«بلومبرج»: لماذا لن يستجيب الاتحاد الأوروبي لطلب أوكرانيا «العاجل» بالانضمام له؟
نشرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية تقريرًا أعدَّه جون فولين يسلِّط فيه الضوء على طلب أوكرانيا الانضمام السريع للاتحاد الأوروبي، وما قد يثير ذلك من استعداء للرئيس الروسي.
ويقول الكاتب في مستهل تقريره إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي ناشد الاتحاد الأوروبي بالإسراع في قبول عضوية أوكرانيا في الكتلة الأوروبية، ولكن على الرغم من الدعم الحماسي من عديد من الدول الأعضاء، تواجه البلاد عملية شاقة تمتد عادةً لسنوات.
عملية طويلة
ويلفت الكاتب إلى أن طلب زيلينسكي قد يثير أيضًا استعداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ذلك أن طلب الرئيس الأوكراني يسلِّط الضوء على دفعه القوي نحو اصطفاف أوكرانيا مع أوروبا والتحالف الغربي. وكانت كرواتيا آخر دولة تنضم إلى الكتلة واستمرت عملية طلبها 10 سنوات قبل أن تُقبل عضويتها رسميًّا في عام 2013.
وقال زيلينسكي للصحافيين يوم الاثنين الماضي في إفادة صحفية في القصر الرئاسي: «أنا متأكد أنه طلب عادل، وواثق أننا نستحق ذلك، وكذلك لدي يقين بأن كل هذا ممكن». بدوره، قال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، في تغريدة على «تويتر» إن بلاده «تتقدم بطلب لعضوية الاتحاد الأوروبي بموجب إجراء خاص»، وأن «الوقت قد حان لتسجيل ذلك رسميًّا».
وأشار الكاتب إلى أن انضمام الدولة المرشَّحة يتطلب اعتماد قانون الاتحاد الأوروبي المعمول به وكذلك إجراء إصلاحات، من بينها ما يتعلق بأنظمتها القضائية والاقتصادية، لتلبية معايير الكتلة. وكذلك ينظر في أكثر من 30 مجالًا من مجالات السياسة ويُتفاوض عليها للتأكد من أن الدولة على استعداد للانضمام، ويتطلب الانتقال إلى ما يسمى بالفصل التالي موافقة جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة. وتستلزم هذه الخطوة أيضًا موافقة بالإجماع من جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، والبرلمان الأوروبي.
أبواب مفتوحة
ويشير الكاتب إلى تصريح وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، التي قالت يوم الاثنين بعد محادثات مع نظيرتها السلوفينية في برلين، إن «أبواب الاتحاد الأوروبي كانت دائمًا مفتوحة»، وأن «أوكرانيا جزء من البيت الأوروبي»، ومع ذلك، أضافت أن «الانضمام ليس شيئًا يمكن إنجازه في غضون بضعة أشهر، ولكنه ينطوي على عملية تحول مكثفة وطويلة».
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في مقابلة مع محطة التليفزيون الفرنسية «بي إف إم» يوم الاثنين، إن مناقشة الانضمام ستجرى، وإنه يريد توطيد علاقاتٍ قوية مع أوكرانيا والشعب الأوكراني، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لـ«يورونيوز»: «نريدهم في الاتحاد الأوروبي».
وكذلك أعربت جمهورية التشيك وسلوفاكيا عن دعمهما جهود أوكرانيا للانضمام، وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا: «على الرغم من أنني مؤيد للإجراءات الموحَّدة المتَّبعة، فإننا لسنا في وضع عادي الآن»، ونقلت وكالة أنباء «سي تي كيه» عنه قوله: «يجب توضيح أن أوكرانيا موضع ترحيب في مجتمع الديمقراطيات الأوروبية»، وقالت الرئيسة السلوفاكية، زوزانا كابوتوفا، في تغريدة إنها تدعم «دعوة زيلينسكي إلى الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة حاسمة نحو قبول عضوية أوكرانيا في الاتحاد»، مضيفة: «الوقت قد حان لذلك الآن».
وفي حين أن عملية تقديم الطلبات معقدة وتستمر عادةً لمدة طويلة، فإن الدول الأعضاء يمكن أن تُسرِّع الإجراءات إذا أرادت، وفقًا لأحد المسؤولين المطَّلعين على الإجراء، والذي طلب عدم كشف هويته لأن أي مفاوضات ستكون خاصة، وقالت رئيسة الوزراء الليتوانية، إنجريدا سيمونيت، التي مارست ضغوطًا لحصول أوكرانيا على وضع المرشحة للعضوية إن «المسار نحو العضوية ينبغي أن يُحدد، ولا ينبغي أن يقتصر على توصيات بالإصلاح»، مضيفة أنها «تأمل في بدء المفاوضات الفعلية في وقت أسرع من المعتاد».
اقرأ ايضاً:القوات الروسية تسيطر على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا