5 أسباب تدفع بايدن إلى التخلي عن أوكرانيا وتجنب مواجهة روسيا
كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارا، تأكيده عدم إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا لمواجهة ما وصفه “بالغزو الروسي”، وهو ما تفسره خمسة أسباب.
في تقرير لموقع الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، كان السبب الأول هو أن أوكرانيا ليست جارة للولايات المتحدة، وليس فيها قاعدة عسكرية أمريكية، ولا يوجد فيها احتياطات استراتيجية من البترول، كما أنها ليست شريكا تجاريا رئيسيا، ومن ثم فإنه لا مصالح مشتركة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، حتى تتحرك واشنطن للدفاع عنها وحمايتها.
السبب الثاني يكمن في غريزة الرئيس بايدن القائمة على “عدم التدخل عسكريا”، رغم أنه دعم العمل العسكري لبلاده خلال تسعينيات القرن الماضي للتعامل مع الصراع في البلقان، كما صوّت لصالح الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ولكنه منذ ذاك التاريخ أصبح أكثر حرصا في استخدام القوة العسكرية الأمريكية.
وقد بدا ذلك واضحا في الدفاع عن قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان العام الماضي، على الرغم من الفوضى التي رافقت الأمر، والكارثة الإنسانية التي نجمت عن ذلك.
السبب الثالث هو أن استطلاع للرأي، أجراه مركز AP-NORC، كشف أن 72 في المئة من الأمريكيين قالوا إن بلادهم يجب أن تلعب دورا “محدودا” في الصراع الروسي – الأوكراني، أو لا تتدخل مطلقا، حتى إن الأصوات المتشددة في الحزب الجمهوري، مثل السناتور تيد كروز، لا تريد من بايدن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا و “بدء حرب مع بوتين”.
السبب الرابع، هو أن روسيا قوة نووية عظمى، ولديها مخزون ضخم من الرؤوس الحربية النووية، وينطوي الدخول في مواجهة مباشرة معها على مخاطر جسيمة للعالم كله، قد تؤدي إلى إشعال حرب عالمية.
“الأمر ليس وكأننا نتعامل مع منظمة إرهابية، نحن نتعامل مع واحد من أكبر الجيوش في العالم. هذا وضع صعب للغاية ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة جنونية”، حسبما قال بايدن في وقت سابق من هذا الشهر، لشبكة “إن بي سي” الإخبارية.
أما السبب الخامس فهو المادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهي مادة تلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن بعضهم بعضا، وتنص بوضوح على أن أي هجوم يستهدف دولة من أعضاء الناتو هو هجوم على باقي الأعضاء، ولذلك ليس هناك ما يلزم أمريكا بالتدخل للدفاع عن أوكرانيا لأنها ليست عضوا في الناتو.
وقد أشار بايدن بوضوح إلى هذه المادة في تصريحاته، حين قال: “إذا انتقل (الهجوم العسكري الروسي) إلى دول الناتو، سنتحرك”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن “الهدف من العملية الروسية في أوكرانيا هو تقديم النظام العميل في كييف إلى العدالة عن الجرائم المرتكبة”.
وأضافت زاخاروفا في إفادة صحفية أن “مهمة العملية هي محاسبة الشخصيات الحالية في النظام العميل، الذي وصل للسلطة في عام 2014 نتيجة انقلاب غير دستوري، على الجرائم التي ارتكبت خلال هذه السنوات ضد المدنيين، بمن فيهم مواطنو روسيا، وكذلك نزع السلاح من أوكرانيا”.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني إلى الاستيلاء على السلطة، قائلا: يبدو أنه من الأسهل بالنسبة لنا الاتفاق معكم، أكثر من هذه العصابة من مدمني المخدرات والنازيين الجدد.