في حدث قد لا يصدق، تُعرض لوحة تعود للقرن السادس عشر، تم رسمها من قبل أحد رموز عصر النهضة في ألمانيا، للبيع بمبلغ يفوق الـ10 ملايين دولار، بعد أن تم شراؤها مقابل 30 دولارا بالصدفة، ووفقاً لدار مزادات “Agnews Gallery” في لندن، والتي تملك اللوحة التي تحمل عنوان “العذراء والطفل، فإن العمل الفني يعود إلى ألبرخت دورر، الذي توفي عام 1528، ويعد أعظم فنان ألماني في عصره وأحد أهم الفنانين والمفكرين في عصر النهضة الأوروبية.
وأوضحت دار المزادات في بيان، أنه “نظرا لأنه تمت دراسة رحلة دورر الفنية وإرثه بعمق منذ وفاته، فإنه من النادر جدا العثور على أعمال غير معروفة له”، لافتة إلى أن هذا الرسم كان “موضع اهتمام كبير منذ إعادة اكتشافه”.
وعن الطريقة التي تمت فيها إعادة اكتشاف هذه اللوحة، قال كليفورد شورير، وهو جامع أعمال فنية في بوسطن، ومستشار لدار المزادات، إنه شاهد العمل الفني النادر، الذي يعتقد أنه تم الانتهاء منه عام 1503، “بالصدفة في طريقه إلى حفل في ماساتشوستس عام 2019”.
وأضاف أنه “كان قد نسي إحضار هدية إلى الحفل، لذلك قام بجولة في متجر لبيع الكتب في طريقه، حيث أخبره البائع أن صديقه لديه رسم لدورر، فقرر إلقاء نظرة عليه”، إلا أنه لم يكن لديه أمل كبير لأن المرة الأخيرة التي تم فيها اكتشاف رسم غير معروف من “العيا الثقيل” للفنان، كان قبل أكثر من 100 عام، على حد قوله.
وأوضح شورير أنه “تم شراء العمل الفني في ساحة بيع في منزل مهندس معماري، كان قد تلقى اللوحة كهدية من والده تاجر الأعمال الفنية، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وتابع: “عندما وصلت لفحص العمل الفني بعد أسابيع، دُهشت من جودته، وأخبرت المالك، الذي يرغب في عدم الكشف عن هويته، أنه “إما أعظم تزوير رأيته في حياتي أو تحفة فنية”.
وبعد شراء اللوحة، بدأ شورير رحلة مدتها 3 سنوات للتحقق من العمل الفني، تضمنت القيام بـ 17 رحلة دولية حول العالم لاستشارة الخبراء.
وشمل ذلك اجتماعا في المتحف البريطاني في لندن في ديسمبر من العام الماضي، حيث تم فحص الرسم من قبل علماء في هذا المجال إلى جانب أعمال أخرى على الورق من قبل دورر.
وقال شورير إن “العمل الفني خضع لتحليل فني حسب العمر، ويحمل السمة المميزة للفنان”، ويعتقد أنه يساوي “ثمانية أرقام”، وقد تتجاوز قيمته 10 ملايين دولار.
واستطرد: “”ربما يكون من العدل أن نقول إنه أحد أعظم مصممي الغرافيك الذين عاشوا على الإطلاق (دورر)، فهو رائد في النقش والرسم. لقد كان مايسترو بالأبيض والأسود، ونقوشه الشهيرة ألهمت الفنانين في جميع أنحاء العالم.”
اقرأ أيضا: لماذا شهر فبراير أقصر من كل شهور السنة؟