بعد إلغاء القاعدة الشهيرة.. كيف سيتغير دوري أبطال أوروبا؟
انطلقت منافسات الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا؛ إلا أن الأدوار الاقصائية بالبطولة الأوروبية تشهد للمرة الأولى منذ 57 عاما إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض.
حقق باريس سان جيرمان فوزا هاما على ريال مدريد بهدف نظيف، أحرزه كيليان مبابي قبل ثوان من صافرة النهاية، بينما وضع مانشستر سيتي قدما بالدور المقبل، بعد الانتصار بخماسية نظيفة على سبورتنغ لشبونة.
وبينما بدأت الجماهير في استخدام “لعبة الحسابات” من أجل توقع المتأهل، وجب تذكيرهم بإلغاء قاعدة “الأهداف خارج الأرض”، والذي أثرت بقوة في تاريخ البطولة، وسط عدد كبير من السيناريوهات السينمائية بليالي الأبطال.
كواليس القرار
أقرت قاعدة “أفضلية الأهداف خارج الأرض” في عام 1965، وتقضي منح التقدم في حالة تعادل فريقين بمجموع الأهداف المسجلة في مباراتي الذهاب والإياب، إلى الفريق الذي سجل عددا أكبر من الأهداف خارج ملعبه.
لشرح تأثير إلغاء القاعدة، يمكننا الاستشهاد بمواجهة ريال مدريد وباريس سان جيرمان، والتي حقق خلالها الأخير الفوز بهدف دون رد على ملعبه، حديقة الأمراء.
في حالة استمرار القاعدة، فأن إحراز النادي الباريسي لهدف واحد في الإاب، يجعل “الملكي” مطالبا بتسجيل ثلاثة أهداف من أجل الصعود، لكن خلال النسخة الحالية، وبعد إلغاء القاعدة، سيكون ريال مدريد مطالبا فقط بإحراز هدفين -في هذه الحالة- من أجل الوصول إلى الأشواط الإضافية.
خلال السنوات الأخيرة، ساهمت هذه القاعدة في استمرار فرق بالبطولة بطريقة درامية، مثل وصول توتنهام إلى المباراة النهائية بنسخة 2019، اعتمادا على قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض خلال الدورين ثمن وربع النهائي، أمام مانشستر سيتي وأياكس على الترتيب.
في يوليو الماضي، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلغاء قاعدة أفضلية الهدف المسجل في ملعب الخصم، بكل بطولاته، خلال الموسم الكروي الجاري.
وقال رئيس الاتحاد، ألكسندر سيرفين، بخصوص القاعدة: “لم يعد لائقا منح قيمة أكثر للهدف المسجل خارج الديار”.
وقال الاتحاد إن الفارق تضاءل اليوم بين عدد حالات الفوز داخل الديار وخارجه، وهكذا بين عدد الأهداف المسجلة خارج الديار وداخلها في المنافسات الأوروبية، مقارنة بما كانت عليه الأمور عندما أقرت القاعدة.
وأوضح أنّ هذا مرده إلى عوامل عديدة من بينها نوعية أرضيات الملاعب، وتحسين المنشآت والتكنولوجيا الجديدة مثل مساعدة التحكيم بالفيديو.
وأضاف سيفيرين: “القاعدة أصبح مفعولها اليوم معاكسا للأهداف التي وضعت من أجلها، فهي في الواقع تثني الفرق المستضيفة عن الاندفاع نحو الهجوم مخافة تلقي هدف يخدم مصلحة المنافس في حالة تعادل بمجموع الأهداف بين الذهاب والإياب”.
وأشار أيضا إلى “الإجحاف” في حق الفريق المستضيف في الوقت الإضافي، إذ يتطلب منه التسجيل مرتين إذا سجل الفريق الضيف.
ببساطة، تصريحات سيفيرين أوضحت أن الغرض الأساسي من إلغاء القاعدة هو زيادة رغبة الفرق في الهجوم على شباك الخصوم سواء على ملاعبها أو خارجها، أملا في زيادة المتعة والإثارة بالبطولات الأوروبية، وأن الظروف التي تسببت في إقرارها اختفت الآن.
قرار صائب
يقول الناقد الرياضي، محمد علاء، إن إيجابيات قرار إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض أكثر بكثير من سلبياته، مشيرا إلى أنه قد يكون سببا في متابعة الجماهير لمباريات أكثر متعة وإثارة.
ويضيف علاء لموقع سكاي نيوز عربية: “الهدف من القاعدة كان منح أفضلية للفريق الضيف، بسبب صعوبة السفر، واختلاف جودة الملاعب، لذا ما الهدف منها الآن؟”.
ويتابع علاء: “الفرق الدفاعية ستضطر إلى تعديل أسلوبها نسبيا، وهذا في النهاية يصب في مصلحة الجمهور، ويجعل البطولات الأوروبية بشكل عام أكثر متعة”.
ويشير الناقد الرياضي إلى أن التوجه العام حاليا هو جعل “كرة القدم” منتج ترفيهي جذاب للأجيال الجديدة “سريعة الملل”.
أكثر عدلا
من جانبه، يقول المحلل الرياضي، محمد بدوي، إن قرار “الويفا” بإلغاء قاعدة “الأهداف خارج الأرض”، يضمن أن تكون المنافسات الأوروبية أكثر عدلًا.
ويضيف بدوي لموقع سكاي نيوز عربية: “في حالة الوصول إلى الأشواط الإضافية، كان إحراز الفريق الضيف لهدف، يقتل أحلام الفريق المنافس في الصعود، وهناك مباريات قُتلت خلالها المنافسة بسبب هدف مبكر، أعتقد أنه جاء الوقت لمشاهدة شكل منافسة متطور يضمن استمرار المتعة حتى الثواني الأخيرة بكل مباراة”.
ويتابع بدوي: “هناك قطاع كبير من الجمهور لا يفضل تطور قواعد اللعبة، وأن تظل كما هي، لكن بالأعوام الأخيرة تغيرت العديد من القواعد، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه، فعلى سبيل المثال، البعض عارض وجود تقنية (الفار)، لكنها الآن أصبحت جزء أساسي من كرة القدم، وبنفس الطريقة، ستنسى الجماهير قاعدة (الأهداف خارج الأرض)”.
كما يشير المحلل الرياضي إلى أن الظروف الجديدة للمنافسة تضمن استمرار الإثارة بمباريات الأندية الكبرى بالقارة العجوز حتى دقائقها الأخيرة؛ لكنها ستقلل من فرص الفرق المتوسطة والضعيفة في الوصول إلى أدوار متقدمة بأي بطولة.
ويختتم بدوي حديثه مع سكاي نيوز عربية: “أتوقع تطبيق القاعدة خارج أوروبا، خلال الفترة المقبلة”.
صابر حسام الدين – سكاي نيوز عربية