الجمعة , نوفمبر 22 2024

رأس الدبلوماسية العُمانية في سوريا: دفْعة على طريق «العودة العربية»

رأس الدبلوماسية العُمانية في سوريا: دفْعة على طريق «العودة العربية»

بعد يوم واحد فقط من الاجتماع التشاوري لـ«وزراء الخارجية العرب»، الذي عُقد في العاصمة الكويتية، سافر وزير الخارجية العُماني، بدر بن حمد البوسعيدي، بصحبة وفد دبلوماسي، إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى الرئيس السوري، بشار الأسد، ووزير الخارجية، فيصل المقداد. وفور وصوله الى دمشق، أعلن البوسعيدي أن بلاده تتطلّع، من خلال هذه الزيارة، إلى «عودة اللُّحمة العربية إلى وضعها الطبيعي»، مؤكداً أن «كلّ مساعينا تصبّ في هذا المجال»، مضيفاً إن بلاده «تتطلّع كثيراً إلى عقد مباحثات ومشاورات مع الأشقّاء في سوريا حول قضايانا ومشاغلنا المشتركة، التي تهدف دائماً إلى الخير ولمّ الشمل والتعاون والتضامن بين الأشقاء».

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن اللقاء بين البوسعيدي والأسد دار حول «العلاقات المتميّزة التي تربط سوريا وعُمان، ومجالات التعاون الثنائي القائم بين البلدين»، بالإضافة إلى «مستجدّات الأوضاع على الساحتَين العربية والإقليمية». ونقلت الوكالة عن الأسد قوله إن «ما ينقصنا كعرب، هو وضع أُسسٍ لمنهجية العلاقات السياسية، وإجراء حوارات عقلانية مبنيّة على مصالح الشعوب»، وإن «التعامل مع المتغيّرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلّب تغيير المقاربة السياسية، والتفكير انطلاقاً من مصالحنا وموقعنا على الساحة الدولية». وأضافت الوكالة إن «الوزير العماني نقل للرئيس الأسد تحيّات السلطان هيثم بن طارق، وتأكيده وحرصه على مواقف عُمان الثابتة تجاه سوريا»، واعتباره أن «سوريا ركنٌ أساسيٌ في العالم العربي، وسياساتها ومواقفها القوية والشجاعة تجعل التعويل عليها كبيراً في مواجهة التحدّيات التي تحيط بنا». وبينما اقتصرت إجابات المقداد، ونظيره العماني، عن أسئلة الصحافيين، على بعض الخطوط العريضة من دون الخوض في التفاصيل، أظهر الوزيران تفاؤلاً خلال حديثهما، حيث قال البوسعيدي إن «هنالك جهوداً خيّرة تقوم بها العديد من الدول العربية في الوقت الحاضر للمّ الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي، والتوجّه بنظرة تكون أكثر مستقبلية لعلاقات التعاون العربي المشترك والتضامن». وبالنبرة نفسها، أشار المقداد إلى أن «الزيارة كانت فرصة لكي يلتقي الوزير العماني الرئيس الأسد، ويطرح معه القضايا المتعلّقة بالعمل العربي المشترك والتضامن العربي المشترك، وإقامة أطيب العلاقات ما بين دولنا العربية لتصحيح الأخطاء السابقة».

دار اللقاء بين البوسعيدي والأسد حول «العلاقات المتميّزة التي تربط سوريا وعُمان»

وتأتي زيارة المسؤول العماني لدمشق في سياق جهود تبذلها دول عربية عدّة، على رأسها مصر والإمارات والأردن وعُمان والجزائر، لإعادة سوريا إلى مقعدها المجمّد في الجامعة العربية، وتحقيق خرق في العلاقة شبه المجمّدة في الوقت الحالي، بين دمشق وبعض العواصم العربية. وفي وقت يبدو فيه أن ثمّة شبه إجماع عربياً على ضرورة عودة دمشق إلى «الجامعة العربية»، تُبدي قطر، التي يزور أميرها تميم بن حمد، واشنطن في الوقت الحالي، موقفاً معارضاً بشكل صريح لهذه العودة، بينما تُظهر السعودية تذبدباً حيال هذا الأمر، فتارةً تفتح قنوات للتواصل، وأخرى تبدي موقفاً رافضاً، وهو ما تمّ ربطه بوجود هواجس حقيقية لدى الرياض، تجاه بعض القضايا المتعلّقة بسوريا، وعلى رأسها الوجود الإيراني، ووجود «حزب الله» هناك.

المقداد لنظرائه العرب: لإعلاء مصالحنا المشتركة

علمت «الأخبار» أنّ وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بعث، مطلع العام الجديد، برسالة إلى نظرائه في عدد من الدول العربية، تتحدّث عن ضرورة إرساء «نهج جديد» في العلاقات ما بين سوريا وتلك الدول. وتُشدّد الرسالة على أهمية إعلاء «المصلحة العربية»، وتخطّي الصعوبات التي قد تحول دون ذلك. كما تدعو إلى «الانفتاح» على المستويات كافّة، يما يُتيح تحقيق المصالح المشتركة، ومواجهة التحدّيات المستقبلية. وإذ تُشير إلى أنّ المشتركات «أهمّ وأعمق» من الخلافات، التي يبدو لافتاً وصْفها إيّاها بـ«الطارئة والظرفية»، فهي تحضّ على تواصل مباشر وفعّال من أجل معالجة الملفّات العالقة، وصولاً إلى العمل «النهضوي» المشترك.