الجمعة , نوفمبر 22 2024

تزامناً مع أزمة أوكرانيا.. أمريكا وروسيا تستعرضان قواتهما شرق الفرات

تزامناً مع أزمة أوكرانيا.. أمريكا وروسيا تستعرضان قواتهما شرق الفرات

تزامناً مع احتدام التوتر بين الغرب وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، وتهديدات موسكو بحشودها العسكرية لغزو الدولة الأوروبية الشرقية، بدأت ملامح ذلك الصراع بالانتقال بعيداً نحو الأراضي السورية، حيث تلتقي جميع أطراف الصراع على رقعة جغرافيّة واحدة.
روسيا ومنذ أيام لا تزال تستعرض عضلاتها بمناورات عسكرية واسعة أطلقتها في البحر المتوسط بمشاركة أكثر من 140 قطعة بحرية و60 طائرة و1000 آلية عسكرية وحوالي 10 آلاف جندي”، وفقاً لقائد العام للقوات البحرية الروسية الأميرال نيقولاي ايفمينوف.
زخم روسي
ورغم أن تلك المناورات تجري بعيداً عن مناطق الصراع الأوكراني إلا أن الكرملين تعمّد منحها زخماً واسعاً عبر إرسال وزير الدفاع شخصياً ليحضر جانباً من تلك المناورات، يضاف إلى ذلك استحضار مقاتلات من طراز “ميغ -31 ك” المزودة بصواريخ “كينجال” فرط الصوتية وقاذفات “تو – 22 م” الإستراتيجية.
ولم تقف عند ذلك الحد، بل نقلت مناوراتها على ما يبدو إلى خطوط التماس مع القوات الأمريكية في شرق سوريا، حيث ذكرت مصادر محلية أن قوات الجيش الروسي المتمركزة في محافظة دير الزور تجري منذ يومين مناورات بالذخيرة الحيّة لسلاح المدفعية شارك بها الطيران المروحي.
وامتدت تلك المناورات على رقعة سبع قرى، ابتداء قرية الحسينية شمال شرق دير الزور وصولاً إلى قريتي الجزيرة طابية والجديد، وهي القرى التي تعدّ بمثابة قاعدة متقدمة في المنطقة للجيش السوري وحلفاءه.
فيما سجلت سماء المنطقة خلال الأسبوع الماضي وحده اختراق طائرات روسية ثلاث مرات متوالية المجال الجوي لمناطق سيطرة التحالف الدولي وقسد شرق سوريا.
تدريبات وتعزيزات أمريكية
على الجانب الآخر، أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا مع ميليشيا قسد، تدريبات عسكرية بدأت صباح الجمعة بالقرب من بادية “أبو خشب”، شمال غرب دير الزور.
وشارك في تلك التدريبات عربات مدرعة وقوات أمريكية أشرفت على تدريب عناصر قسد على استخدام المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، كما ترافقت مع تحليق للطيران الحربي والمروحي التابع للتحالف الدولي.
كما أجرى التحالف الدولي تدريبات مشابهة بالذخيرة الحية في قاعدة معمل كونيكو للغاز بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات جوية بالقرب من المدينة الصناعية والطريق الخرافي.
فيما أعلن التحالف إرسال مدرعات قتالية من نوع برادلي، كقدرات إضافية لقواته المنتشرة في شمال شرق سوريا، وذلك وفقاً لبيان صادر عن عملية العزم الصلب.
ميدان صراع محتمل
خبراء عسكريون قالوا إن تلك المناورات والتدريبات على صلة مباشرة بما يحدث في أوكرانيا، إذ يندرج ما تقوم به روسيا الآن من مناورات في غرب سوريا في إطار رفع الجاهزية القتالية للقوات البحرية إلى الدرجة الكاملة، لتكون على أهبة الاستعداد للحظة اندلاع أي صراع.
وأضافت أن المناورات الروسية تحمل رسائل إلى الولايات المتحدة والناتو انطلاقاً من السواحل السورية التي تحظى ببعد جيوسياسي بسبب موقعها الذي يشكل نافذة لروسيا على البحر المتوسط، ولذلك تريد موسكو أن يكون لتلك المناورات صوت يُسمع صداه في شرق سوريا حيث القوات الأمريكية.
ورغم التصعيد الأخير بين الروس والغرب لا تزال كفة الخيارات الدبلوماسية راجحة لحلحلة الأزمة ومنع تحولها لحرب طاحنة قد تستمر لأعوام، وتستنزف روسيا ودول الاتحاد الأوروبي لأعوام.
ويرى الخبراء العسكريون أنه لا مناص من انعكاسات لتلك الأزمة على الملف السوري بحكم التداخلات البراغماتية لجميع الأطراف، مرجحاً أن يمتد الصراع إلى سوريا في حال أخفقت الحلول الدبلوماسية وغزت موسكو الأراضي الأوكرانية.
فيما اعتبرت أن التدريبات الأمريكية الأخيرة شرق سوريا، واستقدام تلك القوات عربات من طراز برادلي لا ترقى إلى التهديدات الروسية، بل تحمل طابعاً استعراضياً ليس إلا.
وكالات