السبت , نوفمبر 23 2024

الجفاف يهدد الحياة في شمال شرق سوريا

الجفاف يهدد الحياة في شمال شرق سوريا

أدى تغير المناخ وجفاف الأنهار إلى جعل الاستقرار أكثر خطورة بعدما بات الخبز اليومي صعب المنال في شمال شرق سوريا، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وارتبط الجفاف الذي طال أمده في المنطقة بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم. لكن في شمال شرق سوريا، سلة الخبز التاريخية للبلاد، تضاعفت آثارها بسبب أكثر من عقد من الحرب والاقتصاد المدمر والبنية التحتية المدمرة وزيادة الفقر.
وأفاد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في الصيف الماضي، أن ما يقرب من نصف السكان ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع هذا العام.
وترك المزارعون العديد من حقول الأرض الحمراء غير قادرين على شراء البذور أو الأسمدة أو الوقود لتشغيل مضخات المياه، لتعويض انخفاض هطول الأمطار في السنوات السابقة.
كما أن القمح بات أقل جودة ويباع بسعر أقل بكثير مما كان عليه قبل الجفاف الحالي قبل عامين، وفقا لما نقله التقرير عن المزارعين والمسؤولين الحكوميين ومنظمات الإغاثة.
من جهته، يبين “مات هول”، المحلل الاستراتيجي في منظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، أن “مشكلة تغير المناخ مقترنة بمشاكل أخرى، لذا فهي ليست مجرد شيء واحد”.
وأضاف “هول”: “هناك حرب وعقوبات والاقتصاد مدمر، لا يمكن للمنطقة أن تتحمل الأزمة عن طريق استيراد القمح لأنها لم تعد تملك المال”.
وتقول وكالة الفضاء الأميركية، ناسا، التي تدرس تغير المناخ، إن الجفاف الذي بدأ في عام 1998 هو الأسوأ الذي شهدته بعض أجزاء الشرق الأوسط منذ تسعة قرون.
في شمال شرق سوريا، كان الجفاف حادا بشكل خاص خلال العامين الماضيين. لكن هطول الأمطار الأقل من المتوسط ​​ليس سوى جزءا من المشكلة.
وأتى الجفاف، وفق منظمات إنسانية، على مساحات زراعية واسعة تعتمد أساسا على مياه الأمطار، في بلد يعاني 60 في المئة من سكانه من انعدام الأمن الغذائي.
وأوردت الأمم المتحدة، أن إنتاج الشعير قد يتراجع 1,2 مليون طن العام الحالي، ما يصعب تأمين العلف للحيوانات خلال الأشهر القليلة المقبلة، بحسب “فرانس برس”.
وفي جميع أنحاء المنطقة، ساهم الفقر المدقع وانعدام الفرص في انضمام بعض الشباب إلى تنظيم “داعش”.
وقال “هول”: “المظالم التي تفاقمت بسبب تغير المناخ هي نفسها التي تدفع بخيبة الأمل والتجنيد من قبل داعش”.
أدى الجفاف المستمر أيضا إلى دفع العائلات من المزارع المملوكة لأجيال إلى المدن حيث توجد المزيد من الخدمات، ولكن حتى فرص أقل لكسب العيش.
وفي سوريا، بني سدان أساسيان على نهر الفرات هما سد تشرين في ريف حلب الشمالي، وسد الطبقة حيث تقع بحيرة الأسد الضخمة في ريف الرقة الشرقي.
يغطي السدان 90 في المئة من حاجات شمال شرق سوريا من الكهرباء، بما فيها التيار اللازم لمحطات ضخ المياه. ويهدد تراجع منسوب المياه اليوم عملهما أيضا.
ويحذر مدير سد تشرين منذ 13 عاما “حمود الحماديين” من “انخفاض تاريخي ومرعب” في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه العام 1999، وفقا لفرانس برس.
ومنذ كانون الأول الماضي، تراجع منسوب المياه في السد خمسة أمتار. وفي حال استمراره بالانخفاض سيصل إلى ما وصفه الحماديين بـ”المنسوب الميت”، ما يعني أن يتوقف عن العمل.