تستيقظ صباحاً “مستعينة عالشقا بالله” لتبدأ جدول أعمالها المعتاد بترتيب المنزل وتجهيز ما تيّسر من طعام الفطور لولدها المقعد والاهتمام به قبل أن تذهب إلى عملها الآخر في تنظيف منازل الطبقة الغنية على حد وصفها.
تقول أم سعد (٥٥ سنة) بعد وفاة زوجها نتيجة أزمة قلبية جراء استشهاد ولدهما الكبير سعد ومن ثم عند رؤيته لإصابة ولده الآخر بالحرب بعاهة دائمة:
أن المصائب لم تطرق باباً في منزلها المستأجر إلا ودخلته، وهي راضية بمشيئة الله وقدره.
ولكن همها الوحيد من سيعتني بولدها إذا ماتت،وخاصة مع ارتفاع أسعار الأدوية فكل شهر هناك وصفة طبية بمبلغ ٦٥ ألف ليرة هذا عدا عن أجور المعالجة الفيزيائية.
ظروف صعبة
هذه هي الأم…. وخصوصاً الأم السورية فعشر سنوات من الحرب وأكثر كانت كافية بخلق تضحيات جديدة لها.
ولا تختلف أم سعد عن جارتها وداد التي تصل الليل بالنهار تحت ماكينة الخياطة لتأمين قوت يوم ثلاثة أطفال تركهم أبوهم وهاجر على أمل اللقاء ومازالوا عالوعد ياكمون…..
عيد بلا أبناء
وصاحبة الخمسين عاماً فاطمة والتي حفرت التجاعيد وجهها هماً وألماً أكثر منها عمراً لم تكد تفتح فمها حتى انهمرت دموعها، فمكالمة الفيديو التي تلقتها لم تفلح في خلق الفرحة في قلبها .
وتقول: أنا من دفعتهم للسفر بحثاً عن مستقبل أفضل، بعد أن تكبدوا عناءه ومخاطره في البحر وعلى حدود الدول الأوربية..
وتضيف: “للأسف نحن الأمهات في سورية بتنا نفرح بهجرة أبنائنا وحصولهم على جنسية ثانية تؤمن لهم مستقبلا آمنا”
من القلب
وأما رائد (٢٥ سنة) قال: “هالعيد مافيني اشتري شي … كل الهدايا غالية …”.
وتابع:”أرخص قالب كاتو ب٣٠ ألف، رح أهدي أمي غنية وأدعي لكل أمهات العالم الرب يطول بعمرهن ومايحرم إنسان من أمه”.
سنسيريا
اقرأ أيضا: أين سورية من قائمة الدول العربية في تلقي الحوالات؟