يتميز معظم تجارنا بسرعة التفاعل مع الأزمات ،الداخلية والخارجية وفي أي بقعة من العالم ، ويتعاملون معها على مبدأ مع الحدث وغالباً قبل الحدث، والميزة الأخرى التي يتمتعون بها السمع من أذن واحدة .
فغالباً يستبق التجار الدراسات الحكومية لأي قرار ويرفعون الأسعار تحسباً، وغالباً سبقوا الدول التي حدثت فيها أزمات ورفعوا أسعارهم قبل أن ترتفع في تلك الدول المأزومة.
ولكن الغريب عند تجارنا أنهم لم يسمعوا مرة واحدة بإنخفاض الأسعار، وحجتهم أنهم ثبتوا أسعار صفقاتهم على ارتفاع دون أن يعترفوا مرة واحدة أن مستودعاتهم كانت مليئة بالبضائع التي احتكروها.
ارتفاع لافت للأسعار
الأسعار ارتفعت بشكل لافت منذ بداية الأزمة الأوكرانية ، وأكثر من ارتفاعها في الأسواق الأوروبية التي تعتمد على المنتجات الأوكرانية بشكل مباشر وبنسب أعلى منها في أوروبا.
لا أحد ينفي تأثرنا بما يجري في أوكرانيا ولكن التأثير يأخذ وقتاً ويرتبط بكثير من الأمور التي لم تتبلور بعد، فعلى ماذا اعتمد تجارنا ؟ .. وأين الجهات المعنية؟.
غياب الزيت
جولة على الأسواق تكشف عن غياب كامل للزيوت في البقاليات،فأين اختفى الزيت بين ليلة وضحاها ؟ ولماذا ارتفعت أسعار منتجاتنا المحلية بهذا الشكل؟ وأين الجهات المعنية بضبط الأسواق؟.
القطاع الزراعي
القطاع الزراعي هو الأساس في تأمين احتياجات المزارعين،وأساس في الصناعة الوطنية التي تعتمد على الإنتاج الزراعي من القطن الى الذرة وعباد الشمس وفول الصويا والشوندر السكري.
فلماذا لا تتعامل الحكومة مع المزارعين بمنع توريد المنتجات التي لها مثيل محلي لتدفع بهذه المنتجات للازدهار ، كماً ونوعاً، كما تتعامل مع الصناعيين ؟.
معمل واحد في سورية يُنتج “الحفاضات” للكبار، وهو يتحكم بحاجة الآلاف من كبار السن والجرحى وأسعاره تزيد على 40 % من أسعار دول الجوار وجودته أقل.
حماية الصناعة الوطنية
فلماذا نحمي هذا المُنتج الوحيد ونجعله يتحكم بحاجة عدد كبير من الناس الذين يعتبرون هذا المُنتج بالنسبة لهم كالأدوية المزمنة بحجة حماية الصناعة الوطنية ولا نحمي الآلاف من مزارعي دوار الشمس، ومثلهم من مزارعي الصويا والذرة بمنع استيراد الزيوت لدفع الصناعيين للذهاب الى المزارعين لدعمهم ودفعهم لزراعة المحاصيل المنتجة للزيوت وكل ما يُمكن إنتاجه محلياً ؟.
الإنتاج الزراعي والصناعي
الحل ليس في البقاليات ، الحل في الإنتاج الزراعي والصناعي القائم على الزراعة والذي نملك كل مقوماته، ترشيد الاستيراد للزيوت والأعلاف وغيره من السلع يجب أن يقابله زيادة في الإنتاج المحلي لنصل الى ذروة الإنتاج وصفر الاستيراد.
سنسيريا_ معد عيسى
اقرأ ايضا: ارتفاع الأسعار عالمي…والحكومة السورية عجزت عن رفع التنمية