الجمعة , نوفمبر 22 2024

الجبهات تزداد ضراوة شرقي سوريا

الجبهات تزداد ضراوة شرقي سوريا

كشف تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي عن مقتل مجموعة من مسلحيه وإصابة آخرين، إضافة لتدمير عدد من مواقعه بقصف جوي تركي على منطقة المالكية، في ريف محافظة الحسكة، شرقي سوريا.
اللافت أنه، وبالرغم من الاحتضان السياسي والعسكري الذي يحظى به مسلحو “قسد” من قبل قوات “التحالف الدولي” الذي يقوده الجيش الأمريكي، إلا أن التنظيم حمل هذا التحالف “اللاشرعي” مسؤولية الهجوم على مواقعه، وسط ارتفاع متواتر في حدة القصف المتبادل على طول الحدود السورية التركية بين المسلحين الأكراد في “قسد”، وبين الجيش التركي والتنظيمات “التركمانية” الموالية له.
مصدر مقرب من “قسد”، أكد لـ”سبوتنيك” أن هجمات الطيران التركي على ريف المالكية في أقصى الشمال الشرقي من محافظة الحسكة، جاءت نتيجة فشل خططها في كل من الحسكة وتل تمر وعين عيسى، محملة في الوقت نفسه “التحالف الدولي” بقيادة الجيش الأمريكي مسؤولية خرق تركيا للأجواء، والتي أدت لمقتل 4 من مسلحيها وإصابة 5 مدنيين في ذاك القصف.

وتابع المصدر أن القصف التركي العنيف استهدف مواقع ومعسكرات تابعة لتنظيم “قسد” في قرية الكنانة (تقل بقل) في الريف الجنوبي لمدينة المالكية الحدودية شمال شرقي الحسكة، ما أدى لوقوع أضرار بشرية ومادية كبيرة فيه.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، تدمير قرابة 80 موقعا في 3 مناطق بمشاركة نحو 60 مقاتلة في إطار عملية “نسر الشتاء” شمالي العراق وسوريا.

وأفادت الوزارة في بيان، أن القوات المسلحة التركية دمرت مخابئ وأوكارا وتحصينات وكهوفا ومستودعات ذخيرة ومقرات قيادة ومعسكرات تدريب يستخدمها الإرهابيون (مقاتلي حزب العمال الكردستاني – وتنظيم “قسد”) في مناطق المالكية شمالي سوريا وسنجار وقراجق شمالي العراق.

وأوضح البيان أنه جرى استهداف الإرهابيين وما يرتبط بهم فقط خلال العملية التي تم إظهار حساسية كبيرة أثناء التخطيط لها وتنفيذها كما كان الحال في العمليات السابقة.
وأشارت إلى استخدام ذخيرة محلية الصنع بنسبة كبيرة خلال العملية التي تم فيها إبداء مراعاة قصوى بشأن سلامة أرواح المدنيين وممتلكاتهم فضلا عن حماية البيئة.

ولفتت الوزارة إلى أن مقاتلات وطائرات مسيرة انطلقت من 6 قواعد عسكرية شاركت في عملية “نسر الشتاء”.
وتابعت: “طائراتنا استهدفت بنجاح وبالتزامن مواقع الإرهابيين في قراجق على عمق 165 كلم وسنجار على عمق 85 كلم من الحدود العراقيةروالمالكية على عمق 9 كلم من الحدود السورية”.
مقتل 10 مدنيين بقصف متبادل
وتشهد الحدود السورية التركية حالة من تصاعد التوتر العسكري والقصف المتبادل بين قوات الجيش التركي وبين مسلحي “قسد”، بدءاً من ريف حلب وصولاً لريف الحسكة، مروراً بريف الرقة.
وقالت مصادر محلية لوكالة “سبوتنيك” أن 10 مدنيين قتلوا وأصيب العشرات في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي، جراء قصف متبادل بين الفصائل “التركمانية ” الخاضعة للجيش التركي من طرف وتنظيم ” قسد” الموالي للجيش الأمريكي من طرف أخر.

وأصدر ما يسمى “المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية” بلاغاً صحفياً جاء فيه “نشرت مواقع تابعة للاحتلال التركي ومرتزقته مزاعم ملفقة ومكررة دون أدلة باتهام قواتنا بقصف مدينة الباب بدون أية حقائق، نؤكد أنه ليس لقواتنا أية علاقة بالقصف أو أحداث أخرى مشابهة حاول الاحتلال اختلاقها بالتوازي مع هجوم داعش الإرهابي على سجن الصناعة بالحسكة”.

وتابع البيان “لا يخفى على أحد تورّط الاحتلال التركي في ارتكاب الجرائم ودعم وتوجيه مجرمي الحرب من مرتزقة “الجيش الوطني السوري”، ويمكن للجهات التي تريد معرفة المتسببين بالقصف الأخير على مدينة الباب البحث عنهم في الغرف الخاصة للاستخبارات التركية ومرتزقتها”.
“بموازاة ذلك، يواصل الاحتلال التركي قصف العشرات من القرى والمناطق الآمنة في المالكية، أبو راسين، ريف تل أبيض الغربي، منبج ومناطق الشهباء وقرى جنوب عفرين، في عدوان جديد يأتي بعد إفشال قواتنا للمخطط الإرهابي الكبير لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة الحسكة”، وفقا لبيان “قسد”.

وأفادت مصادر محلية لــ ” سبوتنيك “أن الجيش التركي والفصائل ” التركمانية ” يقصفون مواقع “قسد” في مجموعة كبيرة من قرى ريفي محافظتي الحسكة والرقة، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وأضرار مادية كبيرة، مساء اليوم الأربعاء 2 شباط/ فبراير.
وتابعت المصادر أن مواقع تنظيم ” قسد” ومنازل المدنيين في كلً من قرى (أم الكيف وتل جمعة) غربي بلدة تل تمر وقريتي (الطويلة والكوزلية) جنوب غربي تل تمر بمحاذة الطريق الدولي (M4)، وقرية (تل شنان) شمال شرقي البلدة بمحافظة الحسكة تتعرض لقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون من قبل الاحتلال التركي.
وأوضحت المصادر كما تتعرض مواقع “قسد” ومنازل المدنيين في قرى تل عبود والكولية الواقعة شمال غربي الحسكة التابعة لبلدة أبو راسين تتعرض هي الأخرى إضافة إلى قريتي خضراوي والأسرية في الريف الشمالي للبلدة لقصف مدفعي من قبل جيش الاحتلال التركي ما أدى لإصابة مدنيين اثنين.

وكشفت المصادر أن سبب القصف التركي العنيف جاء رداً على قصف قامت به قوات “قسد” عبر إطلاق خمسة صواريخ من إحدى القرى بلدة أبو راسين باتجاه القاعدة التركية في قرية أم عشبة بريف منطقة راس العين المحتلة، انتقاماً منها على قصف الطيران التركي لمواقعها في محيط مدينة المالكية فجر اليوم الأربعاء.

كما قصفت المدفعية التركية قبل قليل مواقع تنظيم “قسد” في بلدة عين ديوار بريف مدينة المالكية شمال شرقي الحسكة مع معلومات عن وقوع خسائر بشرية، بحسب المصادر.
وفي الرقة أفادت مصادر محلية لـ”سبوتنيك” أن طائرة حربية تركية قصفت مساء الأربعاء مواقعاً لتنظيم “قسد” في قرية بريف عين عيسى شمالي الرقة دون معرفة نتائجها.
وتابعت المصادر أن كلاً من قرى “عريضة وزنوبيا وعفدكو الصغير” في الريف الغربي لبلدة تل ابيض شمالي الرقة، وقرى “هوشان والطريق الدولي” في الريف الغربي لناحية عين عيسى و”الصوامع ومحيط مركز ناحية عين عيسى” في الريف الشمالي للناحية يتم قصفها بالقذائف والصواريخ بشكل مكثف من قبل الجيش التركي، حيث تستهدف منازل المدنيين ومواقع ” قسد”.