“أول الرقص حنجلة” .. جنون غير مسبوق للأسعار
بدأت أصداء الحرب في أوكرانيا تسمع في جميع أنحاء المعمورة، حيث رفعت العقوبات الأسعار بشكل غير مسبوق.
واصلت السلع ارتفاعاتها الهائلة مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في زعزعة الأسواق العالمية وتغذية المخاوف من أزمة الإمدادات.
ارتفعت الأسعار من النفط الخام إلى الألومنيوم والقمح، حيث سجلت المواد الخام أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ عام 1974 وأيام أزمة النفط.لم تتوقف الارتفاعات على المعادن لكنها طالت أسعار السلع والحبوب والزيوت والغذاء، وهي أسعار تشهد ارتفاعات من العام الماضي، بدافع التضخم المرتفع.
ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة ىالفاو” لأسعار الأغذية، بنسبة 1.1% في كانون الثاني الماضي، بسبب الارتفاع القوي في المؤشرات الفرعية للزيوت النباتية ومنتجات الألبان
ووفقا لسي إن بي سي، فإن :”هذه الأزمة تضخمية للغاية لأنها تضيف ضغوطاً تصاعدية على أسعار السلع.”
وفي سورية دائماً سرعة استجابة التجار للمواد الاساسية غير مسبوقة فخلال ساعات قصيرة بدأت أسعار السلع بالجنون وفيما يلي لمحة بسيطة عنها :
سعر 1 كغ من البرغل حوالي 4000 ليرة والعدس 5500.
سع كيلو السكر حوالي 3400 ليرة سورية.
سعر لتر الزيت ارتفع إلى 13000 ليرة وكان 9000 قبل عشرة أيام.
كيلو الطحين 2700 ليرة .
المحارم والمنظفات ارتفعت بحوالي 30%.
المتة بدأت بالاختفاء وإن وجدت فالسعر ارتفع حوالي 50%.
الأدوية ارتفعت من جديد بنسب متفاوتة.
نحن أمام ظروف حرب أقرب ما تكون للحرب العالمية الثالثة ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار وتبدأ بعض المواد الأساسية بالاختفاء فهذا ما يحصل في كل الحروب ولكن ما يثير الاستغراب حالة بعض السلع التي لا تورد من روسيا أو أوكرانيا ولا يمر استيرادها عبرهما ولم يرتفع سعرها عالمياً ومع عودة الدولار إلى وضعه الطبيعي فما هو مبرر اختفائها وارتفاع سعرها الجنوني.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت الأسعار ارتفعت بحوالي 30% بشكل فوري وقبل أي تداعيات مباشرة على سورية وعند سعر صرف ثابت إلى حد ما.
ما مصير الأسعار مع قرار الإدارة الامريكية حظر استيراد النفط الروسي والقفزة الجنونية في أسعار النفط والغاز التي وصلت إلى أرقام قياسية.
محللون عالميون وتعليقاً على تأثير قرار حظر واردات النفط الروسية للولايات المتحدة في الأسواق، توقعوا أن يتسبب ذلك في زيادة أسعار النفط التي تتداول بالفعل قرب أعلى مستوياته على الإطلاق المسجلة عام 2008
نحن في سورية حالياً نمر بمرحلة خطيرة جداً فقبل الحرب الروسية الوضع الاقتصادي سيء ومتدهور لأبعد الحدود والان العالم القوي اقتصاديا كأوروبا وامريكا وروسيا والصين تشهد أزمة اقتصادية خانقة وهذا يعني أننا في سورية لم نبلغ الأسوأ بعد؟ هذا من جهة ومن جهة ثانية قد يستغل الغرب وضع سورية ليحولها إلى ورقة ضاغطة على روسيا عبر تشديد الحصار وخنق الشعب السوري وهذا يفترض منا في هذه المرحلة الدقيقة جداً اعتبار الملف الاقتصادي ملفاً عسكرياً بحتاً يهدد أمن الدولة والتعامل مع التجار والمحتكرين الذين يحاولون استغلال الأزمة ضمن هذا السياق .
هذا من جهة ومن جهة ثانية إدارة المخازين بأعلى كفاءة ممكنة وتسريع التوريدات وإجراء تحويلات في الموازنة العامة للبنود غير الاضطرارية جداً لرفع مستوى التخزين من المواد الغذائية الأساسية والمحروقات وكل تأخير يضعنا أمام خطر الانزلاق في أزمة اقتصادية خانقة تفوق كل ما سبق من الأزمات كونها تتماشى مع مصالح الغرب في زعزعة استقرار سورية.
د.عدنان صلاح اسماعيل
المشهد
اقرأ ايضاً:سؤال برسم الحكومة: كيف فقد الزيت من السوق 10 أيام.. وعاد بسعر 14 ألف لليتر..؟؟