الأربعاء , أبريل 24 2024
السوريون يعانون الأمرين من ارتفاع الأسعار

السوريون يعانون الأمرين من ارتفاع الأسعار.. والفروج أصبح لهم “رفاهية”

تشهد الأسوق السورية ارتفاعات متكررة وسط موجات جنونية من الغلاء تجاوزت قدرة المواطن الشرائية.بينما كان لارتفاع أسعار المواد الغذائية على اختلافها من “الفروج والبيض والخضار والفواكه وغيرها” دور كبير في غياب أصناف كثيرة عن المائدة السورية.

نشرة الأسعار

وبحسب نشرة أسعار الفروج فقد ارتفعت الأسعار في أسواق دمشق إلى 10500 ليرة سورية للكيلو الواحد.

لذلك لجأت الأسر إلى شراء جزء من الفروج بحسب ما أشادت به أم حيدر. وهي ربة منزل تسكن في حي الورود.

وأضافت أم حيدر كنت أشتري لعائلتي فروج كامل ب 5000 ليرة سورية اليوم أصبحت أشتري لهم جزء منه بسعر 8000 ليرة وأحيانا يمضي شهر وشهران ولا نتذوق الفروج ونشتري بديله الماجي”.

كما قال الموظف أبو أحمد و الحيرة تنتابه. وتساءل : نحن بلد منتج ومعطاء. لماذا ارتفعت أسعار الفروج والبيض إلى هذه الدرجة.

بينما تذكر أبو أحمد كيف كانت الأسعار سابقا قائلا:” كنت أشتري الفروج في عام 2010 ب 750 ل.س، وصحن البيض ب 450 ل.س. الآن سعر الفروج الواحد يتجاوز ال 20000 ل.س، وصحن البيض أكثر من 13000 ل.س .

في حين الاستفسار عن هذا الارتفاع الغير مسبوق والذي تخطى حدود المعقول.​وتجاوز القدرة الشرائية للمواطنين التقت ” سنسيريا” المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة.

وبين قرنفلة أن أسباب اضطراب أسعار البيض و الفروج هو ارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج وعدم استقرار مستويات تشغيل المداجن. ونسب النفوق المرتفعة في القطاعان العام والخاص. وارتفاع تكاليف المعالجات البيطرية أدى إلى عدم استقرار اسعار منتجات الدجاج ودفعها نحو الارتفاع.

وأشار أنه من المعروف أن أسعار منتجات الدجاج بالأسواق تخضع لقوى العرض. والطلب ويؤدي إلى التدخل الحكومي المتمثل بالتسعير القسري الى حدوث تشوهات متعددة في منحنيات الإنتاج، كما يؤدي الى تشوهات سعرية واسعة.

حصار اقتصادي

منوهاً أن الواقع الذي فرضه الحصار الاقتصادي على سورية وندرة مصادر الطاقة وصعوبة الحصول عليها وخاصة للمداجن غير المرخصة ما يعادل (50%من مداجن الفروج).

مايضع المربي في حالة تردد تجاه تربية الدجاج خلال الشتاء وخاصة الفروج. هذا ما ساهم في خفض المتاح من لحم الفروج والبيض في الأسواق ويؤدي الى رفع سعر المبيع للمستهلك.

انخفاض التكاليف

وبشر قرنفلة أن الأسعار ستنخفض خلال الصيف وذلك لانخفاض تكاليف التدفئة وانخفاض حجم الطلب بفعل وجود بدائل متعددة من المنتجات النباتية. بالإضافة إلى تراجع نسب استخدام الأدوية واللقاحات البيطرية.

مؤكداً أن لدينا خبرات تساهم في متابعة قطاع الدواجن و القيام بمهامها على أكمل وجه. وأنه لولا تلك الخبرات لتوقف القطاع عن العمل.

وعند سؤالنا له عن أمكانية تقديم قروض للمربين أوضح قرنفله أن إجراءات منح القروض من المصارف الحكومية هي من الإجراءات المستبعدة.

بالإضافةإلى عدم رغبة المربون باللجوء إليها. نظرا لتعقيدات منح القروض وعدم تناسبها مع ارتفاع الأسعار التي لا تغطي تكاليف الانتاج.

الأزمة عكست اتجاه عجلة نمو قطاع الدواجن

أشار المستشار قرنفلة أن مساكن الدجاج في الأرياف تعرضت لأضرار متباينة كما تم منع إيصال مستلزمات الإنتاج،بالإضافة لمنع نقل بيض المائدة والدجاج إلى أماكن الاستهلاك.

وجرى استهداف متعمد لمخازن أعلاف الدجاج ومصانع العلف وتدمير البنى التحتية لمنشآت الدجاج للقطاعين العام والخاص.

والواقع بحسب قرنفلة أدى إلى خروج اكثر من 70% من مداجن البلاد عن الخدمة. وهذا ما أدى إلى ألحاق الضرر اقتصادياً بالمربين الذين بذلوا أقصى طاقاتهم لمنع عجلة الإنتاج من التوقف. رغم الظروف البالغة التعقيد المحيطة بهم.

مع بدء تعافي البلاد قدمت الحكومات السورية المتعاقبة حزمة من التسهيلات لإعادة هذا القطاع الى القيام بدوره الريادي.

تحذير سابق من ارتفاع أسعار الفروج

حذّرت لجنة مربي الدواجن من ارتفاع كبير في أسعار البيض والفروج ومختلف منتجات الدواجن، وذلك بسبب ضعف تأمين مواد التدفئة للمداجن في سوريا.

وأكد عضو اللجنة حكمت حداد في تصريح سابق أن قطاع الدواجن ما زال يعاني. وأن أسعار الدواجن والبيض في الأسواق مرتبطة بشكل أساسي بسعر الأعلاف.

لذلك أصبح اليوم كيلو الفروج النيء أو المشوي في سوريا يتجاوز القدرة الشرائية للمواطنين. خصوصاً أن دخل معظمهم محدود يكاد يلبي متطلبات المعيشة لبضعة أيام من كل شهر.

الجدير بالذكر أن سورية احتلت عام 2009 المركز الأول عربيا في تصدير بيض المائدة والخامس عالميا. حيث تجاوزت صادرات القطر انذاك عتبة المليار وخمسمائة مليون بيضة مائدة.

سنسيريا- ملك محمود

اقرأ أيضا: اعتباراً من الشهر القادم بدء العمل بأسعار جديدة للفنادق