السبت , نوفمبر 23 2024
“أم الفقراء” تفتح أسواقها للأغنياء فقط

“أم الفقراء” تفتح أسواقها للأغنياء فقط

شهدت الأسواق في سوريا ارتفاعاً جنونياً بالأسعار في الأونة الاخيرة وباتت الاحتياجات اليومية من الطعام تشكل هاجساً وهماً يتعب السوريين ويؤرقهم في هذه الأيام .

مراسل “سنسيريا” في مدينة حمص رصد حركة الأسواق وآراء المواطنين والتجار حول هذه الأسعار .

واقع الأسعار :

وصل سعر كيلو البندورة بين ٢٨٠٠ و ٣٢٠٠ ليرة وسعر الكوسا بين ٣٠٠٠ و ٣٥٠٠ ليرة أما البطاطا فتراوح سعر الكيلو منها بين ٢٢٠٠ و ٢٥٠٠ ليرة والفول حوالي ٣٣٠٠ ليرة.
وسجل القرنبيط ٢٠٠٠ ليرة والباذنجان ٣٠٠٠ ليرة والخيار حوالي ٣٩٠٠ ليرة والفليفلة ٤٤٠٠ ليرة والليمون ١٢٠٠ليرة وبصل المونة ١٢٠٠ ليرة.

كما وسجل الموز ٥٥٠٠ ليرة والتفاح ٢٥٠٠ والبرتقال ١٦٠٠ حسب النوعية.

أما أسعار الحبوب فهي كالتالي: البرغل ٥٥٠٠ ليرة والرز مصري ٣٢٠٠ ليرة والعدس ٦١٠٠ ليرة والفاصوليا ٨٠٠٠ ليرة.

ووصل سعر عبوة المتة نصف كيلو ٧٥٠٠ والمحارم ٥٠٠٠ ورب البندورة ٦٠٠٠.

اما أسعار الفروج فقد سجل الفروج الحي بين ٨٠٠٠ و ٨٢٠٠ ليرة والسودة ١٤٥٠٠ ليرة و الفخاد كف ١١٠٠٠ ليرة والجوانح ٨٥٠٠ ليرة، وسجل السفن ١٥٥٠٠ ليرة وصحن البيض ١٣٠٠٠ ليرة سورية .

ارتفاع جنوني

اضطرت أغلب العائلات إلى تغيير متطلباتهم ووجباتهم تبعاً للارتفاع الحاصل في الأسعار فقد اتجه غالبية المواطنين إلى المأكولات النباتية مستبعدين اللحوم وهو ما عبر عنه احمد “موظف” أنه استبعد اللحمة الحمراء من المائدة نهائياً موضحاً أن الفروج بات وجبة رفاهية لها حساباتها المادية الخاصة.

وبينت هدى “معلمة” أن الأسعار مرتفعة جداً وخصوصاً في الفترة الأخيرة وقالت أن الطعام أحد أبرز المشاكل اليومية التي تواجهها، وبيّن خالد “عامل نظافة” أن هذا الارتفاع يعود للطمع الذي أصاب التجار فالأسعار تختلف من محل إلى أخر منوهاً انه لمجرد صدور أي شائعة بخصوص أي مادة يقوم التجار باحتكارها او فرض أسعار كيفية .
أما أحمد “طبيب” فأكد أن مشكلتنا كشعب نفتقر إلى ثقافة الشكوى ومازلنا حتى الآن نفضل السكوت عن تقديم شكوى موضحاً أن الجشع والطمع بات واضحاً لدى التجار وأنه من خلال عمله يلتقي بخليط كبير من الناس وحديثهم اليومي هو الغلاء والأسعار .

أسلوب جديد للشراء

دفع الارتفاع الكبير في الأسعار المواطن إلى تغيير الطريقة المتبعة في الشراء ففي بعض السلع أصبح غير قادر على شراء كيلو كامل فاتجه نحو شراء كميات ضئيلة وذلك بسبب القدرة الشرائية الضعيفة وبحسب ريم “ربة منزل”قالت أنها ترسل ابنائها لشراء مايكفي لطبخة اليوم فقط أي بضع حبات من كل صنف موضحة أن هذا الغلاء جعل الفواكه حلم للأولاد وخصوصاً الموز وأن هذه الظروف جعلت المواطن يشعر بالحرمان.

وأشار جعفر “موظف قطاع خاص” أنه من غير المعقول أن يصل سعر البرغل إلى هذا الحد علماً أنها من الأكلات الشعبية التي كانت تعتبر أكل الفقراء .

مخاوف الشهر الفضيل

بالرغم من الارتفاع الكبير بالأسعار فإن السوريين يتجهزون لشهر رمضان لكن بشكل خجول وضمن الإمكانيات التي باتت محدودة جداً ، فقد أوضح المحامي قاسم أن هذه الظروف قاسية على المواطنين متخوفاً من موجة غلاء أخرى مع دخول شهر رمضان مبيناً أن السوريين لن يستطيعوا هذا العام تأمين مستلزمات شهر الصيام كالمعتاد.

أسياد السوق

في ظل هذه الارتفاعات في الأسعار كثر حديث التجار عن الأسباب والمسببات منها المنطقي والواقعي ومنها ماهو غير منطقي وهي مااصطلح الشعب على تسميتها ب “الحجج” حيث باتت الأزمة الأوكرانية شماعة للتجار يحملونها سبب كل غلاء، فقد بين تاجر المفرق علي في حي العباسية أن سبب ارتفاع الزيت هو الأزمة الأوكرانية على اعتبار أن أوكرانيا مصدر أساسي للزيت حسب قوله مشيراً أنه تاجر مفرق يضع هامش ربح بسيط ولا علاقة له برفع الأسعار، وكذلك كان لأرتفاع اسعار المحروقات انعكاس على أجور النقل وهو ما أوضحه صاحب محل الخضراوات خالد في حي كرم الشامي الذي أشار أن سبب الأرتفاع هو ارتفاع تكاليف النقل التي تؤثر بشكل مباشر على الأسعار، أما تاجر الخضار رامز قال أن الارتفاع في الأسعار هو مشاكل في الإنتاج منها قلة الأسمدة والوقود منوهاً أن موجة الصقيع الأخيرة قد دمرت المحاصيل وكانت من أسباب الغلاء.

أما أمجد صاحب محل الفروج في حي الزهراء أكد أن الإقبال على الفروج انخفض بشكل كبير واقتصر الشراء على القطع وبكميات محدودة، وبين سامر “مالك أحد المداجن ” في المدينة أن الأسباب الرئيسية للارتفاع هي أسعار العلف بالإضافة إلى أسعار الأدوية وتكاليف النقل.

ولكن السؤال الذي يلح على بال المواطن وبشدة إلى متى ستستمر هذه الارتفاعات؟ وهل سنشهد استقرارا مع قدوم شهر رمضان المبارك؟ أم ستشهد موجات غلاء أخرى؟ الأيام القليلة القادمة ستوضح المشهد.

سنسيريا – إبراهيم مخلص الجهني

اقرأ ايضا: فواتير كهرباء (قاتلة)