في تصعيد هو الأعنف منذ إبرام اتفاق درعا البلد والشروع بعمليات التسوية في أيلول 2021، فقد شهد شهر شباط العشرات من محاولات وعمليات الاغتيال في المحافظة، وكان للريف الغربي الحصة الأكبر منها.
بالنسبة للتوزع الجغرافي لحصيلة الاغتيالات، تصدرت مدينة طفس واجهة الأحداث، وسُجل مقتل عدد من عناصر التسوية والعضو في اللجنة المركزية المفاوضة باسم مجموعات “مصعب البردان” المسلحة جراء إطلاق النار عليه مع عدد من مرافقيه، ما أدى لمقتله على الفور، بينما قتل 4 مسلحين على الأقل يشتبه بعملهم سابقاً ضمن صفوف تنظيم “داعش” في قرى وبلدات حوض اليرموك حيث كان يسيطر التنظيم قبل سيطرة الجيش السوري عسكرياً صيف 2018
وحول ارتفاع وتيرة الفلتان الأمني في الريف الغربي، قال أحد وجهاء المنطقة في تصريح لـ “أثر” إن سبب التصعيد يعود إلى حملة تصفيات واسعة تشنها مجموعات على حساب أخرى ناهيك عن حالات الثأر التي باتت أشبه بالروتينية رغم محاولات عقد الصلح بين العائلات، مضيفاً أن آخر المصالحات التي نُفّذت في الريف الغربي كانت بين عائلتي الزعبي وأبو شنب بمدينة طفس على خلفية ثأر قديم بينهما، حيث تجمع العشرات وسط المدينة، بحضور وجهاء العشائر والمثقفين في المنطقة، وتم الإعلان عن إنهاء الخلاف وحقن الدماء.
ومن جملة عمليات الاغتيالات، قضى أحد قادة التسوية شادي بجبوج “العو” جراء انفجار عبوة ناسفة زُرعت بسيارته قرب مفرق خربة غزالة على أطراف المدينة، كما استهدف مجهولون أحد مشرفي التسويات في النعيمة شرقي درعا ما أدى لوفاته على الفور أمام منزله.
وعلى صعيد آخر، قتل مسلح أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة على الأوتوستراد الدولي قرب جسر أم المياذن، وعلى إثر ذلك فككت وحدات الهندسة عبوة أخرى مزروعة في المكان ذاته.
التصعيد في شهر شباط استهدف أيضاً ضباطاً وعسكريين، حيث نعت وزارة الداخلية المقدم ماهر وسوف، من مرتبات الأمن السياسي بإطلاق النار عليه قرب جسر صيدا، كما قضى 4 عسكريين في حوادث متفرقة بقرى منطقة حوض اليرموك، وتجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات لم تؤثر على حركة العبور بين الأراضي السورية والأردنية، ولم تسجل أي حادثة تتعلق بالقوافل التجارية، وسط استمرار تسيير دوريات أمنية وعسكرية على طول الطريق الدولية.
اقرأ أيضا: من جيورجيا الى سورية وأوكرانيا: مثلث البحر الأسود!