عندما يموت الإنسان تتوقف جميع أعضائه عن العمل لكن الأمر مختلف فيما يخص الدماغ.
ونشر موقع “صباح” التركي تقريرًا، ترجمته “عربي21 لايت”، تحدث فيه عن قيام مجموعة من العلماء، ولأول مرة، بتسجيل نشاط دماغ شخص يحتضر، بحسب ما نقله عن موقع “آر تي دوت كوم”؛ حيث درس العلماء نشاط دماغ مريض بالصرع يبلغ من العمر 87 عامًا، وذلك بفضل تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، والذي سُجل وقت وفاته إثر أزمة قلبية.
وبين الموقع أن العلماء وجدوا أن دماغ الشخص المتوفى يؤدي نفس أنشطة الدماغ البشري الذي “يحلم أو يتذكر الماضي أو يتأمل”، والتي استمرت لمدة 15 دقيقة بعد الوفاة.
وأكد الموقع أن هذا التطور يفتح الستار لمعرفة ما يعيشه الإنسان في لحظات مفارقته للحياة، حيث نقل عن الدكتور أجمل زمار، مشرف فريق البحث الذي أجرى الدراسة، أنه قبل وفاة الإنسان؛ يمكن للدماغ أن يتذكر لآخر مرة لحظات مهمة في حياة الإنسان، لافتًا إلى أن تسجيل نشاط الدماغ يمكن أن يغير التصورات حول متى تنتهي الحياة والتوقيت المناسب للتبرع بالأعضاء.
وأشار الموقع إلى أن مخطط كهربية الدماغ (EEG) يُعد أحد الأساليب المهمة التي تقيس نشاط الدماغ وتكشف عن بداية النوبات، مبينًا أنه خلال علاج المريض أصيب بنوبة قلبية وتوفي، وهو ما منح العلماء المعالجين طريقة مكنتهم من تسجيل 15 دقيقة من نشاط الدماغ أثناء وفاته.
30 ثانية توقف فيها قلب المريض
وبحسب الموقع، فإن مخطط كهربية الدماغ الذي ركز على 30 ثانية توقف بها قلب المريض، كشف عن زيادة في نشاط موجات الدماغ المعروفة باسم تذبذبات جاما، وهي الموجات التي تحدث أيضًا في لحظات مثل التأمل والحلم والتفكير في الذكريات.
ويلفت الموقع إلى أنه على الرغم من عدم إثبات فكرة “حياتي كانت مثل شريط فيلم” فيما يتعلق بالأشخاص الذين يكونون على وشك الموت بشكل بالكامل؛ لكن يبدو إن بيانات هذه الدراسة بالذات تدعم هذه الفكرة؛ خاصة أن العلماء وجدوا – في هذه الدراسة – أنه حتى بعد توقف تدفق الدم إلى الدماغ، يمكنه أن يعمل بطريقة منسقة لفترة قصيرة.
نقطة تحول
وينقل الموقع عن الطبيب زمار – المشرف على البحث الذي نُشرت نتائجه في “حدود علم أعصاب الشيخوخة Frontiers in Aging Neuroscience” – قوله إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل التمكن من استخلاص استنتاجات مؤكدة، مشيرًا إلى أن هذه النتائج يمكن أن تغير بشكل جذري فهم متى تنتهي الحياة، مشددًا على أهمية الدراسة لأنها ستثير أيضًا أسئلة مهمة حول توقيت التبرع بالأعضاء.
وأضاف الموقع أنه من غير الواضح ما إذا كانت نفس النتائج ستحدث في دماغ شخص آخر وقت الوفاة أم لا؛ حيث كانت هذه الدراسة في حالة واحدة فقط، وكان هناك مريض يعاني بالفعل من تلف في الدماغ وكان دماغًا نشطًا بشكل غير عادي بسبب الصرع؛ حيث قال الدكتور زمار معلقًا على هذا الاكتشاف المهم حول اللحظات الأخيرة من الوفاة: “هناك شيء واحد يمكننا تعلمه من هذا البحث، وهو أنه وعلى الرغم من أن أعين أحبائنا مغلقة ولا يبدو أنهم يسمعوننا، فإن أدمغتهم ربما تكرر بعضًا من أفضل اللحظات التي مروا بها في حياتهم على الإطلاق”.
ونوه الموقع إلى أنه وعلى غرار هذا الحدث، فقد تحدثت إليزابيث تايلور المشهورة عالميًا عن تجربة مماثلة؛ حيث توفيت تايلور طبيًّا لمدة 5 دقائق خلال إحدى العمليات، وصفت تجربتها خلال لقاء لها في برنامج “لاري كينج مباشر Larry King Live”، الذي يُذاع على قناة سي أن أن، فقالت:
“التقيت بروح مايكل تود (زوجها الذي توفي في حادث تحطم طائرة)، وقلت له إنني أريد البقاء هنا معه، لكنه أخبرني أنني يجب أن أعود إلى الأرض وأن وقتي لم يحن بعد، لقد أعادني بحبه وعاطفته إلى الحياة “، وقد شاركت أيضًا تفاصيل مثيرة للاهتمام حول هذا الموضوع، فيما أوضح الموقع أن عددًا من الناس شاركوا قصصًا مشابهة عن لحظات الوفاة وما يحدث فيها.
اقرأ أيضا: بعد اختفائها بطريقة غامضة… العثور على عارضة أزياء وصديقها يعترف