هناك بعض الممارسات الحياتية التي يمارسها البعض منا، والتي تؤثر على حياته المالية، بعضها يومي مثل الإنفاق ببذخ عند توفر المال، أو عدم وضع ميزانية أو خطة للإنفاق، ومنها ما هو عام، مثل ترك التعليم لبدء مشروع غير مدروس جيدًا، وفي هذا التقرير نذكر لك بعض هذه الممارسات.
1-ترك التعليم.. يزيد من فرص الفشل
ربما كبرت على مشاهدة المسلسل المصري «لن أعيش في جلباب أبي»، وتابعت كيف حقق «عبد الغفور البرعي» الثراء المستحق رغم كونه غير متعلم، أو سمعت قصص المليارديرات الكبار الذين تركوا تعليمهم، ليتبعوا شغفهم ويحققوا الثروات مثل بيل جيتس وستيف جوبز، وربما ألهمتك تلك القصص لترك التعليم أنت الآخر، لكن عليك بالتأني، فالحقيقة قد تمنعك من ذلك.
الحقيقة هي أن الجميع يخبرك عن الناجحين الذين حققوا كل تلك النجاحات رغم أنهم لم يكملوا تعليمهم، وكأن ترك التعليم هو الحل السحري، لكن لا أحد يخبرك عن أولئك الذين لم ينجحوا فيما سعوا له بعد تركهم التعليم، وهم الغالبية العظمى؛ بالتأكيد، ليس التعليم هو الحل السحري أيضًا في كثير من الحالات، لكنه إذا كان تعليمًا جيدًا فإنه يساعدك على تحصيل المهارات اللازمة للعمل بوظائف تضمن لك دخلًا مناسبًا لن يضعك تحت براثن الفقر.
2- عدم الادخار.. يزيل الحاجز بينك وبين الفقر
المعادلة بسيطة للغاية، إذا لم تدخر، لن تكون لديك وسادة تمنعك من الوقوع على أرض الفقر، إذا حدث أي شيء غير متوقع، وفي عالم صارت سمته حدوث الأشياء غير المتوقعة، لم يعد الادخار اختيارًا.
لا يوجد حد أدنى للدخل الذي يمكِّنك من الادخار، كل ما عليك فعله هو أن تحاول حساب مصاريفك الأساسية ثم إيجاد طرقٍ لتقليلها، كأن تستقل المواصلات العامة بديلًا عن الخاصة، وأن تقلل من شرائك للأكل من الخارج، أيضًا حاول أن تبدأ في ادخار مبالغ صغيرة ثم زد منها مع مرور الوقت بناءً على خطة ادخارية تضعها لنفسك وتناسب احتياجاتك، ثم هناك القاعدة الذهبية التي ستسهل عليك الكثير من ألم الضمير: لا تدخر ما بقي بعد الانفاق، ولكن أنفق ما بقي بعد الادخار.
3- الإنفاق أكثر من الدخل.. يدفعك نحو الفقر بخطوات ثابتة
إذا كنت في العادة تنفق أموالًا أكثر من دخلك، بمعنى أنك تستدين وتنفق أموالًا لا تمتلكها بالأساس، فقد تكون هذه علامة على أنك تتبع الاتجاه الصحيح نحو الفقر.
لتفادي ذلك الخطر، هناك بضعة خطوات قد تساعدك، أولها أن تفحص المعاملات المالية التي قمت بها في الشهور الماضية، وتنظر إلى أنواع المعاملات التي تميل فيها إلى الإنفاق أكثر من دخلك، وما إن تفعل ذلك، ستستطيع متابعة مصروفاتك وأن تقلل منها في تلك الأنواع؛ أيضًا، يمكنك تأخير قرارك بإنفاق أموالك لبضعة أيام، حتى تفكر أولًا وترى هل تحتاج أن تنفقها أم لا؛ وبالطبع، ستساعدك الميزانية على تنبيهك إذا أنفقت أكثر من المعدل المطلوب.
4- عدم وضع خطة مالية.. يضرب خط دفاعك الأول
تُعرف الخطة المالية بأنها وثيقة تحتوي على الموقف المالي الحالي للشخص وأهدافه المالية على المدى الطويل، بالإضافة إلى الإستراتيجيات التي يمكنه اتباعها لتحقيقها، وتكمن أهمية الخطة المالية في أنها تساعدك على أن تكون مسيطرًا على دخلك وإنفاقك واستثماراتك حتى تستطيع تحقيق أهدافك المالية؛ من دونها أنت معرض للتشتت الذي سيقودك حتمًا نحو إنفاق أموالك في أشياء لا تحتاجها، وبالتالي نحو الفقر.
تحتوي كل خطة مالية على ثلاثة أشياء أساسية، وهي:
أولًا: صافي القيمة
يعد صافي القيمة ناتج خصم مديونياتك، كالقرض البنكي أو بطاقة المشتريات أو غيرها من الأصول التي تمتلكها، كالسيارة أو البيت أو النقد، ويساعدك حساب تلك القيمة على تحديد رأس مالك الذي تمتلك بالفعل؛ والذي يمكنك الاتكاء عليه دون قلق.
ثانيًا: التدفق المالي
سيكون من الصعب عمل خطة مالية إذا لم تكن تعرف أين ومتى تنفق وتستقبل أموالك؛ يساعدك حساب التدفق المالي؛ وهو عبارة عن حساب لدخول وخروج المال من محفظتك، على تحديد حجم الأموال التي تحتاجها كل شهر للأساسيات، بالإضافة إلى حساب ما يمكن ادخاره.
ثالثًا: تحديد الأولويات المالية
في قلب الخطة المالية تقع الأولويات التي تدور الخطة كلها حولها، وقد تتضمن تلك الأولويات بدء عملك الخاص، أو دفع دين عليك، أو دفع مصاريف التعليم، أو أيًّا ما يمثل لك أولوية مالية في حياتك.
5- عدم التطور المهني.. إذا ظللت «محلك سر» فأنت تتراجع
تزداد متطلبات الحياة مع مرور الوقت، وما كان مناسبًا لليوم من وظائف أو دخل أو مهارات فلن يكون مناسبًا للغد.
حسب تقرير صادم نشرته شركة «ماكينزي» الشهيرة في عام 2017، فإن ما يقرب من 800 مليون وظيفة و400 مليون موظف حول العالم، سيخرجون من سوق العمل بحلول عام 2030، وذلك نتيجة للجهود المبذولة عالميًّا في تمكين الأتمتة «Automation»، فإذا لم تستثمر في مهاراتك العملية لتواكب التطور الحاصل عالميًّا في أكثر المجالات، فإنك تزيد من فرص تَمَكُّنِ الفقر منك أكثر من فرص تحقيق الثراء.
ساسة بوست
اقرأ أيضا: عصابة “الوحش ذي الـ21 وجهاً” التي دفعت رئيس الشرطة للانهيار