أنجبت كليوباترا 3 أبناء وابنة واحدة، وكان ابنها الأكبر بطليموس الخامس عشر من زوجها يوليوس قيصر، بينما أنجبت باقي أولادها من العلاقة الغرامية التي جمعتها بماركوس أنطونيوس، وفي حين سلط الضوء كثيراً على قصة كليوباترا وإصرارها على اعتلاء عرش مصر ونزاعها مع الإمبراطورية الرومانية إلا أنه يعرف القليل عن مصير أبنائها الذين كان عليهم مواجهة إمبراطور روما وحدهم دون سند.
بطليموس الخامس عشر (قيصرون).. آخر البطالمة في مصر
كانت كليوباترا تسعى إلى استعادة عرشها بعد صراع على السلطة بينها وبين زوجها، إذ تسبّب في إبعادها وطردها من الإسكندرية. في الوقت نفسه، كان يوليوس قيصر بحاجة إلى ثروات مصر الهائلة. كان قيصر في ذلك الوقت متزوجاً من زوجته الثالثة، كالبورنيا، في حين كانت كليوباترا متزوجة من شقيقها وشريكها في الحكم، بطليموس الثالث عشر.
بعد هزيمة بطليموس الثالث عشر وقتله، أعاد القائد المنتصر يوليوس قيصر كليوباترا إلى عرش البلاد مع شقيقها الأصغر، بطليموس الرابع عشر، الذي يُرجح أيضاً أنَّها تزوّجته.
وبعد عودة يوليوس قيصر إلى روما، أنجبت كليوباترا ولداً سمته بطليموس الخامس عشر وأطلق عليه لقب “قيصر الصغير” أو “قيصرون”- إذ كانت كليوباترا حريصة على إبراز حقيقة مفادها أنَّ ابنها هو نجل يوليوس قيصر.
ذهبت كليوباترا وقيصرون إلى روما بدعوة من يوليوس قيصر في عام 46 قبل الميلاد وعادا إلى مصر بعد اغتياله عام 44 قبل الميلاد.
بعد عدة أشهر من مقتل قيصر، توفي زوج كليوباترا، بطليموس الرابع عشر، الذي يُرجح البعض أنَّه قُتل بناءً على أوامرها، وسرعان ما نصّبت ابنها قيصرون البالغ من العمر 3 سنوات شريكاً لها في الحكم، وبذلك أصبحت كليوباترا المتحكمة المطلقة بشؤون البلاد.
وبعد اغتيال يوليوس قيصر، انقسمت الإمبراطورية الرومانية بين أعظم قادته ماركوس أنطونيوس (مارك أنطوني) وغايوس أكتافيوس (المعروف أيضاً باسم أوكتافيان أو أغسطس قيصر).
بدأت كليوباترا علاقة غرامية مع ماركوس أنطونيوس، المسيطر على الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية. وأعلن أنطونيوس قيصرون البالغ من العمر 13 عاماً آنذاك الوريث الحقيقي ليوليوس قيصر ومنحه لقب “ملك مصر”، وذلك في احتفالية سياسية مُترفة للغاية عُرفت باسم “الهبات السكندرية” في عام 34 قبل الميلاد.
أدَّى ذلك إلى إثارة غضب القنصل الروماني، أوكتافيان، حفيد أخت يوليوس قيصر وابنه بالتبني وكان قيصر قد عيّنه وريثاً له في وصيته.
سرعان ما بدأ أوكتافيان في تأجيج الرفض العام لعلاقة كليوباترا وأنطونيوس، مشيراً إلى أنَّ أنطونيوس يخالف القانون الروماني بهجره زوجة رومانية من أجل علاقة غرامية مع امرأة أجنبية. إذ كان أنطونيوس متزوجاً من أوكتافيا، شقيقة أوكتافيان، في بداية علاقته بكليوباترا.
وبعد إعلان الحرب بين مصر وروما، هزمت قوات أوكتافيان جيش كليوباترا وأنطونيوس.
كانت كليوباترا على ما يبدو قد أرسلت ابنها الأكبر مع مُعلّمه إلى الهند خوفاً على حياته. نجح أوكتافيوس في إقناع قيصرون في وقتٍ لاحق بالعودة إلى روما، متعهداً له بالحماية والسلامة بعد انتحار أنطونيوس وكليوباترا في عام 30 قبل الميلاد وضم أوكتافيوس لمصر.
لكن قرار قيصرون بالعودة إلى روما كان خطأ كبيراً لأنَّ أوكتافيوس- الذي أصبح الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر- لم يكن سيسمح ببقاء وريث منافس على العرش على قيد الحياة.
قُتل قيصرون بالفعل عام 30 قبل الميلاد وكان يبلغ عمره 17 عاماً، لينتهي بذلك حكم أسرة البطالمة لمصر.
الإسكندر هيليوس الذي أهين في شوارع روما
كان الإسكندر وشقيقته التوأم كليوباترا سيليني، المولودان في عام 40 قبل الميلاد، أول أطفال العلاقة الغرامية التي جمعت كليوباترا بماركوس أنطونيوس.
ويبدو أنَّ كليوباترا سمَّت ابنها على اسم كلٍ من الإسكندر الأكبر وإله الشمس الإغريقي.
لم يقابل التوأم والدهما حتى بلغا من العمر 3 سنوات عندما استدعى أنطونيوس كليوباترا لمقابلته في سوريا. في وقتٍ لاحق، في احتفالية “الهبات السكندرية” عام 34 قبل الميلاد، منح أنطونيوس لابنه ممالك أرمينيا وميديا وبارثيا. ومع ذلك، لم يتحقّق أمله في أنَّ يحكم الإسكندر هيليوس هذه الممالك في وقتٍ لاحق من الحياة.
اشتدت المعارك بين كليوباترا وأنطونيوس ضد أوكتافيان. وقررت كليوباترا حينها إرسال أطفالها إلى مدينة طيبة. أصبح الإسكندر هيليوس وسيلين حكًام مصر من الناحية العملية بعد وفاة والديهما وأخيهما غير الشقيق، قيصرون، لذا أعيد الطفلان إلى الإسكندرية. انتقلا بعد ذلك إلى روما مع أوكتافيان بعد أن أصبحت مصر تحت السيطرة الرومانية.
تسبَّب انتحار كليوباترا في الحؤول دون تحقيق رغبة أوكتافيان في الطواف بها أسيرة في شوارع روما. بدلاً من ذلك، أُجبر الإسكندر هيليوس البالغ من العمر 11 عاماً وشقيقته على السير في شوارع المدينة خلف دمية تُمثّل أمهما.
وأرسل أوكتافيان الأبناء الثلاثة المتبقين للعيش في منزل أخته أوكتافيا ولا يزال مصير الإسكندر مجهولاً منذ ذلك الحين.
كليوباترا سيليني الثانية الأفضل حظاً من إخوتها
كانت كليوباترا سيليني، الأخت التوأم للإسكندر هيليوس، الابنة الوحيدة للملكة كليوباترا
السابعة. بينما سُمّي شقيقها على اسم إله الشمس عند الإغريق، فقد سُمّيت كليوباترا سيليني على اسم إلهة القمر.
منح ماركوس أنطونيوس ابنته مملكتي كريت وكيرينايكي خلال احتفالية “الهبات السكندرية” عام 34 قبل الميلاد. وعاشت كليوباترا سيليني مع أشقائها في منزل أوكتافيا عقب عودتها إلى مصر بعد وفاة والديها.
وعندما بلغت من العمر 15 عاماً، تزوجت من الملك يوبا الثاني، ملك نوميديا. أرسل أوكتافيان الزوجين ليحكما موريتانيا، حيث كانت كليوباترا سيليني تتمتع بنفوذ سياسي كبير.
أنجبت كليوباترا سيليني طفلين من الملك يوبا وحكمت لمدة عقدين من الزمان قبل أن تموت عن عمر يناهز 35 عاماً.
بطليموس فيلادلفوس.. مصير مجهول كذلك
لا يُعرف الكثير عن أصغر أبناء الملكة كليوباترا، بطليموس فيلادلفوس.
لكن يُعتقد أنَّه وُلد في عام 36 قبل الميلاد وسُمّي على اسم ثاني ملوك الأسرة البطلمية في مصر، وفقاً لما ورد في مجلة Mental Floss الأمريكية.
مُنح بطليموس فيلادلفوس جزءاً من أراضي الإمبراطورية في حفل “الهبات السكندرية” عام 34 قبل الميلاد، على غرار أشقائه. وعُيّن بطليموس فيلادلفوس حاكماً لسوريا وفينيقيا قيليقية.
أُرسل بطليموس أيضاً إلى روما مع إخوته للعيش في منزل أوكتافيا، شقيقة أوكتافيان. ولا يزال مصيره بعد هذه المرحلة مجهولاً، كما هو الحال مع شقيقه الإسكندر هيليوس.
عربي بوست
اقرأ أيضا: كل من اسمه أسامة مهدد في الأردن .. والسبب كيس أرز