الصواريخ الحرارية.. هل يستخدم بوتين سلاحه المرعب في أوكرانيا؟
دخل الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الرابع، ولا يبدو في الأفق أن العملية العسكرية التي أطلقها بوتين تقترب من نهايتها، فهل تلجأ روسيا إلى سلاح يوصف بأنه وحشي ومرعب؟
وكان الهجوم على أوكرانيا قد بدأ فجر الخميس، 24 فبراير/شباط، فيما وصفه الرئيس الروسي بأنه “عمليه عسكرية هدفها منع عسكرة أوكرانيا”، بينما تصف أوكرانيا والغرب ذلك بأنه عدوان روسي هدفه الغزو الشامل للأراضي الأوكرانية وإسقاط الحكومة، وتنصيب حكومة مطيعة لموسكو.
ولم يكن الهجوم الروسي مفاجئاً لا لأوكرانيا ولا للغرب ولا للعالم، فالأزمة الأوكرانية مشتعلة منذ عام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم ودعمت حركات انفصالية في دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس شرق أوكرانيا، وكان اعتراف موسكو بتلك المناطق مقدمة للعملية العسكرية، التي أصبحت حرباً شاملة بالفعل.
والأزمة الأوكرانية هي بالأساس أزمة جيوسياسية تتعلق برغبة الحكومة الأوكرانية -المدعومة من الغرب- الانضمام لحلف الناتو، بينما تعتبر روسيا ذلك خطاً أحمر، لأنه يمثل تهديداً مباشراً لأمنها، بحسب وجهة النظر الروسية.
ما هي الصواريخ الحرارية؟
المسار الذي قد تتخذه الحرب في أوكرانيا سيحدد إلى درجة كبيرة لجوء روسيا إلى استخدام بعض من الأسلحة التي تعتبر أكثر فتكاً ووحشية، ولا يتفوق عليها أي سلاح آخر سوى السلاح النووي، بحسب الخبراء العسكريين.
وقد نشرت صحيفة The Independent البريطانية تقريراً عنوانه “ما هي الصواريخ الحرارية الضغطية؟ السلاح الجديد الذي قد “يطلقه بوتين على أوكرانيا” ألقى الضوء على واحد من تلك الأسلحة التي توصف بالمرعبة.
وقد حذر خبراء قلقون من أن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا قد يتفاقم إذا استخدم فلاديمير بوتين أسلحة حرارية ضغطية لتدمير أوكرانيا، جمهورية الاتحاد السوفييتي سابقاً. فالأسلحة الحرارية الضغطية تعد واحدة من أشد أسلحة الحرب وحشية، ولا يفوقها فتكاً إلا الأسلحة النووية.
وهذه الصواريخ تُعبّأ بوقود شديد الانفجار، وخلطة كيميائية، وعند انفجارها تسبب موجات انفجارية فوق صوتية، تبيد كل شيء في طريقها، بما في ذلك المباني والبشر، وتُعرف أيضاً باسم القنابل الجوية أو القنابل الفراغية.
وكانت قاذفات القنابل الحرارية الضغطية TOS-1 من بين الأسلحة الروسية التي شوهدت أثناء نقلها باتجاه العاصمة كييف ومدن أخرى. وهي لا تُستخدم في الضربات الدقيقة، ولكن يمكن استخدامها لتطهير مساحات من الأرض.
وقد أوضح بيتر لي، من جامعة بورتسموث، كيف تعمل هذه القنابل عام 2016، بعد ظهور مزاعم بأن روسيا استخدمتها في سوريا، بحسب الصحيفة البريطانية: “تخيل أن تأخذ نفساً عميقاً ثم تغطس في المياه، وبعدها يخرج كل الأوكسجين من جسمك دفعة واحدة، وجرّب أن تأخذ نفساً آخر، ولكن عوضاً عن أن تمتلئ رئتاك بالمياه الباردة تبدأ الجزيئات السامة الملتهبة في قتلك من الداخل”.
ويُزعم أن روسيا استخدمت هذه الصواريخ في الشيشان وسوريا. وقال إن آر جينزن جونز، الخبير في استخبارات الأسلحة والمدفعية، للصحيفة: “شوهدت مجموعة كبيرة من العتاد العسكري في الهجوم الروسي، ومن ضمنها قاذفات القنابل الحرارية الضغطية من سلسلة TOS-1. ورغم أن الضربات محدودة نسبياً حتى الآن فاستخدام قاذفات TOS-1 قد يؤدي لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، لا سيما بالنظر إلى استخدام روسيا لها في الماضي (في الشيشان مثلاً)”.
ويرى أغلب المراقبين أن إطلاق بوتين تلك الصواريخ الحرارية في أوكرانيا أمر وارد في حالة واحدة فقط، وهي أن تفشل الخطة العسكرية القائمة على شل الدفاعات الجوية الأوكرانية، والسيطرة السريعة على العاصمة كييف، وإسقاط الحكومة، وبالتالي دفع قادة الجيش الأوكراني إلى التسليم بالأمر الواقع والموافقة على التفاوض مع موسكو.
وكان بوتين قد وجه بالفعل الدعوة إلى القادة العسكريين في أوكرانيا للانقلاب على الحكومة، وقال لهم إن “التفاوض سيكون أسهل لو استوليتم على السلطة”، لكن الواضح حتى اليوم الرابع من الهجوم الروسي على أوكرانيا هو أن مثل ذلك التحرك من جانب هؤلاء القادة قد لا يكون وارداً.
الخلاصة هنا هي أن استخدام القوات الروسية أسلحة فتاكة، ومن بينها الصواريخ الحرارية الضغطية أو القنابل الفراغية، متوقف بالأساس على مسار العملية العسكرية، ومدى قدرة الروس على تحقيق أهدافهم دون تحول الأراضي الأوكرانية إلى مستنقع كما يأمل قادة الغرب.