بعثة روسية سورية تكشف خبايا السفن الغارقة خلال الحرب العالمية الثانية
واصل فريق آثار من سوريا وروسيا أعمال المسح لشواطئ مدينة طرطوس وجزيرة أرواد على الساحل السوري بحثاً عن الآثار وحطام السفن القديمة الغارقة تحت مياه البحر.
وخلال أعمال المسح عثر الفريق على أوانٍ فخارية وحطام سفن تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية وعلى بقايا أثرية على اليابسة تعود للعصر الفينيقي وأخرى للعصر الروماني إضافة إلى مجموعة من الجزر الصغيرة المجاورة لجزيرة أرواد والتي يجري العمل على دراسة هويتها التاريخية.
في هذا السياق أوضح مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة السورية للآثار والمتاحف الدكتور همام سعد في تصريح خاص لـ سبوتنيك: أن “البعثة السورية- الروسية تعمل وفقاً للاتفاقية الموقعة بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة سيفاستوبول الروسية، والتي تتضمن القيام بأعمال مسح تحت الماء قبالة مدينة طرطوس بالقرب من جزيرة أرواد وبمساحة محددة وفق مخطط معين، لمعرفة ما إذا كان هناك أي حطام أو بقايا أثرية تعود للعصور الفينيقية وما بعدها، خاصة مع وجود حركة ملاحة كانت تشهدها الموانئ قديماً في هذه المنطقة المشهورة بحركة التجارة النشطة”.
حطام سفن
وأشار سعد إلى أن “أعمال المسح بدأت منذ عامين وتم العثور على بقايا تجمعات تحت الماء لكن لم يتم تحديد هويتها حتى الآن، فيما عثر على كسر فخارية وبعض البقايا الأثرية الحجرية، وتسعى البعثة في هذه المرحلة لتحديد هوية هذه البقايا التي أظهرتها أجهزة عمليات المسح تحت الماء ولازال المسح مستمراً للكشف عن هوية كامل هذه التجمعات” .
مركز سوري مختص بالآثار الغارقة
وتابع قائلاً: “فريق جامعة سيفاستوبول الروسي يضم مختصين بالآثار الغارقة تحت الماء، وهو يقوم بأعمال مسح تحت الماء في البحر الأسود ومناطق أخرى من العالم، ونسعى من خلال الفريق السوري لتدريب كادر سوري مختص بهذه الأعمال، في ضوء طموح بأن يكون هناك مركز في سوريا مستقبلاً يتم من خلاله فتح المجال للبحث عن الآثار الغارقة ليس تحت مياه البحر وحسب إنما تحت مياه الأنهار أيضاً، ونأمل أن تتوفر التجهيزات الخاصة بهذا الموضوع، فالغطس ليس بالأمر السهل وأيضاً التجهيزات مكلفة مادياً وهي غير متوفرة في ظل العقوبات المفروضة على سوريا” .
وحول خطة العمل للمرحلة القادمة بعد إنهاء مرحلة المسح البحري أشار سعد إلى أن “المرحلة المقبلة وبعد تحديد هوية أي حطام مهم ستبدأ أعمال التنقيب، والتي يسبقها أعمال مسح وتوثيق كامل للبقايا، إضافة إلى ذلك تم العثور على مجموعة من الجزر الصغيرة القريبة من جزيرة أرواد والتي كانت مستخدمة قديماً لكن لم يتم معرفة هوية ووظيفة هذا الاستخدام فهذا الأمر بحاجة إلى وقت”.
يابانيون وجدوا “أمفورات” من العصور الوسطى
وعن جهود المسح والتنقيب خلال المرحلة الماضية قال مدير التنقيب في مديرية الآثار والمتاحف السورية: “في التسعينيات من القرن الماضي كان هناك محاولة من قبل فريق ياباني تمكن من العثور على قارب يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وكذلك على عدد كبير من “الأمفورات” وهي أواني فخارية كانت مخصصة لنقل الزيوت وما شابه ذلك عثر عليها ضمن القارب، وتم استخراج هذه الأواني وهي حالياً محفوظة في متحف طرطوس”.
بقايا من العصرين الروماني والفينيقي
وأضاف سعد أنه “لم يتم العثور حتى الآن على بقايا تعود للعصر الفينيقي حتى مع وجود بعض الكسر الفخارية فهو أمر طبيعي، لكن يجب التنويه إلى أنه تم بناء موقع عمريت وتأسيس جزيرة أرواد من قبل الفينيقيين، حيث كانت جزيرة أرواد ذائعة الصيت في مجال التجارة البحرية، وهي الموقع الوحيد المهم جداً الذي يرقى إلى العصور الفينيقية، ولم يتم الكشف عن هوية ومقتنيات هذه الموقع حتى الآن، فيما هناك بقايا أثرية تعود إلى العصر الروماني وإلى العصر الفينيقي الموجود في موقع آخر على اليابسة لكنها بحاجة إلى القيام بأعمال مسح وتنقيب، فنحن نتحدث عن بحر مفتوح ولا نستطيع خلال عام أو عامين أن نحدد أين تكمن هذه البقايا الأثرية، فهذا الأمر يتطلب سنوات عديدة ويحتاج تقنيات متطورة وحديثة”.
قريبا… اتفاقية للبدء بأعمال التنقيب
وعن آفاق الاتفاقية الموقعة بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة سيفاستوبول الروسية عام 2019 أوضح سعد أن “أعمال البعثة السورية – الروسية تأخرت بسبب انتشار جائحة كورونا تأخرت أعمال البعثة السورية- الروسية وتنتهي الاتفاقية هذا العام وسيتم تجديدها في المرحلة القادمة، وربما يترافق ذلك مع أعمال تنقيب، فالاتفاقية الحالية تتضمن أعمال مسح واستخراج عينات فقط لكن في المرحلة القادمة ربما نشهد اتفاقية للبدء بأعمال التنقيب”.
مَسح ليزري لأسوار قلعة أرواد
ويعمل فريق الخبراء الروس والسوريين على تصميم نسخ رقمية لأسوار قلعة أرواد الأثرية في مياه محافظة طرطوس السورية والتي تم تشييدها قبل 3 آلاف عام.
في هذا المنحى نقلت مصادر روسية عن رئيس فريق الغوص الروسي- السوري فيكتور ليبيدينسكي أن البعثة السورية الروسية تخطط أيضاً لإنجاز نسخ لكتل حجرية سقطت من أسوار قلعة أرواد.
وأوضح الخبير الروسي أن “هذه الأعمال لابد من إجرائها تمهيداً لإنجاز نسخ رقمية للمواقع الأثرية المذكورة، ستستخدم في المستقبل في بحوث علمية وتنظيم الجهود لحماية هذه الآثار”.
سبوتنيك
اقرأ ايضاً:“سفن تطير في مصر.. والأرصاد الجوية تفسر ما حدث!