ضوئها، مضيفاً: “كانت الولايات المتحدة تدعي أنها قضت على الشيوعية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وأنها هي من سيفرض أحادية القطب على العالم لكن هذا لم يتحقق، فهناك دول كثيرة في العالم لم تقبل هذا المنطق، والغرب لم يكن يريد شريكاً له في تكوين شكل العالم لكن هذه الفرصة لم تتح له، فهناك كثير من دول العالم تطالب بتعدد الأقطاب، وقد استطاعت روسيا أن تطور ما كان موجوداً في عهد الاتحاد السوفياتي ووصلت إلى وضع يتفوق ويتساوى مع التطورات العسكرية الاستراتيجية في أوربا والولايات لمتحدة”.

وقال المقداد: “سوريا ليست بلداً معزولاً عما يجري من تطورات في أنحاء العالم، وقد عانينا في الأزمة من دخول عشرات الآلاف من الإرهابيين من الحدود التركية وحققوا خطوات هنا وخطوات هناك ودارت المعارك حول جريدة الثورة (الحكومية) بالقرب من هذا المكان، وتحت نوافذ وزارة الخارجية السورية وخلف مبنى رئاسة مجلس الوزراء في منطقة كفرسوسة ومخيم اليرموك والزاهرة وأماكن كثيرة اجتاحوها، وقد تجاوزنا هذه التطورات بدعم من الأصدقاء والحلفاء الروس والإيرانيين وحزب الله وانطلقنا إلى السيطرة على أكبر رقعة من الأراضي السورية وصلت اليوم إلى 85% من الأراضي السورية.

 

شام تايمز
شام تايمز