مع اقترابِ الحسمِ شرقَ دمشقَ.. ماذا بعدَ الغوطةِ…؟
سيطرَ الجيشُ السّوريُّ خلالَ الأسبوعينِ الماضيينِ على أكثر من 70 بالمئةِ من المساحةِ التي كانت تُسيطرُ عليها الفصائلُ المسلّحةُ في الغوطةِ الشّرقيّة قبلَ بدءِ العمليّةِ السّوريّة في المنطقة، وبتسارعِ العمليّةِ العسكريّة التي يمكنُ أنْ تُنهي الوجودَ المسلّحَ في مناطقِ ريفِ دمشقَ الشّرقيّ، بدأت المعلوماتُ تُرشّحُ عن احتمالاتِ ما بعدَ الغوطةِ الشّرقيّة.
مصادرُ محلّيّةٌ كشفت لـ”وكالة أنباء آسيا”، أنَّ عمليّةَ التفاوضِ بين الدولةِ السوريّة والفصائلِ المنتشرةِ في كلٍّ من “يلدا – ببيلا – بيت سحم”، عادت إلى الحياةِ مع إخلاءِ حيّ “القدم” من الوجودِ المُسلّحِ عبرَ اتّفاقٍ أفضى لخروجِ الفصائلِ المسلّحةِ إلى محافظةِ إدلب، ومع ارتفاعِ التوتّرِ الميدانيّ في مناطق “القدم” المُلاصقة لحي “الحجر الأسود” الذي يُسيطرُ عليه تنظيمُ داعش، وجدت فصائلُ المدنِ الثلاث القريبةِ من منطقةِ “السيّدة زينب” جنوب العاصمةِ، أنَّ خيارَ التفاوضِ هو الأسلم.
وبحسبِ المعلوماتِ التي حصلت عليها “وكالة أنباء آسيا” من مصدرٍ رسميّ لم يتمّ التأكّدَ منها، فإنَّ المفاوضاتِ التي عادت للحياةِ، تبحثُ في إنهاءِ وجودِ الفصائلِ المسلّحةِ في “يلدا – ببيلا – بيت سحم”، من العناصرِ غير الراغبةِ بـ”تسويةِ أوضاعِهم”، فيما سيتمُّ تشكيلُ “لجنةٍ أمنيّةٍ مُشتركة”، من عناصرِ الفصائلِ الراغبينَ بالتسويةِ لتكون مسؤولةً عن الحفاظِ على الأمنِ داخلَ هذه المناطق، فيما سيتمُّ إعادة كامل مؤسّساتِ الدولة والخدمات كاملةً إلى المناطقِ المُستهدَفة بالاتّفاقِ خلالَ شهرٍ من تطبيقِ الاتّفاق.
عسكريّاً، سيكونُ “الحجرُ الأسود” مسرحاً لعمليّةٍ سوريّةٍ لقتالِ تنظيم داعش وتأمينِ الخاصرةِ الجنوبيّة للعاصمة، فيما تقولُ مصادرُ متعدِّدةٌ أنَّ جبهةَ “مُخيّم اليرموك” الذي يخضعُ الجزءُ الأكبرُ منه أيضاً لسيطرةِ تنظيم “أبي بكر البغدادي”، فيما تخضعُ مساحةٌ صغيرةٌ لـ”جبهةِ النصرة”، ستكونُ جبهةً لقتالِ التنظيمِ من قِبَلِ الفصائلِ الفلسطينيّةِ المواليةِ للدولةِ السوريّة، وعلى هذا الأساس استقدمَ “لواءُ القدسِ” تعزيزاتٍ وُصِفَت بـ”الضخمة” من قِبَلِ المصادرِ الميدانيّة خلالَ حديثِها لـ”وكالةِ أنباءِ آسيا”، إذْ يُعتبرُ اللّواءُ من أبرزِ القوى الفلسطينيّة التي قاتلت إلى جانبِ الجيشِ في معاركَ عديدةٍ من أبرزِها معركةُ “الأحياء الشّرقيّة” في حلب.
وتتوقّعُ المصادرُ المتعدّدة، أنْ تكونَ العمليّةُ في حي “الحجر الأسود” و”مخيّم اليرموك”، معركةً سريعةَ الحسمِ، قياسياً على معركةِ الغوطةِ الشّرقيّة، ويرى مراقبو الميدانِ في سورية، أنَّ التنظيمَ لا يملكُ القدرةَ على القتالِ لفترةٍ طويلةٍ في أحياءِ دمشقَ الجنوبيّة، نظراً لكونِهِ مُحاصراً فيها بجملةٍ من المناطقِ الخاضعةِ لسيطرةِ الجيشِ السّوريّ أو الفصائلِ المعاديةِ للتنظيمِ كما هو الحالُ في بلداتِ “يلدا – ببيلا – بيت سحم”.
وبحسبِ المعلوماتِ التي حصلت عليها “وكالة أنباء آسيا” من مصادرَ رسميّةٍ ولم يتمّ تأكيدها من مصادرَ حكوميّة أو مستقلّة، فإنَّ وجودَ جبهةِ النصرة في منطقة “ساحة الريجي” في مخيّمِ اليرموك، سيتمُّ إنهاءَهُ من خلالِ إخراجِ المسلّحينَ على دُفعاتٍ نحو إدلب، ويرتبطُ تنفيذ هذا الاتّفاق بمدينتي “كفريا” و”الفوعة” المحاصرَتينِ بريفِ إدلب، ولا يوجدُ ربطٌ بينَ ملفِّ “النصرة في مخيم اليرموك” مع ملفِ الوجودِ المسلّحِ في مناطق جنوب العاصمة.
يُذكرُ أنَّ مناطقَ جنوب العاصمةِ التي تشهدُ انتشاراً لفصائلِ “الجيشِ الحر” تشهدُ حالةً من الهدنةِ منذ العام 2014، ولمْ تشهد هذه المناطق أيّ خرقٍ للهدنةِ، فيما تعتبرُ المناطقُ التي يسيطرُ عليها تنظيمُ داعش مسرحاً لاستهدافاتٍ جويّةٍ ومدفعيّةٍ من قِبَلِ الجيشِ السّوريّ لمواقعِ التنظيم.
آسيا _ محمود عبداللطيف