“وصلني”.. أول “تكتك” كهربائي في سورية
بدأت القصة من معاناة طلاب الجامعة وشكواهم من أزمة المواصلات، وشح وسائل النقل، إذ يصعدون حافلات النقل المتاحة بشكل متلاصق بسبب شدة الازدحام، وأن البعض يتعلّق على باب “الباص”، بهدف الذهاب والعودة إلى منازلهم أو جامعاتهم.
فكما تعلمون أن العودة للمنازل خلال ساعات الذروة لا تقل صعوبة عن الصباح، حيث يتجمع عدد كبير من المواطنين لساعات طويلة بهدف الحصول على وسيلة نقل وكان عقلي ينشغل دائماً بالتفكير في حل لهذه المشكلة.. تقول المهندسة دعاء الإبراهيم صاحبة مشروع “تكسي وصلني” في دير الزور.
دعاء بعد فترة طويلة من الإصرار على إيجاد الحل، خطرت لها فكرة تشغيل “تكتك”، يعمل بالطاقة الكهربائية، كخدمة تكسي في مدينة دير الزور، وانتابتها رغبة جامحة في تطبيق تلك الفكرة، فأطلقت المشروع لحل مشكلة لطالما أتعبت الكثيرين في المحافظة، ولمعرفة كيف بدأت ! ومن الذي ساعدها في هذا المجال، تواصل موقع “الإعلام تايم” مع المهندسة دعاء صاحبة فكرة التكتك.
تقول دعاء إنه “منذ عدة أشهر وضعت دراسة كاملة لفكرة مشروع “تكسي وصلني” ومن بعدها قمت بتقديمها لمنظمة الأمم المتحدة بديرالزور UNDP التي أعلنت سابقاً، عن استقبالها لأفكار مشاريع صغيرة ومتوسطة من قبل أبناء المدينة، لتمويلها وتقديم الدعم المالي لتنفيذها”، كما قمنا بالتواصل مع رئيس مجلس المدينة للحصول على الموافقات اللازمة للعمل.
” تكسي وصلني” يحمل العبء عن الأهل
وتابعت دعاء حديثها ” فكرة المشروع جاءت كون وسائل النقل العامة العاملة في المدينة كالسرافيس والباصات عددها قليل جداً، وتعرفة ركوب السيارات العامة تتراوح من ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ ضمن أحياء المدينة الأمر الذي يشكل عبء على الأهالي وعلى طلاب الجامعات.. لذا بدأت المشروع بسيارتين فقط، وقمت بوضع تعرفة ركوب قدرها ٥٠٠ ليرة سورية للراكب الواحد ضمن أحياء المدينة وإلى الكليات، وهذا السعر يعتبر مناسب لمعظم سكان المدينة”.
ونوهت المهندسة دعاء بأن “تكسي وصلني” تتسع لخمسة ركاب وسائق، وتحتاج لعشرة ساعات شحن من أجل العمل لتسعة ساعات متواصلة وبسرعة ٤٠ كم .
كسر حاجز الخجل
تقول دعاء أنها واجهت صعوبات من أن أغلب الفتيات في المدينة لم يستقلوا التكتك بسبب الخجل لكن مع مرور الوقت وبسبب ندرة المواصلات قررن أن يكسرن حاجز الخجل ؛ باتفاق مجموعات من الطلاب والطالبات ممن يقطنون في مناطق قريبة من بعضها على الصعود في التكتك ليقلهم إلى جامعاتهم.
التجربة الأولى في سورية
تجربة النقل بالتكتـك تعد الأولى من نوعها في سورية وقد سبق أن أُطلقت في محافظة دمشق خدمة مشابهة من قِبل أصحاب دراجة كهربائية قاموا بالتعديل عليها لتكون مناسبة لنقل راكب واحد في مقعد مسقوف وبأجر ضئيل مقارنة بأسعار التكاسي المعمول بها حالياً في دمشق.
المصدر: الاعلام تايم