الأحد , ديسمبر 22 2024
شام تايمز
أفكار محمية بالتبني

أفكار محمية بالتبني

شام تايمز

كتب معد عيسى تحت عنوان “أفكار محمية بالتبني” : برنارد دانتتزوق عالم رياضيات أمريكي. أسماه والداه جورج برنارد على اسم الكاتب الشهير “جورج برنارد شو ” على أمل أن يكبر يوماً ويصبح كاتبا مشهورا.

شام تايمز

لعنة الرياضيات لاحقته من والده ووالدته؛ حيث كانا يدرسان الرياضيات. وفي أول سنة له في الدكتوراة وصل متأخرا إلى المحاضرة التي كان يلقيها عالم الرياضيات والإحصاء Jerzy Neyman. لكنه وجد مسألتين إحصائيتين على السبورة. أعتقد جورج أن المسألتين واجب منزلي فنقل المسائل على ورقته، و عاد إلى المنزل و قام بحلها.

شام تايمز

في اليوم التالي ذهب إلى الدكتور ليسلم الحل، ويعتذر عن التأخير ويرجوه أن يقبل الواجب المتأخر.

اللغز في الأمر أن المسألتين اللتين كتبهما الدكتور على السبورة كانتا مجرد مثالين لمسألتين في الإحصاء عجز العلماء عن حلهما. فيما اعتقد جورج أنه واجب منزلي مطلوب من كل الطلاب، فقام بحلهما.

وفي تفسير ذلك، أكد علماء النفس بأنه لو علم جورج أن العلماء عجزوا عن حل المسألتين لَما حاول بالأساس، ولكان استسلم لفكرة استحالة الحل وربما كان حلهما مجهول حتى اليوم.
بالإسقاط على واقعنا:

هناك استسلام لإمكانية تجاوز الواقع الصعب الذي نعيشه، و استسلام لفكرة استحالة إصلاح القطاعات الخاسرة و المتوقفة. وايضا، هناك استسلام لحالة الترهل والفساد.

كل إدارة تأتي على قطاع تضع استراتيجية ووعود وتوقيتات لإنجاز خططها تتجاوز الزمن المتوقع لاستمراريتها في الإدارة. وهكذا يقال أن الإدارة تم تغييرها قبل الموعد الذي حددتها لتنفيذ خطتها الانقاذية. اي على مبدأ “اما تظبط او تتغير الظروف او تتغير الإدارة”، و التي يكون العذر معها جاهزا في حال الفشل.

الاسوء من ذلك، أن كل إدارة تأتي تنسف خطط الإدارة السابقة وتضع خططا وفقا لمنظورها. وبذلك نحن بحاجة إلى فكر قبل كل شيء لأنقاذ أنفسنا وتغيير الواقع، نحن بحاجة إلى توليد وتبني أفكار.

بناء على ذلك نتساءل، ماذا لو وضعنا صندوق للافكار في كل مؤسسة ؟ الا تأتي مئات الأفكار؟ ألا يُتيح ذلك ان يكون هناك مئات الأفكار في كل قطاع؟. و بالمحصلة نستطيع أن نختار أهمها. ألن نكون انتقلنا من صفر أفكار إلى مئات الأفكار ؟ وبعدها نذهب للتنفيذ حتى النهاية.

تماما كالدول والشركات الكبرى والعالم المتقدم، التي وضعت أفكارا لكل ما تم القيام به، ومنحت مكافئات مجزية للافكار الفائزه التي تقيّمها لجان خبراء ومستشارين وليس الإدارات القائمة.

في الواقع، نحن بحاجة إلى فكر تحفيزي، لا حفظي؛ مناهجنا تعلم الحفظ وليس التفكير، واساتذتنا تقيّم على دقة الحفظ وليس التعبير.

وبالتصحيح المؤتمت قتلنا مهارة الكتابة والتعبير حتى وصلنا إلى خريجين يخطؤن بالاملاء، ويعجزون في التعبير عن أفكارهم ولا يجيدون غير لغة تحبير المربعات.

احتراما للمفكرين والفكر اخترعوا شيء اسمه حماية الملكية الفكرية، ولكننا اجدنا في سرقة الأفكار وتقمصها و فشلنا في تبني الأفكار المبدعة وتنفيذها، بل نعادي اي فكرة لا تحقق مكاسب شخصية، وحالنا يشي بفكرنا.

المصدر: سنسيريا

اقرأ أيضا: تاجر: المشكلة في السوق هي احتكار القلة

شام تايمز
شام تايمز