أثار الفنان السوري “عباس النوري”، الكثير من المواضيع الجدلية، متحدثا عن تجربة المخرج الراحل “بسام الملا”، والجدل الذي أثاره الفيلم المصري “أصحاب ولا أعز”، كذلك الحديث عن العلم والعلاقة مع الخالق.
وقال الفنان السوري، خلال لقاء له عبر برنامج المختار الذي تبثه إذاعة المدينة إف إم، أن “الملا” كان صاحب تجربة مهمة، وأضاف أن المخرج الراحل لم يكن يمتلك شهادة سوى شهادة الإحساس والتجربة، وقد دخل إلى التلفزيون في تجربة تعلم من خلال الكواليس كأي طالب آخر، تعلم خلالها ألا يخجل وتدرج بالعمل ثم قدم للجمهور أشياء تشبهه ونجح، وتابع أن «بسام الملا كان يمثل عن كل الشخصيات، يمتلك عقل جمعي، يقرأ ويتمعن ثم يعرض ما قرأه على عشرة أشخاص قبل أن يكون رأيا».
“النوري” تحدث عن الجدل الذي أثاره الفيلم المصري “أصحاب ولا أعز”، وقال: «لم يقنعني أي احتجاج على الفيلم، ومن لا يريد لأولاده أن يشاهدوه، فعلى بوستره مكتوب أنه يحوي ألفاظ نابية، وإن كان مثل هذا الفيلم لا يناسبك فلماذا تحضره».
وأكد أن “منى زكي” نجمة عبقرية، وأضاف أنه في القصر العدلي يوجد حالات يندى لها الجبين، وإن عرضنا 10 بالمئة فقط من تلك الحالات عبر الإعلام “بيشنقونا نحن الفنانين”، لافتا أن هناك أشياء تحدث من الصعب الحديث عنها لأنها بشعة للغاية.
ورداً على سؤال من معد ومقدم الحلقة، الإعلامي “باسل محرز”، حول أنه في أوروبا من يسيء لرجل دين يسجن، قال “النوري” إنه أمر غير صحيح، وأضاف: «نحن فقط “بدنا نسكر الخيمة على حالنا”»، معتبرا أن الحالات التي عرضت في الفيلم تستحق أن نثيرها بأكثر من فيلم.
في الوقت ذاته أكد “النوري” أنه من الضروري احترام غضب الجمهور بغض النظر عن القناعات، فيستحيل فرض شيء على الجمهور، وأضاف أن رقابة الجمهور أقسى من الرقيب الفني، فمع الأخير تستطيع مناقشته والوصول معه إلى نقطة الاصطدام، لكن مع الجمهور لا أحد يستطيع الوصول إلى هذه النقطة.
“النوري” أكد أنه يجب الاتفاق على أن المعيار الرئيسي للحياة يجب أن يكون العلم والمعرفة، وأضاف أن المواطن العربي اليوم دخل بشكل من أشكال تكوين الشخصية مع غياب المفاهيم الإنسانية، التي تفتح باب التواصل مع الخالق، معتبرا أن تلك المفاهيم هي باب الإيمان الحقيقي والتفكير والنقد وإثارة الأسئلة، وقال: «لا يعنيني أن آتي بابني البالغ من العمر 6 سنوات، وأحفظه القرآن، ثم أدعو الآخرين للتسميع له ويقال إنها معجزة، ما يعنيني ماذا فهم ابني من القرآن، وهل في حال سأل سؤال أستطيع الإجابة عليه أو القرآن وضع الجواب عليه».
واعتبر أن المعنى الديني اليوم ذاهب باتجاه الخوف، ما يتسبب بتراجع مساحة التفكير العلمي، وقال إن الفضاءات الإلكترونية هي فتح حقيقي بالعلوم، وطرح شاهدا عن أول مطبعة تم اختراعها قبل 500 عام في ألمانيا، وهو ما أثار هلع “الإمبراطورية العثمانية” حينها فمنعتها ومنعت تداولها وكفرتها، قبل أن تضطر لاستخدامها، كذلك الأمر بالنسبة للديجيتال، واليوم الإنترنت يمر بنفس الحالة.
“النوري” قال أنه إما نمتلك قدرة حقيقية لفهم الإنترنت والاستفادة منه وإما لا، وأضاف: «مواطنا اليوم بات يمتلك شخصية رخوة، يمكن الاعتداء عليه بسهولة، وفي الوقت ذاته يفهم بكل الأمور ويمتلك شخصية عظيمة، إلا أنه يخاف من المخابرات».
وتابع أنه لا يفهم، كيف أنه وبعد 1400 عاما وكل هذا التطور، «لا نستطيع أن نشكل آذان واحد للصلاة، هناك أصوات فعلا تنفر، بينما تلك الأصوات تدعو الإنسان للصلاة والتواصل مع الخالق، خصوصا في المساجد، لذا يجب وجود مساحة تحترم إنسانية العقل».
اقرأ أيضا: الموت يفجع المخرج سامر البرقاوي