الجلطة الرئوية من أكثر الأمراض انتشارا ومن أكثر مسببات الوفاة في العالم العربي، ولأنها حالة خطيرة يجب ملاحظتها في أقرب وقت بمجرد حدوثها لأن الوقت يمكن أن يشكل فرق لإنقاذ حياة من يصاب بها، لذلك تعرف على أعراض جلطة الرئة وعلامات حدوثها وأسبابها وطرق الوقاية منها وعلاجها.
ما هي جلطة الرئة؟
الجلطة الرئوية تسبب حالة تسمى الانصمام الرئوي Pulmonary embolism وهي تجمع دموي في جزء من الرئة يقوم بمنع تدفق الدم بشكل طبيعي مما يقلل نسبة الأكسجين في الدم، وبالتالي تؤثر بشكل سلبي على باقي أعضاء الجسم، ويمكن أن تكون الجلطة مهددة للحياة إذا كانت كبيرة جدا أو كان هناك أكثر من جلطة واحدة.
ولكن من الممكن جدا إنقاذ حياة المريض بمجرد ملاحظة العلامات التي تشير لوجود الجلطة والتعامل الطارئ مع الحالة في أسرع وقت.
اعراض جلطة الرئة
معظم الأشخاص الذين يصابون بجلطة الرئة تظهر لديهم الأعراض سريعا والتي يجب معها سرعة الاتصال بالطوارئ، وتشمل هذه الأعراض:
- ضيق مفاجئ في التنفس حتى في حالة الراحة بدون مجهود.
- ألم حاد ومفاجئ في الصدر أو الذراع أو الكتف أو الرقبة والفك، وقد يكون مشابه لما يحدث في الأزمة القلبية.
- السعال مع البلغم الدموي أو بدونه.
- شحوب البشرة أو تحولها للون أزرق شاحب.
- تسارع ضربات القلب.
- التعرق المفرط.
- صوت صفير من الصدر عند التنفس.
- الشعور بالدوار والإغماء.
في أحيان قليلة لا تظهر أعراض واضحة للجلطة، لذلك إذا كنت معرضا لخطر الإصابة بها ننصحك بمتابعة حالتك مع طبيبك باستمرار، خاصة إذا ظهرت لديك اعراض جلطة الساق.
اسباب جلطة الرئة وعوامل الخطر
عادة ما تحدث الجلطات في الرئة نتيجة تكون جلطة عميقة في الساق والتي تتحرك لتنتقل عبر الأوعية الدموية لتصل إلى الرئة وتكون جلطة في الشريان الرئوي، ومن الممكن أن يحدث انسداد في شرايين الرئة نتيجة أسباب أخرى مثل تجمع الدهون وتكون فقاعات هواء في الشرايين ووجود بعض الأورام.
أما عن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بجلطة الرئة والتي يجب معها أن تتابع حالتك بانتظام مع طبيبك فهي كما يلي:
- إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات.
- الإصابة بمرض في القلب مثل فشل القلب يزيد من احتمال التعرض للجلطات.
- الإصابة ببعض أنواع السرطان التي يمكن أن تنتشر في الجسم وأيضا تلقي العلاج الكيماوي يزيد من خطر التعرض للجلطة.
- الخضوع لعملية جراحية من أكثر عوامل الخطر التي تسبب الجلطات، لذلك قد أن يصف الطبيب أدوية سيولة الدم قبل وبعد الجراحات الكبرى.
- بعض اضطرابات الدم الوراثية قد تؤثر على سيولة الدم وتزيد من عوامل التجلط.
- الإصابة بمرض كوفيد-19 قد يزيد أيضا من خطر الجلطة الرئوية.
- التدخين أيضا من أكثر العوامل التي تؤثر على صحة الأوعية الدموية وتدفق الدم.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة معرضون لخطر الجلطات أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي.
- تناول مكملات الإستروجين الموجودة في حبوب منع الحمل وأدوية الهرمونات البديلة يمكن أن يزيد خطر الجلطة خاصة للنساء صاحبات الوزن الزائد أو المدخنات.
- يمكن أن تزيد يزيد خطر الجلطة في الحمل بسبب زيادة حجم الجنين وضغطه على الأوعية الدموية في الحوض مما يسبب الجلطة والتي قد تنتقل للرئة.
- البقاء لمدة طويلة في الفراش بدون حركة للتعافي من مرض خطير أو بعد جراحة صعبة.
- السفر لمسافات طويلة مع الجلوس في وضعية واحدة غير مريحة بدون أخذ فترات للاستراحة والتحرك.
هل جلطة الرئة مميتة؟
الجلطات الصغيرة عادة لا تكون مميتة خاصة إذا تم إسعافها سريعا، وقد تؤدي الجلطات الصغيرة المتكررة في الرئة لحالة نادرة تسمى ارتفاع ضغط الدم الرئوي المزمن.
ولكن حوالي 1/3 المصابين بالجلطات الرئوية والذين لم يتم تشخيصهم وعلاجهم لم يستطيعوا النجاة منها، لذلك فالجلطة الرئوية حالة خطيرة تهدد الحياة ويجب معها الانتباه إلى الأعراض جيدا وسرعة التصرف لإنقاذ حياة المريض.
تشخيص الجلطة الرئوية
بمجرد ذهاب المريض للطوارئ سيقوم الطبيب بالفحص البدني والتحقق من علامات وجود جلطة في الساق، ثم سيقوم بعمل بعض الفحوصات التي تشمل:
اختبار دم لقياس نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
اختبار دي-دايمر وهو البروتين الذي يظهر بعد تكون الجلطة وتكسرها في الدم.
الأشعة السينية على الصدر والأشعة بالموجات فوق الصوتية.
فحص التهوية والتروية الرئوية.
تصوير الأوعية الرئوية وهو الأكثر دقة لاكتشاف الانصمام الرئوي الناتج عن الجلطة.
التصوير بالرنين المغناطيسي والذي قد يقوم به الطبيب كإجراء أكثر أمانا في حالة الحمل.
علاج جلطة الرئة
بمجرد دخول المستشفى والتأكد من وجود الجلطة سيقوم الطبيب في الطوارئ بإعطاء المريض مضادات التجلط عن طريق الحقن وهي أدوية تقوم بتذويب الجلطة والحد من زيادة حجمها ومنع تكون جلطات أخرى.
بعد الإسعافات الأولية سيقوم الطبيب بمتابعة الحالة وإعطاء أدوية مضادات التجلط كأقراص عن طريق الفم، ويجب أن تكون حذرا مع تناول الأدوية والالتزام بجرعات الدواء ومواعيده لأن هناك بعض الآثار الجانبية له والتي تتمثل في النزيف بسهولة لذلك قد يطلب منك الطبيب اختبارت دم هامة جدا يجب أن تقوم بها بشكل منتظم لمتابعة حالتك والتأكد من ملائمة الدواء لك.
في بعض الحالات الشديدة جدا من التجلط قد يتطلب الأمر تناول أدوية أخرى بجانب مضادات التجلط وقد يتطلب الأمر في حالات نادرة للتدخل الجراحي لإزالة الجلطات.
فترة علاج جلطة الرئة
من الطبيعي أن تجد صعوبة في التنفس لعدة أسابيع أو أشهر من بدء العلاج، ولكن إذا لم تشعر بأي تحسن لمدة 8 أسابيع يجب حينها التحدث مع طبيبك، ومن الممكن أن يستمر العلاج لمدة 3 شهور حسب حالة المريض وعوامل الخطر التي سببت له الجلطة من الأساس، ويمكن أن يستمر لمدى الحياة.
الوقاية من جلطة الرئة
اتبع هذه النصائح لتحمي نفسك من الإصابة بالجلطة الرئوية:
- حافظ على ممارسة التمارين بانتظام وبقاء جسمك في حالة نشاط.
- في حالة بقائك في الفراش بعد الخضوع لجراحة أو للتعافي من مرض، أو في حالة السفر لمدة طويلة، قم بتحريك جسمك قدر الإمكان مثل تحريك ذراعيك وقدميك لعدة دقائق كل ساعة.
- تناول الكثير من السوائل الصحية خاصة الماء والعصائر الطبيعية وحاول التقليل من الكافيين وتجنب الكحوليات.
- حاول الإقلاع عن التدخين.
- لا تجلس وأنت تضع ساقا على ساق.
- تجنب الملابس الضيقة وارتدي ملابس أكثر راحة لا تضغط على الجسم.
- إذا كنت مصابا بالسمنة حاول إنقاص وزنك.
اقرأ أيضا: أهم الفيتامينات للرجال