الإصابة بهشاشة العظام يجعل المصاب عرضة للإصابة بالكسور في أي وقت، ولكن هل يمكن أن تحدث هشاشة العظام لدى مرضى السكري أيضاً؟ تعرفوا معنا من خلال المقال التالي على العلاقة بين هشاشة العظام والسكري بأنواعه، وكيف يمكن علاج هذه الحالة في حال تواجدها.
العلاقة بين هشاشة العظام والسكري
أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة محتملة بين هشاشة العظام والسكري، فمرض السكري له مضاعفات كثيرة من ضمنها حدوث ضرر في الأعصاب وضعف في العضلات وانخفاض مستوى سكر الدم، بالإضافة لمشاكل في الرؤية، وكل هذه المضاعفات يمكن أن تزيد من فرص السقوط وحدوث كسور، نتيجة عدم قوة صحة العظام والجسم.
السكري النوع الأول وهشاشة العظام
تم ربط السكري من النوع الأول في أغلب الأوقات بانخفاض كثافة العظام، ووفقاً لبعض الدراسات الحديثة التي تم إجراؤها في النرويج، ظهرت زيادة في معدلات حدوث كسور في الورك بين الإناث المصابات بمرض السكري من النوع الأول، مقارنة بغير المصابات بالسكري (12.25 مرة أكثر).
وأشارت الدراسات أيضاً إلى أن مدة الإصابة بمرض السكري تلعب دوراً هاماً في انخفاض كثافة المعادن في العظام بين المصابين بمرض السكري، وخاصة للمصابين لأكثر من 5 سنوات.
والآليات وراء خسارة العظام في النوع الأول من السكري غير معروفة حتى الآن، ولكن توجد بعض النظريات التي تم استنتاجها وفقاً لتجارب تم إجراؤها على الحيوانات، والتي تفيد بوجود عوامل مشابهة للأنسولين تؤثر على عملية أيض العظام، بالإضافة للربط بين الاعتلال الشبكية السكري واعتلال الأعصاب السكري ووجود مشاكل في الرؤية لدى مرضى السكري، بزيادة حدوث الكسور.
وبالنسبة لمرض السكري النوع الأول، عادة ما يبدأ السكري في الظهور في سن صغيرة، بينما لا تزال كتلة العظام تتكون وتتراكم، لذا يرجح الخبراء أن يكون انخفاض كتلة العظام إحدى مضاعفات السكري النوع الأول.
السكري النوع الثاني وهشاشة العظام
وفقاً لمصادر علمية كثيرة، كان الرأي السائد هو الاعتقاد بأن السكري النوع الثاني يوفر حماية للعظام، نتيجة ارتباطه بزيادة كثافة المعادن في العظام، ولكن هذا الرأي كان يعتمد على أساس كثافة المعادن في العظام فقط، ولم يعتمد على عوامل الخطر الأخرى.
وعند حساب جميع عوامل الخطر، وجدت الأبحاث أن مرضى السكري معرضون بنسبة كبيرة لخطر السقوط بسبب بعض مشاكل السكري مثل الاعتلال العصبي المحيطي، التبول الليلي ونقص سكر الدم ومشاكل في الرؤية.
ولأن معظم مرضى السكري النوع الثاني يعانون من السمنة وزيادة الوزن وقلة الحركة، فقد يعانون من مشاكل في التوازن والتنسيق بين حركات الجسم، لذا قد يكونون أكثر عرضة للسقوط والتعرض للكسور، كما يمكن أن تتأثر جودة العظام بالتغيرات التي تحدث في الأوعية الدموية لدى مرضى السكري.
ووفقاً لبعض الدراسات التي تم إجراؤها على عينة من النساء، وجدت النتائج أن السيدات المصابة بمرض السكري النوع الثاني يتعرضن للكسور بنسبة أكبر في مناطق الورك وعظام العضد والقدم، مقارنة بغير المصابات. كما لوحظ زيادة خسارة العظام لدى المرضى الذين لا يهتمون بحالة السكري لديهم، مقارنة بالذين يهتمون بالمرض والعلاج.
سكري الحمل وهشاشة العظام
لم يتم إجراء ما يكفي من التجارب المتعلقة بالإصابة بالسكري أثناء الحمل وخسارة العظام، ولكن وفقاً لنتائج بعض التجارب الموجودة بالفعل التي إجراؤها على ما يقرب من 20 سيدة مصابة بسكري الحمل، أن نسبة 40% من الحوامل المصابات بحالة سكري الحمل، يتعرضن لخسارة في العظام في عضون 3 شهور من الولادة.
وزيادة عمر الحامل وارتفاع نتائج اختبار تحمل الجلوكوز أثناء الحمل، قد يكونا مرتبطين بخسارة العظام، ولكن كل هذه النتائج ما زالت تحتاج للمزيد من التجارب والتأكيد.
علاج هشاشة العظام لمرضى السكري
بعد معرفة العلاقة بين هشاشة العظام والسكري ، يبحث العديد عن طرق العلاج المختلفة، وتتضمن طرق الوقاية والعلاج من هشاشة العظام لدى مرضى السكري ما يلي:
التغذية السليمة:
يجب اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على صحة وقوة العظام ويمكن الحصول على الكالسيوم وفيتامين د من مصادر مختلفة مثل:
منتجات الألبان قليلة الدسم.
الخضراوات الخضراء الورقية.
الأطعمة المدعمة بالكالسيوم وفيتامين د.
ولأن فيتامين د عنصر هام لامتصاص الكالسيوم، يستطيع العديد من الأشخاص الحصول على احتياجاتهم منه بصورة طبيعية عن طريق التعرض للشمس، ولكن بالنسبة للبعض الآخر، وخاصة كبار السن، يمكن أن يتم اللجوء للمكملات لتعويض النقص.
التمارين الرياضية:
تتفاعل العظام للتمارين مثل العضلات، حيث تزداد قوة وصلابة بممارسة التمارين الرياضية المناسبة والصحيحة، وتتضمن التمارين الرياضية التي يمكن ممارستها لتقوية العظام ما يلي:
تمارين تحمل الوزن مثل المشي، صعود السلالم والرقص.
تمارين المقاومة مثل، رفع الأثقال.
والتمرن بشكل منتظم يمكن أن يساعد في منع خسارة العظام، ويساعد أيضاً في تحسين التوازن والمرونة، مما يقلل من خطر السقوط والتعرض لكسور في العظام. كما أن أداء التمارين الرياضية هامة لمرضى السكري بشكل خاص، لأنه يساعد على خفض مستويات الجلوكوز في الدم.
الإقلاع عن التدخين والكحوليات:
يجب التوقف عن التدخين لأنه يضر العظام والقلب والرئتين، كما أن النساء اللاتي تقمن بالتدخين، تميل للتعرض لانقطاع الطمث مبكراً، مما يزيد من احتمال خسارة العظام، بسبب انخفاض مستويات الإستروجين. كما أجسام المدخنين تميل لامتصاص كمية أقل من الكالسيوم من الطعام، مما يؤثر على العظام بشكل سلبي.
ويجب أيضاً الإقلاع عن شرب الكحوليات، حيث أن الأشخاص الذين يشربون الكحوليات، وخاصة بكميات كبيرة، معرضون لخسارة العظام والكسور بشكل أكبر نتيجة التغذية السيئة.
عمل اختبار كثافة العظام:
يساعد اختبار كثافة العظام في قياس كثافة العظام في أجزاء مختلفة من الجسم، ويمكن أن يساعد هذا الاختبار في اكتشاف هشاشة العظام قبل التعرض لأي كسور، كما يمكن أن يقيس نسبة احتمال تعرض الشخص للكسور في المستقبل.
ويمكن لهذا الاختبار أن يقيس كثافة العظام في الورك والعمود الفقري، ولكن يجب على مرضى السكري التحدث أولاً مع الطبيب قبل اتخاذ قرار القيام بهذا الفحص.
تناول الأدوية:
توجد بعض الأدوية التي تمت الموافقة عليها من قَبل إدارة الدواء والغذاء للوقاية وعلاج هشاشة العظام لدى النساء والرجال بعد الوصول لسن اليأس. كما يوجد بعض الأدوية التي تمت الموافقة على استحدامها لعلاج هشاشة العظام الناتجة عن استخدام الجلايكورتيكويد، وأنواع الأدوية يحددها الطبيب وفقاً لحالتك، لذا ننصح بعدم تناول أي أدوية إلا بعد استشارة الطبيب.
اقرأ أيضا: أعراض تتعلق بالعين يمكنها الكشف عن الارتفاع المقلق لضغط الدم