السبت , نوفمبر 23 2024
الحرب العالمية الثالثة!

الحرب العالمية الثالثة!

… «يبدو أننا لسنا بحاجة لمن يدلنا على الطريق الى الجحيم. بين يدي فلاديمير بوتين تلك الورقة التي يفترض أن تكون فقط بين يدي الشيطان : الحرب العالمية الثالثة».

كلام روبرت كاغان حول «تمثال الشمع الذي في البيت الأبيض»، حمل روجر كوهين، الكاتب في «النيويورك تايمز»، على التساؤل ما اذا كانت الادارة ستدافع عن «اسرائيل» أيضاً من وراء الجدران في حال انهالت عليها صواريخ آيات الله أو صواريخ حزب الله ؟

كاغان الذي يعتبر من كبار منظري المحافظين الجدد، والذي طالما أوحت مواقفه بأن الكرة الأرضية تدور حول أميركا فقط، بدأ يتحدث عن «الدوامة الأوكرانية» التي أظهرت ادارة جو بايدن سذاجة منقطعة النظير في التعاطي معها. ازدراؤه للأوروبيين ظهر ثانية بالتساؤل «الى متى نحمل تلك الأحصنة الهرمة على ظهورنا»؟

ربما كان الكرملين، وحيث لا يزال يسمع، بوضوح وقع قدمي كارل ماركس، أكثر وعياً بجدلية التاريخ. المفكر البارز ألكسندر دوغين تحدث كثيراً عن التداخل الديناميكي بين التفاعل الجغرافي والتفاعل التاريخي في العالم، المسألة التي يغفلها الأميركيون كلياً.

من هنا قول زبغنيو بريجنسكي للرئيس جورج بوش الأب «لا يمكن لك أن تقرأ لعبة القرن بعيني وحيد القرن، والا سنكون، في لحظة ما، أمام هذين الخيارين : اما الحرب العالمية الثالثة أو الأخذ بمبدأ مونرو، أي أن نوصد أبوابنا، ونعود الى أميركا على عكاز خشبي».

فلاديمير بوتين يراهن على «القلق» الأميركي. الاتصالات لم تنقطع بين سيرغي شينغو وأوستن لويد حول عدم الاقتراب من الخطوط الحمراء. لا أحد يقترب من الأقمار الصناعية العائدة للآخر، مع استبعاد الحرب السيبرانية والا … نهاية العالم !

وكان أنطوني كوردسمان، الخبير الاستراتيجي البارز، قد لاحظ بذهول، تركيز بوتين على تطوير الترسانة الفضائية، مستخدماً مصطلح «الدببة المجنحة»!

الكلام الآن للميدان لا للشاشات التي ذهبت بعيداً في التضليل السيكولوجي، والمزج بين لغة الدموع ولغة القنابل، ولا للأفواه المفتوحة على مصراعيها (كما في الحالة اللبنانية).

بالتأكيد ثمة اختلال لا متناه بين الأرمادا الاعلامية الغربية والامكانات الروسية، الأقرب الى امكانات العالم الثالث. لعله الفارق الذي اشارت اليه ذات يوم، هيلين كارير دانكوس، الخبيرة في الشؤون السوفياتية، بين تكشيرة أندريه غرميكو (تكشيرة الحائط) وضحكة مارلين مونرو. المسافة الفلسفية بين أمبراطوريتين لا تفصل بينهما، جغرافياً سوى طيور البطريق على ضفاف مضيق بيرنغ.

عقوبات متلاحقة، والى حد التساؤل ما اذا كان البيت الأبيض سيمنع الله من التواصل مع الكنيسة الروسية. أي تأثير مستقبلي للعقوبات حين تقول معلومات الميدان، كما معلومات الأروقة الخلفية، أن الرئيس الروسي ماض في حربه لا من أجل القبض على فولوديمير زيلينسكي، وانما من أجل القبض على جو بايدن، وارغامه على الدخول الى ردهة المفاوضات … ؟

اللعبة خطيرة جداً، لكنها الورقة الوحيدة التي يملكها فلاديمير بوتين أمام ذلك الطوفان الغربي. الرجل الذي حين كان رئيساً للوزراء طرح عام 1999 على الرئيس بيل كلينتون فكرة دخول روسيا في الحلف الأطلسي، يذكّر الغربيين الآن بأن القادة الروس لم يفكروا يوماً بغزو واشنطن، ولكن هذا ما حاوله نابليون بونابرت وأدولف هتلر، وحتى رونالد ريغان.

كلام روسي عن «لوثة الفايكينغ» تجتاح القارة العجوز الآن. لكن الأوروبيين في القرون الماضية ليسوا أوروبيي اليوم الذين لا يترك لهم الأميركيون سوى الفتات، والا أصبحت روما مثل كلكوتا، ودائماً كما قال كاغان «نحن أبناء المريخ وهم أبناء الزهرة».

الكل يشاركون في الحرب، ولا يعلمون كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب. وسط هذا الضجيج أين يقبع التنين ؟ لكأن الصين صندوق مقفل. الصحافي نادر رونغ استعاد القول الشهير «انتظر جثة عدوك على ضفة النهر».

تعليق ساذج حين تكون هذه الجثة جثة الأمبراطور …

اقرأ أيضا: أغرب 4 عقوبات غربية على روسيا