أكد وزير الإعلام السوري السابق، عماد سارة، اليوم الإثنين، أن الإمارات تقوم بدور حيوي في إطار رأب الصدع بين الدول العربية، وأن هذا الدور يتوافق مع الرؤية السورية التي تنادي بالعمل العربي المشترك، لافتاً إلى أن العلاقات بين سوريا والإمارات لم تنقطع في أحلك الظروف.
وقال الوزير السابق في تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك”، إن “التوافق في الرؤى من شأنه أن يعود بالفائدة على سوريا والعالم العربي أمنياً واقتصادياً وسياسياً”.
ويرى عماد سارة أن الملفات المتعددة في المنطقة العربية تحتاج لموقف عربي موحد في ظل التطورات الدولية التي يشهدها العالم.
وحول النتائج المترتبة على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، للإمارات الجمعة الماضية 18 آذار/ مارس، أوضح سارة أن الزيارة تحمل الكثير من الدلالات والرسائل من ناحية الزمان والمكان وكذلك الأهداف.
واعتقد الوزير السابق في أن اختيار الرئيس الأسد للإمارات بعد نحو 11 عاماً، لتكون المحطة الأولى يؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وأنها لم تنقطع حتى في أحلك الظروف التي عانت منها سوريا، بسبب الحرب الإرهابية التي مورست، ولا تزال تمارس عليها بقيادة محور الإرهاب الذي “تقوده واشنطن”، على حد تعبيره.
ويرجح الوزير السوري وجود ملفات أخرى ذات علاقة بتوقيت الزيارة، تتمثل في الملف النووي الإيراني والأزمة في أوكرانيا، والتصدعات الناتجة عنها، الأمر الذي ترتب عليه إعادة التموضع للدول.
وشدد على أن المعركة الحالية لا تقتصر على الأمن القومي الروسي فحسب، بل أن جميع الدول معنية بالحفاظ على أمنها القومي سواء في سوريا أو الإمارات أو غيرها.
وربط الوزير عماد سارة بين التطورات على الساحة الدولية وتوقيت الزيارة بإشارته إلى أن الرئيس السوري معروف بحنكته وقدرته على استقراء المستقبل، الأمر الذي أضفى أهمية خاصة لتوقيت الزيارة، وما تتطلبه الأوضاع الراهنة من تعامل خاص مع نتائجها على مستوى الإقليم، والتي تجلى بعضها من خلال موقف الإمارات من إمدادات النفط، إضافة إلى التصويت في الأمم المتحدة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.
وتابع: “الإمارات تدرك تماما أهمية ومكانة سوريا من الناحية الإقليمية… وهذا ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”، مشيراً لقوله إن سوريا تعد ركيزة من ركائز الأمن العربي.
وعقب سارة على تصريحات الخارجية الأمريكية الأخيرة بشأن الزيارة قائلا “ما تتحدث عنه الخارجية الأمريكية بأن الزيارة تأتي لإضفاء الشرعية… فهذه أسطوانة أصبحت مشروخة وممجوجة ومكررة، خاصة أن من يعطي الشرعية هو الشعب السوري، وليست إدارة واشنطن”.
ولفت الوزير السابق إلى أن الرئيس السوري منفتح على الجميع وليس العالم العربي فقط ضمن إطار المبادئ الوطنية السورية، التي حارب الجيش والشعب والقيادة للحفاظ عليها.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد، زار دولة الإمارات العربية المتحدة، الجمعة 18 آذار/مارس، والتقى برئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس الدولة، محمد بن راشد آل مكتوم.
وهذه الزيارة، هي الأولى من نوعها من قبل الرئيس السوري لدولة عربية منذ نحو 11 عاما.
اقرأ أيضا: توقّعات تركية باتفاق قريب: صاروخ «كينجال» الروسي يدخل الحرب