أيام الحسوم تحسم بين فصلي الشتاء والربيع” تسمية أطلقها أهل حوران على الفترة الانتقالية السابقة للاعتدال الربيعي الذي يبدأ اعتباراً من الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام.
وتتميز أيام الحسوم حسب الباحث في تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية نضال شرف بكثرة هبوب الرياح لتلقيح الأزهار بحبوب الطلع حيث تبدأ هذه الأيام من الـ11 حتى الـ 18 من شهر آذار وهي عبارة عن سبع ليال وثمانية أيام وفيها يتوقف الفلاح عن العمل في أرضه وينتظر ما تؤول إليه الأمور لأن هذه الأيام في موروث العرب وبلاد الشام توصف بالصعبة ويقال في المثل الحوراني “ما حلال بدوم إلا بعد الحسوم” والمقصود بالحلال أي “الأغنام” أي أن الضرر قد يطال المواشي الهزيلة في تلك الأيام.
وأشار شرف في تصريح لمراسل سانا إلى أن العمل في أيام الحسوم موصوف شعبياً بالشؤم فيقول الحوراني “إذا نويت بالحسوم نعمتك ما تدوم” أي أن الفلاحين ومربي الحيوانات يتوقفون عن أعمالهم خلال هذه الأيام من كثرة الأمطار والبرد والثلج والصقيع مبيناً أن المثل الحوراني أيضا طال وصف حال الإنسان في هذه الفترة بأن الإنسان طويل القامة يتعرض لبرد هذه الأيام أكثر من القصير بالقول “برد الطولين بالحسوم”.
وبين شرف أن كل يوم من أيام الحسوم له تسمية عند الفلاح الحوراني فيسمى الأول “الصر” من شدة البرد والثاني “الصنبر” أي الريح الباردة والثالث “الوبر” ويقال “وبر الشيء” أي محاه وأخفاه والرابع “الآمر” كونه يأمر الناس بالحذر والخامس “المؤتمر” أي يأتمر بأذى الناس والسادس “المعلل” أي يعلل الناس ويعدهم بتخفيف البرد والسابع “مطفئ الجمر” وهو أشدها لدرجة ان شدة ريحه الباردة تطفئ الجمر والثامن “العنز” ويستخدم هذا الوصف في دول المغرب العربي ويوصف يوم العنز بتقلب الأجواء المناخية كالبرودة والهطولات الغزيرة للأمطار والعواصف والرياح الشديدة.
ولفت شرف إلى أن نهاية أيام الحسوم تشهد ظاهرة تساوي ساعات الليل مع النهار ويبدأ العد التنازلي لحلول فصل الربيع حيث تبدأ براعم الأشجار بالتشكل وتنتشر الحشرات وتنشط الطيور وتدب الحياة في كل الكائنات ذات الدم البارد.
سانا
اقرأ أيضا: نتائج مفاجئة.. أنثى فأر معدلة وراثيا تضع مواليد جدد بمفردها دون الحاجة إلى ذكر