تستمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السورية بتعليق الامتحانات الفصلية في كليات فرع (جامعة الفرات) بمحافظة الحسكة شرقي البلاد، بعد استيلاء مسلحين موالين للجيش الأمريكي على مقراتها، وسط معلومات حصلت عليها “سبوتنيك” تؤكد نية بتسليمها للجيش الأمريكي لتحويلها ولتوسيع قاعدته اللاشرعية جنوبي المدينة.
وقال مصدر في جامعة الفرات الحكومية لــ”سبوتنيك” إن العملية الامتحانية في الكليات الجامعية والمعاهد التابعة لفرع الجامعة بمحافظة الحسكة لا تزال معلقة من جراء استمرار تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي بالاستيلاء على المباني الجامعية وتحويلها إلى مقرات عسكرية الأمر الذي بات له تداعيات تعليمية كبيرة تمس جميع الطلاب، وذلك بسبب تعنت “قسد” وعدم قبولها بإعادة جميع المباني ومنها كليات الاقتصاد والهندسة المدنية و الزراعة ومعهد المراقبين الفنيين إلى إدارة الفرع.
استمرار التعليق
وأشار المصدر إلى أن انتهاكات تنظيم “قسد” بحق الكليات الجامعية والاستيلاء عليها لمصلحة قوات الاحتلال الأمريكي لتحويلها إلى مقرات عسكرية تهدد أكثر من 25 ألف طالب وطالبة من جميع مكونات الجزيرة السورية يدرسون في 8 كليات و4 معاهد في محافظة الحسكة، وتابع بأن “قسد” لم تسمح حتى الآن بالدخول إلى مقرات الكليات التي تعرضت لأضرار كبيرة.
قاعدة أمريكية
بدورها، كشفت مصادر خاصة لوكالة “سبوتنيك” أن هدف تنظيم “قسد” من السيطرة على المباني الحكومية بما فيها المؤسسات التعليمية التي تعرضت للقصف الأمريكي الممنهج في الأطراف الجنوبية من حي غويران جنوبي مدينة الحسكة، هو تسليمها إلى الاحتلال الأمريكي لتوسيع قاعدته غير الشرعية (قاعدة تجمع المؤسسات الحكومية) على أطراف حيي غويران والزهور (حوش الباعر).
وتابعت المصادر أن مسلحي تنظيم “قسد” الموالين للجيش الأمريكي طردوا ما يقارب 70 عائلة من مسكنهم في منطقة الفيلات الحمر المحيطة بالمنطقة بالإضافة لعدم السماح لـ105 عوائل من العودة إلى منازلهم في منطقة المقاسم (المقبرة) بمحيط حي غويران، يضاف إليها زيادة الحصار على 1000 منزل في حي الزهور(حوش الباعر).
وسبق ذلك كله الاستيلاء على جميع المنازل والأبنية الحكومية والجمعيات التعاونية السكنية الواقعة في محيط وقرب مقر قاعدة الاحتلال الأمريكي( تجمع المؤسسات الحكومية) للتتحول جميع المناطق والمباني الحكومية العامة والخاصة والمنازل في طرف مدينة الحسكة الجنوبي إلى قاعدة الاحتلال الأمريكي، بحسب المصادر.
رفض شعبي
انتهاكات الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له بتنظيم “قسد” في محافظة الحسكة قابلتها حالة رفض شعبي لمخططاتها بمحاربة التعليم في المحافظة انطلاقا من المراحل الأولى وصولاً إلى التعليم الجامعي، والتي تضاف إلى انتهاكات سرقات النفط والغاز والقمح وإنشاء السجون وحملات الاعتقال العشوائية وفرض الضرائب.
وأكد عدد من سكان الحسكة لوكالة “سبوتنيك” أن ما يقوم به تنظيم “قسد” يأتي تنفيذاً لمخططات المحتل الأمريكي الذي يريد تحويل المباني الجامعية إلى مناطق عسكرية لقواته مطالبين بضرورة تدخل كل الجهات والمنظمات الدولية لاستعادة الكليات الجامعية وإخلائها من مسلحي التتظيم ووقف انتهاكاتها بحق العملية التعليمية.
وكان مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية بالحسكة طالب في بيان له برفع يد ميليشيا “قسد” الانفصالية عن التعليم في المحافظة معتبراً هذه الانتهاكات “مصادرة لحق التعليم وجريمة يجب ألا تستمر لكونها تهدد مستقبل أجيالنا الشابة وتحرم الوطن من كوادره المستقبلية التي يحتاج إليها في معركة إعادة الإعمار والبناء”.
جريمة إنسانية
ونفذت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في الجزيرة وقفة احتجاجية في ساحة الرئيس الراحل حافظ الأسد وسط مدينة الحسكة وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم المحتل الأمريكي وتنظيم “قسد” التي طالت قطاع التربية والتعليم في المحافظة واعتبارها جريمة إنسانية لا تغتفر.
الوقفة التي حملت عنوان “ارفعوا أيديكم عن كلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا.. فهي منارات للعلم أيها الجهلة”، كما رفع المشاركون فيها لافتات كتب عليها (سوريا لن تركع)، (تجهيل الجيل يعني تدمير المستقبل)، (مصادرة التعليم تعتبر جريمة إنسانية لا تغتف).
جاء في بيان اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري أنه “إمعاناً في الإجرام وإلحاق الأذى بشعبنا الصامد أقدمت طائرات الإمبريالية الأمريكية المحتلة وأدواتها الرخيصة على تدمير فرع جامعة الفرات وكليتي الهندسة المدنية والاقتصاد ومعهد المراقبين الفنيين والمعهد التقاني الهندسي وغيرها وتمت إزالة الأنقاض بعضها بالجرافات”.
وأشار البيان إلى أن ما حدث في مدينة الحسكة مؤخراً مسرحية مكشوفة ومرسومة بدقة من الدوائر الإمبريالية والصهيونية بحجة ملاحقة عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي الذين فروا من سجن الثانوية الصناعية وسط الأحياء السكنية ليتم استثماره في الوقت المناسب وبحراسة من ميليشيا (قسد) العميلة للمحتل والتي سيطرت على كلية الهندسة الزراعية ومنعت طلابها وأساتذتها وإدارييها من دخولها.
وأضاف البيان: “إن المدارس والجامعة والصروح العلمية هي ملك لأبناء المحافظة دون تمييز ولا سيما أبناء الكادحين مؤكدة أن الظلاميين والإرهابيين والعملاء أدوات الإمبريالية الأمريكية والناتو وتركيا الإخوانية لن يتمكنوا من دق الأسافين في صخرة الصف الوطني لفسيفساء المحافظة الجميل”.
وقال محمد أمين أبو شاهين عضو اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي في الجزيرة السورية لــ”سبوتنيك” أن الغاية الأساسية من الاعتصام اليوم هي الاحتجاج و التنديد بالعدوان الأمريكي السافر مع أدواته الداخلية من تنظيم “قسد” على المباني الحكومية والبنى التحتية في الجزيرة السورية وشرق السوري بحجة محاربة الإرهاب و تنظيم “داعش” الإرهابي .
وتابع: “خصوصاً العدوان الاستهداف الممنهج للجامعات والمعاهد والمدارس بهدف تجهيل الأجيال وضرب المقومات والتاريخ الوطني لأبنائنا ، فالاعتداء على العلم والتعليم هو جريمة ضد الإنسانية، ومن يقوم بها هم أعداء الإنسانية و الحضارة الإنسانية وهي الولايات المتحدة الأمريكية و التي أينما حلت يحل الجهل و الخراب و الحرب”.
وأوضح أبو شاهين أن الجيش الأمريكي و تنظيم “قسد” يتعمدان استهداف البنية التحتية للتعليم في محافظة الحسكة بدءاً من تدمير المدارس وإغلاقها وتحويل قسم منها لسجون ومقرات عسكرية وضرب الأبنية الجامعية وتدمير مقرات الكليات والعبث بمحتوياتها بشكل ممنهج خلال الفترة القليلة الماضية وصولاً إلى الاستيلاء الكامل على بعض أبنية الكليات والمعاهد وفرض مناهج دراسية في المدارس تتوافق مع مخططاتها الانفصالية.
وطالب أبو شاهين بضرورة إعادة تسليم مباني الكليات والمعاهد والمدارس إلى الدولة السورية وبالسرعة الكلية، ليتمكن أبناء الجزيرة السورية بكافة مكوناتها للعودة إلى مقاعد التدريس و التحصيل العلمي والاستمرار في التعليم والإنتاج وإعادة أعمار البلاد.
وكان مدير فرع جامعة الفرات في محافظة الحسكة بين لــ “سبوتنيك” في وقت سابق أن التقييم الأولي لحجم الأضرار والدمار الذي لحق بكليتي الهندسة المدنية والاقتصاد والمعهد الهندسي (معهد المراقبين) يظهر دماراً كلياً لبعض الأبنية والكتل البنائية التعليمية وأضراراً خارجية مختلفة، حيث حاولنا الاطلاع على الواقع بشكل مباشر، لكننا لم ندخل الكليات وذلك لحصر الأضرار لنتمكن من البدء بعمليات الصيانة والترميم وإعادة عجلة التعليم والعلم من جديد فيها.
وأوضح أن القصف العنيف لقوات الاحتلال الأمريكي دمر بشكل كامل مبنى المعهد الهندسي الذي يضم عددا كبيرا من المخابر الهندسية العلمية التي تفوق تكلفتها المليارات من الليرات السورية، كما شاهدنا وجود آليات هندسية ثقيلة تابعة لتنظيم “قسد” تقوم بترحيل الأنقاض إلى جهة مجهولة.
كما دمرت غارات الطائرات الأمريكية بشكل كامل مدرج المؤتمرات والمدرج الثاني والثالث ومخبر الفيزياء ومخبر الصحة في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد، بالإضافة إلى مبنى الإدارة الجنوبية لفرع جامعة الفرات، والكتلة الجنوبية المؤلفة من طابقين مع المستودع المركزي، ومبنى شؤون الطلاب، والمكتب الهندسي، والمكتب المالي، ومكتب لجنة المشتريات، ومكتب معتمد الرسوم الجامعية للهندسة المدنية والنقل، وكذلك الكتلة الشمالية لمبنى إدارة الفرع والتي تضم (مكاتب مدير الفرع ومحاسب الرواتب والشؤون الإدارية ومستودع الإرساليات).
وأشار الدكتور العبد الله إلى أن الحرائق والحطام انتشر في بقية المباني، أما استراحة أعضاء الهيئة التدريسية الجديدة والمقصف، فهناك أضرار خارجية تمت معاينتها ولم تتم معرفة حجم الأضرار داخلها.
اقرأ أيضا: