ما وراء تعزيز موسكو تموضعها في الشرق السوري
محمد منصور
من الجائز اعتبار الساحة السورية جزءاً من مسرح المواجهة الدولي بين موسكو وواشنطن، بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية لموقع دمشق، لكن يلاحظ في هذا الصدد بدء موسكو، خلال الأشهر الأخيرة، تعزيزاً بطيئاً لوجودها في منطقة شرق الفرات، بنحو يمكن النظر إليه من عدة زوايا، يتضمن كلّ منها أهدافاً روسية على المستوى التكتيكي والاستراتيجي، قد يكون لها ارتباط وثيق بالوضع الحالي في شرق أوروبا، والذي يتحول حثيثاً إلى مشهد أقرب إلى الوضع خلال الحرب العالمية الثانية، من حيث تعدّد جبهات المواجهة، وانتشاره على نطاق جغرافي واسع.
التعزيزات الروسية في الشرق السوري، والتي تتركز بشكل كبير في نشر مزيد من الوسائط الجوية، لها أسباب مباشرة تتعلق بالنشاط الجوي المقابل من جانب “إسرائيل” والتحالف الدولي (الأميركي)، وهو نشاط – وإن كان غير مستجد – إلا أنه تكثّف بشكل كبير خلال العام الماضي، بحيث بات يضغط على كل من دمشق وموسكو، وهو ما ارتأت القيادة الروسية أن يتم الرد عليه عبر عدة إجراءات، منها ما يتعلق بالوجود العسكري الروسي في هذه المنطقة، ومنها ما يتعلق بسلاح الجو السوري، وتسليحه وتدريبه.
موسكو واستشعار القلق من النشاط الجوي الإسرائيلي في سوريا
في ما يتعلق بالدور الإسرائيلي في شرق الفرات، يجب أن نعود إلى الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى منتجع “سوتشي” الروسي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث كان ملف النشاط الجوي الإسرائيلي في الأجواء السورية على رأس الملفات التي بحثها بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان أيضاً من أسباب تمديد زيارته يوماً إضافياً. خلال هذه الزيارة، أشار بوتين بوضوح إلى وجود “نقاط تماس” بين روسيا و”إسرائيل” في الملف السوري، ولا سيما في ما يخصّ “محاربة الإرهاب”، وهو تعبير ربما تكون نظرة كل من موسكو و”تل أبيب” حياله مختلفة بعض الشيء، لكن المهم في هذا الصدد هو إقرار بوتين باستمرار وجود نقاط خلافية، “ليست قليلة”، بين البلدين في الملف السوري، على رأسها النشاط الجوي المتصاعد للمقاتلات الإسرائيلية في الأجواء السورية.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كان قد نجح، خلال فترة توليه منصبه، في إيجاد آلية مستدامة للتنسيق العسكري بين موسكو و”إسرائيل”، سمحت لتل أبيب بتنفيذ عمليات جوية شبه دورية في الأجواء السورية، مع تفادي أيّ اشتباك عرضي أو خسائر في الجانب الروسي، فإن هذه الآلية واجهت عدة متغيرات ميدانية وتكتيكية، أدّى تراكمها إلى نشوء ضرورة ملحّة لإعادة النظر فيها، أو على الاقل إعادة ترتيب بنودها. من خلال هذه الآلية، كان سلاح الجو الإسرائيلي ملتزماً بعدم مهاجمة المواقع التي يوجد فيها جنود روس، وبإبلاغ القيادة العسكرية الروسية في سوريا بأي نشاط جوي قبيل حدوثه بفترة كافية، بهدف عدم استهداف الدفاعات الجوية الروسية في قاعدة حميميم للطائرات الإسرائيلية، لكن بمرور السنوات واجهت هذه الآلية عدة تحديات.
التحدّي الأول كان في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر 2018، حين أسقطت الدفاعات الجوية السورية، عن طريق الخطأً، طائرة استطلاع بحري روسية من نوع “إليوشن-20″، خلال غارة نفّذتها أربع طائرات إسرائيلية قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية، ما أدّى إلى مقتل 16 جندياً روسيّاً، وحينذاك كان ردّ الفعل من جانب وزارة الدفاع الروسية صارماً ومديناً بشكل واضح لسلاح الجو الإسرائيلي، والتي اتّهمته بالتهوّر، وبعدم إعطاء إشعار بهذا النشاط الجوي قبل وقت كاف من حدوثه.
روسيا تردّ على التهوّر الإسرائيلي
نجح نتنياهو في تطويق هذه الحادثة، لكن رغم ذلك بدأت موسكو بتعزيز الدفاعات الجوية الخاصة بالجيش السوري، ومنحته في الشهر التالي ثلاث بطاريات من منظومة الدفاع الجوي “أس-300″، في مؤشر على بدء استشعار موسكو الضيق من التكتيكات الإسرائيلية في سوريا، وهذا ترافق مع عدة مؤشرات أخرى، منها بدء تعرّض المطارات الإسرائيلية منذ منتصف عام 2019 لعمليات تشويش مستمرة على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس”، ما أثّر في تحديد طائرات الركاب لمواقع المطارات ومسارات الوصول إليها بدقة كبيرة، وحينذاك أعلنت “إسرائيل” أن مصدر هذا التشويش – الذي نفته موسكو – هو وسائط الحرب الإلكترونية الروسية في قاعدة حميميم الجوية.
بعد تلك الحادثة، ظهر بعض المؤشرات الإضافية، التي عبّرت موسكو من خلالها عن ضيقها من النهج الإسرائيلي، منها الاستياء الذي عبّر عنه الكرملين، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو لموسكو عام 2019، من استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا، وشمولها حتى محيط مطار دمشق الدولي، وهذا ربما يفسّر إعلان موسكو في العام نفسه عن خطط لمشاركة مستثمرين وشركات روسية في تحديث مطار دمشق، وكذلك هبوط طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا المطار عوضاً عن قاعدة حميميم الجوية، خلال زيارته لسوريا أواخر 2019.
تضاف إلى ذلك الانتقادات التي وجّهتها وزارة الدفاع الروسية لـ”إسرائيل” عام 2020، بسبب ما وصفته الوزارة “بالتنسيق” بين أنقرة وتل أبيب بهدف استغلال الغارات الإسرائيلية من أجل تسيير القوافل العسكرية التركية إلى إدلب شمالي البلاد، فضلاً عن حديث الوزارة عدة مرات عن تهديد المقاتلات الإسرائيلية لحركة الطيران المدني السورية، وقيامها بالتحليق خلف الطائرات المدنية مباشرة بهدف التمويه على الرادارات السورية.
تصاعد الانتقادات الروسية لـ”إسرائيل”
تزايدت، منذ أوائل العام الماضي، حدة الانتقادات الروسية لـ”إسرائيل” على خلفية أنشطتها الجوية في سوريا، ومن أمثلة ذلك تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن روسيا ترفض استخدام سوريا ساحة لمواجهة إيرانية إسرائيلية، ولا تريد كذلك استخدام الأراضي السورية ضدّ “إسرائيل”، وقوله: “أيها الزملاء الإسرائيليون الأعزاء، إذا كانت لديكم دلائل على أن دولتكم تواجه تهديدات جدية من الأراضي السورية، أتمنى أن تبلغونا بهذه الدلائل بشكل عاجل، وسنتّخذ كل الإجراءات لتحييد هذه التهديدات”.
هذا التصريح غير المسبوق من جانب لافروف تعزّز بعد ذلك، بأشهر، ببدء ظهور نبرة جديدة في التصريحات الدبلوماسية والعسكرية الروسية المتعلقة بالغارات الإسرائيلية على سوريا، وقد بدأت هذه النبرة بالظهور بشكل واضح في حزيران/ يونيو الماضي، حين أدانت موسكو على لسان مندوبها الدائم في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الغارة التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على سوريا أوائل الشهر نفسه، وحينذاك قال المندوب الروسي: “ندين الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ونعتبر أن هذه التصرفات تعقّد جهود ترسيخ الاستقرار في سوريا والمنطقة”.
استراتيجياً، يمكن قراءة تصاعد الانتقادات الروسية لـ”إسرائيل” من عدة زوايا، أهمها تصاعد العلاقة الإيجابية بين تل أبيب وكييف، حيث كان الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من أوائل الرؤساء الذين دعاهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت لزيارة تل أبيب، فضلاً عن تحدّث الصحافة الأوكرانية المتكرّر عن تعاون عسكري بين كييف وتل أبيب، وبالتالي تتّخذ موسكو من المسرح السوري وسيلة للضغط “برفق” على تل أبيب.
النشاط الأميركي في شرق الفرات.. روسيا على الخط
إضافة إلى العامل الإسرائيلي، تظهر الأنشطة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في الأجواء السورية، كسبب رئيسي لتعزيز موسكو وجودها في شرق الفرات، وخاصة أن آلية التنسيق بين الجانبين في هذا النطاق لم تكن فعالة بشكل كاف، حيث كان الهدف الأساسيّ منها هو منع الاشتباك الجوي بين الجانبين، في حين رغبت واشنطن من خلال هذه الآلية في منع موسكو من الوجود على المستوى الجويّ شرق الفرات. هذه الآلية كانت تتّخذ من نهر الفرات وسيلة فصل تعريفية يمكن للطائرات التي نشرتها الولايات المتحدة وروسيا في سوريا أن تتّخذها كوسيلة لمنع التصادم الجوي.
وعلى الرغم من أن هذه الآلية كانت تفترض تقديم كل طرف إشعاراً مسبقاً بالرحلات الجوية التي ستعبر فوق النهر، كانت موسكو دوماً ما تلجأ إلى تنفيذ تحركاتها الجوية تجاه الشرق، من دون إشعار الولايات المتحدة الأميركية بذلك مسبقاً، وهذا أدّى منذ عام 2017 إلى تزايد عمليات اعتراض المقاتلات الروسية للطائرات الأميركية في المنطقة الشرقية، وخاصة بعد أن رصدت موسكو وجود وسائط خاصة بالدفاع الجوي في منطقة “التنف” التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية جنوبي سوريا، وكذا تصاعد التحركات البرية والتعزيزات العسكرية الأميركية القادمة إلى الحقول النفطية السورية في الشرق.
بطبيعة الحال، لا يمكن الفصل بين النظرة الروسية إلى الوجود العسكري الأميركي في سوريا، والتوتّر القائم حالياً في ما يتعلق بالملف الأوكراني، لذا يمكن القول إن موسكو بدأت مبكراً بالتجهيز لاحتمال معادلة الدور الأميركي في شرق الفرات، وكذا تفعيل بعض الإجراءات الضاغطة على تل أبيب لتحجيم عملياتها الجوية في سوريا، في إطار استراتيجية روسية عامة تستهدف الضغط على الولايات المتحدة في سوريا، بالأسلوب نفسه الذي تضغط به موسكو حالياً على التخوم الأوكرانية.
تعزيزات روسيّة متعدّدة الأوجه في سوريا
يمكن تحديد التحركات الروسية المستجدة في ما يتعلق بشكل خاص بملف شرق الفرات، وبشكل عام بالملف الميداني السوري ككل، في عدة اتجاهات رئيسية، الأول هو ملف تسليح الجيش السوري، ولا سيّما الدفاع الجوي والقوات الجوية؛ فقد لوحظ، العام الماضي، تصاعد ملحوظ في نشاط الدفاع الجوي السوري والروسي، المتصدّي للصواريخ المنطلقة من الطائرات الإسرائيلية خلال غاراتها على الأراضي السورية، حيث حرص العميد فاديم كوليت، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، على التصريح بشكل منتظم منذ تموز/ يوليو الماضي، بعدد الصواريخ الإسرائيلية التي يتم إسقاطها من جانب الدفاعات الجوية الروسية والسورية.
هذا إن أضفناه إلى الأنباء التي تداولتها وكالات الأنباء الروسية بشأن تزوّد الدفاع الجوي السوري بأعداد إضافية من منظومات الدفاع الجوي الروسية “تور أم” و”بانتسير”، يمكن اعتباره مؤشراً واضحاً على تغيير أساسيّ في التعامل الروسي مع الغارات الجوية الإسرائيلية، حيث أصبحت تستهدف الصواريخ الإسرائيلية المطلقة خلال هذه الغارات، وهو ما يخالف الوضع الذي كان سائداً خلال السنوات الماضية. لذا لم يكن غريباً أن تتحدث الصحافة الإسرائيلية عن أن الجيش الإسرائيلي يخطّط لتغيير تكتيكاته الجوية في سوريا، ليعتمد بشكل أكبر على الذخائر الجوالة البعيدة المدى.
في ما يتعلق بالقوة الجوية السورية، وعلى الرغم من أن عمليات تحديث المقاتلات الرئيسية الموجودة في سلاح الجو السوري – من نوع “ميغ-29 أيه”، قد بدأت فعلياً عام 2011، تمّ تسريع هذه العمليات بشكل ملحوظ منذ عام 2015، وباتت أعداد غير محددة من هذه المقاتلات محدّثة بقدرات قريبة من تلك التي تمتلكها النسخة “إس أم” من هذه المقاتلة، حيث باتت تمتلك القدرة على إطلاق صواريخ الاشتباك الجوي خلف مدى الرؤية “أر-77″، وأنظمة ملاحة واتصالات محسّنة، وراداراً نبضيّاً أكثر حداثة من الرادارات القياسية التي امتلكتها هذه المقاتلات سابقاً، كما ظهر عام 2019 على متن المقاتلات السورية نظام الحرب الإلكترونية البيلاروسي “تاليسمان”، وهو ما يوفّر قدرة أكبر للمقاتلات السورية على مواجهة محاولات الاستهداف من جانب المقاتلات أو أنظمة الدفاع الجوي المعادية. هذا يضاف إلى بدء تسلّم سلاح الجو السوري لعدد غير محدّد من النسخة “إس إم تي” من مقاتلات “ميغ-29” عام 2020.
هذا التحديث أضيف إليه تكثيف واضح وملحوظ في عمليات التدريب الجوي المشترك بين القوات الجوية الروسية وسلاح الجو السوري، فقد كانت هذه التدريبات حتى أواخر عام 2020 تركّز على التدريب على عمليات القصف الأرضي والاستطلاع، لكن بدأت منذ أواخر العام الماضي تشتمل على عمليات الاعتراض الجوي وتنفيذ المظلات الجوية، مثل التدريب الذي نفّذه كلا الجانبين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وشمل التدريب على الاعتراض الجوي القريب والبعيد المدى، في أجواء مدينة تدمر، انطلاقاً من قاعدة “تي فور” الجوية.
جانب آخر من جوانب التحركات الروسية في هذا الصدد كان تزايد حجم الوسائط الجوية الروسية على تخوم المنطقة الشرقية السورية وداخلها، حيث تمّ رصد تمركز مقاتلة روسية واحدة على الأقل من نوع “سوخوي-35” في مطار القامشلي شمال شرق سوريا للمرة الأولى في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد أن ظل استخدام هذا المطار مقتصراً على نشاط طائرات النقل والمروحيات الروسية. كذلك شوهدت في كانون الثاني/ يناير الماضي أربع مقاتلات روسية من نوع “ميغ-29” في قاعدة “تي فور” الجوية، وهو أمر لافت بالنظر إلى أن الوجود الجوي الروسي في هذه القاعدة كان يقتصر على قاذفات “سوخوي-25” والمروحيات القتالية.
عمليات التشويش التي سبق ذكرها ضد أراضي فلسطين المحتلة تكرّرت مرة أخرى الشهر الحالي بصورة أكبر، ولاحظت تل أبيب أن هذه العمليات ترتبط بشكل أو بآخر بالغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا. يضاف إلى ذلك بدء تكوّن اقتناع لدى الأوساط العسكرية الإسرائيلية، بأن عمليات التشويش هذه مقصودة وليست عرضية، نظراً إلى عدة عوامل، من بينها عدم تأثر المطارات الأردنية بنشاط وسائط الحرب الإلكترونية الروسية، وامتداد تأثير هذه الوسائط إلى قواعد جوية تابعة لدول في حلف الناتو، مثل قاعدة “أكروتيري” الجوية البريطانية في قبرص، التي أبلغت في آذار/ مارس الماضي عن تأثرها بعمليات تشويش متواصلة.
إطلاق سلاح الجو الروسي مؤخراً للدوريات الجوية المشتركة مع سلاح الجو السوري، يبدو في مجمله رسالة واضحة لكل من “إسرائيل” والولايات المتحدة، نظراً إلى شمول هذه الدوريات التي تضمنت مشاركة مقاتلات “ميغ-29″ و”ميغ-23” السورية، ومقاتلات “سوخوي-35” وقاذفات “سوخوي-34″، لنطاق واسع، بدءاً من خط فضّ الاشتباك في الجولان المحتل، وصولاً إلى الحدود الشمالية والجنوبية لسوريا.
هذه الرسالة تعزّزت برسالة أخرى ربما تكون موجّهة أكثر نحو واشنطن، وهي وصول القاذفات الاستراتيجية “توبوليف-22 إم3” إلى سوريا، في حدث هو الثاني من نوعه بعد أن وصلت إلى سوريا سابقاً في أيار/ مايو الماضي. هذه القاذفات التي تتسلّح بصواريخ “كي أتش-22”. هذا الوجود وإن كان تحت ستار “التدريبات العسكرية”، إلا أنه يحمل رسالة إلى الجانب الآخر المساند لأوكرانيا، مفادها أنه في حال تطوّر الأمور نحو مزيد من التصعيد، فإن الوسائط الأميركية في البحر المتوسط وفي الشرق السوري سوف تكون تحت التهديد الجدّي
الميادين