مخاوف من تكرار السيناريو في «معمل الغاز».. «سجن الصناعة» لا يزال خارج سيطرة «قسد»
واصلت قوات الاحتلال الأميركي تدميرها الممنهج في مدينة الحسكة، مع إخفاق ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» في السيطرة على «سجن الصناعة»، حيث استمرت الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي بين مسلحيها ومسلحين من تنظيم داعش الإرهابي، في حين عمت محيط سجنين في مدينة الشدادي حالة استنفار قصوى من قبل الميليشيات وقوات «التحالف الدولي» المزعوم خشية تكرار سيناريو «سجن الصناعة»، إثر أنباء عن فرار دواعش وتنفيذ المعتقلين استعصاء واسعاً داخلهما.
وفي التفاصيل، فقد واصل الاحتلال الأميركي عدوانه الجوي على البنية التحتية في مدينة الحسكة بذريعة ملاحقة فارين من مسلحي داعش عقب أحداث الفوضى التي يشهدها «سجن الصناعة» منذ الخميس الماضي، ونفذت أمس عدواناً على مبنى رئاسة فرع جامعة الفرات ومحيط مركز حبوب غويران في المدينة، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وتسبب عدوان الاحتلال الأميركي على مبنى رئاسة فرع جامعة الفرات بتدمير مرآب الآليات، في حين تسبب قصف نقاط عدة في محيط الصوامع بمركز حبوب غويران بوقوع دمار كبير في المبنى.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن مسلحي داعش المتحصنين ضمن أحد أقسام «سجن الصناعة» يرفضون الاستسلام، وسط اشتباكات تجري بين الحين والآخر مع مسلحي «قسد» الموجودين في محيط القسم، بالإضافة لاشتباكات في جيوب أخرى بمحيط السجن.
وذكرت، أن مسلحي «قسد»، لا يزالون يحاصرون السجن من جهاته الأربع، وسط مواصلة طيران الاحتلال الأميركي الحربي والمروحي والمسيّر، استهدافه للسجن والمناطق المحيطة به، في حين تحاول «قسد» اقتحام المبنى الذي استعصى فيه سجناء التنظيم، واحتجزوا عدداً من مسلّحي الميليشيات كرهائن.
وأشارت إلى أن المفاوضات لا تزال جارية بين «قسد» ومسلحي التنظيم الموجودين داخل السجن لتسليم أنفسهم مقابل ضمانات بالحفاظ على أرواحهم، وإدخال الدعم لهم أملاً في استسلامهم وتسليمهم الرهائن أحياء.
وذكرت، أن مسلحي التنظيم يقومون بالضغط على الرهائن من خلال دفعهم للتواصل مع أهاليهم للضغط على المحتل الأميركي و«قسد» لفك الحصار عنهم وتخفيف وطأة استهدافهم بالطيران والقصف المدفعي والصاروخي، وسط أنباء عن مقتل عدد من الرهائن المحتجزين لدى مسلحي التنظيم.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات البحث عن الفارين من سجناء التنظيم لا تزال جارية في عدد من الأحياء والمناطق القريبة من محيط السجن، ويرجح أن تستمر، بعد إلقاء القبض على ستة من الفارين.
وأدت الاشتباكات منذ الخميس الماضي وفق مصادر إعلامية معارضة إلى مقتل 102 من مسلحي التنظيم و45 من مسلحي «قسد»، إضافة إلى سبعة مدنيين.
على خطٍّ موازٍ، كشفت مصادر محلية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي لـ«الوطن»، أن حالة استنفار قصوى عمت محيط سجني «الكم الصيني» و«معمل الغاز» من قبل «قسد» وقوات «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة أميركا، خشية تكرار سيناريو «سجن الصناعة»، إثر ورود أنباء عن فرار مسلحين من تنظيم داعش وتنفيذ معتقليه استعصاء واسعاً داخل السجنين منذ يومين.
ويحتوي سجن «الكم الصيني» ١٦٠٠ سجين من داعش معظمهم من العراقيين والسوريين، في حين يحتوي سجن «معمل الغاز» عدداً مماثلاً.
وأفادت المصادر، بأن «قسد» استبقت عصيان دواعش السجنين بفرض حظر تجوال في المدينة منذ يوم الجمعة الفائت، بالتزامن مع هجوم التنظيم على «سجن الصناعة»، تحسباً لتنفيذ مسلحيه هجوماً مماثلاً باتجاه السجنين اللذين يضمان مسلحي التنظيم الخطيرين وقد جرى نقلهم في وقت سابق عبر «التحالف الدولي» من «سجن الصناعة» للتحقيق معهم.
وأشارت إلى أن أكثر من ٤٠٠ مسلح تابع لـ«قسد» و«التحالف الدولي» تم استقدامهم خلال اليومين الماضيين إلى محيط السجنين إثر تنفيذ معتقلي التنظيم استعصاء واسعاً داخلهما تضامناً مع زملائهم في «سجن الصناعة» مع تمكن ٦ إرهابيين من الهرب من «الكم الصيني» عن طريق دفع مبالغ مالية ضخمة كرشاوى قدرت بين ١٥ و٢٠ ألف دولار أميركي عبر وسطاء من شخصيات متنفذة تربطها علاقات جيدة مع متزعمي الصف الأول من «قسد».
وعقب ذلك، فرضت «قسد» و«التحالف» طوقاً أمنياً مكثفاً حول السجنين ونشرت حواجز على الطرق المؤدية إليهما، وقطعت الطريق بين الشدادي و«معمل الغاز» خوفاً من عمليات انتحارية بسيارات مفخخة وتنفيذ هجمات باتجاهه، من دون ورود أنباء عن فقدان السيطرة على أي منهما، حسب قول المصادر التي نوهت إلى أن الطائرات المسيرة التابعة لـ«التحالف» لم تغادر سماء مدينة الشدادي وظلت تحلق فوق وفي محيط السجنين لرصد أي تحرك لمسلحي داعش.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال الأميركي استقدمت ٤ مدرعات إلى محيط «سجن الكم» بعد يوم من تعزيز قواتها في محيطه بـ٦ مدرعات.
الوطن
اقرأ ايضاً:درعا.. الجيش يحتوي الموقف في الحراك بعد اشتباكات استمرت لأيام