السبت , نوفمبر 23 2024

دعوة للحذر… ما مدى خطورة “أوميكرون الخفي” ؟

دعوة للحذر… ما مدى خطورة “أوميكرون الخفي” ؟

يتحدث البروفيسور د.وسيم جابر عن مرحلة “السقوط المناعي” من خلال دراسة، إن BA.2 يحتوي على ميزات تجعل “أوميكرون” قادراً على التسبّب في مرض أكثر حدّة، كما فعلت المتحوّرات السابقة، ما يشير إلى أننا أمام تطوّر سريع للفيروس في الاتجاه السيّئ!

قال الباحث اللبناني في فيزياء وتكنولوجيا النانو د. وسيم جابر للميادين نت إنه ” بعد ثلاثة أشهر على غزو “أوميكرون” للبشرية كانت كفيلة كي يتحوّر مراراً بتوليفته الجينية التي شملت كل المتحوّرات السابقة، إضافة إلى 36 طفرة في السنبلة التاجية للفيروس، مؤدية إلى ظهور سلالات BA.1 وBA.2.

ويشرح مقدّماً رسوماً بيانية، “من المعروف، بحسب ما يقوله أن التوليف أو التسلسل الجيني للفيروس يُعتبر “صانع اللعبة” أو المراوغ الأساسي لخلية الإنسان من حيث قدرة الالتصاق وغزو الخلية البشرية، أي كلما تغيّر التوليف أو الترتيب الجيني للسنبلة، ظهر الفيروس بوجه آخر”.

إحدى الدراسات العلمية لباحثين يابانيين [1] أظهرت أنّ التسلسل الجيني لمتحوّر BA.2 أو ما يُطلق عليه “المُتخفي” نظراً إلى تهرّب جين “S” من فحوص الـ PCR، يسبّب ضرراً أكبر بكثير من إصدار أوميكرون الذي لا يزال سائداً أنحاء العالم.

وكان تقرير للمجلة العلمية “the-scientist” ذكر أنّ ما تمّ رصده مؤخراً هو نسخة جديدة من متحور أوميكرون أطلقوا عليه اسم “BA.2″، مشيرين إلى أنه ينتشر بسرعة أكبر ولا يظهر في تحليل PCR، ما جعل العلماء يُطلقون عليه اسم “أوميكرون الخفي”.

وأضاف د. جابر “وجدت الدراسة أن التسلسل الجيني لـ BA.2 يختلف اختلافاً كبيراً عن BA.1، ما يُشير إلى أن الخصائص الفيروسية لـ BA.2 تختلف عن تلك الخاصة بـ BA.1”.

وأوضح أنه “للمقاربة والمقارنة العلمية والعملية، قام الباحثون بإصابة فأر “الهامستر” بسلالاتيّ BA.2 وBA.1، فوجدوا أن الحيوانات المصابة بـ BA.2 أصيبت بالمرض، وكانت وظائف الرئة أسوأ، حيث أثبت أن لديه مهارة في جعل الخلايا يلتصق بعضها ببعض”.

من الواضح، ومن خلال الدراسة، أن BA.2 يحتوي على ميزات تجعله قادراً على التسبّب في مرض أكثر حدّة، كما فعلت المتحوّرات السابقة، ما يشير إلى أننا أمام تطوّر سريع للفيروس في الاتجاه السيّئ!

وأضاف ، فقد كشفت الدراسة أن BA.2 يفلت إلى حد كبير من المناعة التي تسبّبها لقاحات Covid-19، وهذا ما يجعل الشركات المصنّعة للقاح بحاجة الى المزيد من الوقت والترقب لتطوير عمل اللقاحات وطرح الجرعات المعزّزة.

وختم بقوله إنه “وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد تم التقدير أن BA.2 مُعدٍ بنسبة 30% أكثرمن أوميكرون، ومتفوّق على سرعة انتشار BA.1. وعليه، وقبل أن يغزو BA.2 البشرية، فإن العالم اليوم على موعد مع متحوّر أسوأ، ما يُرتّب على منظمة الصحة العالمية العمل لرفع مستوى الحذر، لكون BA.2 يمثّل تهديداً حقيقياً من ناحية تطوّره البيولوجي وسرعة انتشاره، وهذا ما يحتّم تصنيفه متحوراً مثيراً للقلق (VOC)”.

عبد الله ذبيان/ الميادين