رومان أبراموفيتش.. من يتيم بالقطب المتجمد لأغنى أغنياء العالم
منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل 4 أسابيع تقريباً، واسم الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، لم يغب عن عناوين الأخبار أبداً.
فمن العقوبات التي انهالت عليه بسبب علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى يخته الفاخر الذي أبحر سراً من ميناء برشلونة الإسباني، إلى صفقة بيع نادي تشيلسي المعروف، وغيرها الكثير من التطورات التي جعلت فعلاً واحداً من أشهر”الأوليغارش” المقربين من الكرملين حديث الإعلام خلال الفترة الماضية.
وجديد اليوم، تفاصيل عن رحلة حياة الملياردير الروسي، الذي بدأها يتيماً فقيراً ليصبح واحداً من أشهر أصحاب رؤوس الأموال في العالم.
يتيم عمل ميكانيكياً
ولد أبراموفيتش عام 1966، وفقد والديه عندما كان في الثالثة من عمره، فترعرع على يد أقاربه في جمهورية كومي شمال روسيا المتجمد.
وبعد فترة وجيزة في الجيش، درس الهندسة وعمل ميكانيكياً في البداية.
عقب سنوات، وفي فترة البيريسترويكا (وهي فترة “إعادة الهيكلة” التي أقرها رئيس الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، وتعني برنامجاً للإصلاحات الاقتصادية)، كان أبراموفيتش يدير مصنعاً لألعاب الأطفال من شقته في موسكو، فسمح حينها بـ”التحرير الاقتصادي للشركات الصغيرة”.
ثم شق طريقه في تجارة ونقل النفط والمنتجات الصناعية الأخرى، إلى أن أصبح عام 1994 رجل أعمال ناجح إلى حد ما، وذلك وفقاً لما أفاد به تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
أصول مربحة بأسعار زهيدة
وأضاف التقرير أن الملياردير الروسي ترقّى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينيات، واستولى على أصول مربحة للدولة السوفياتية بأسعار زهيدة، حيث أدى استحواذه عام 1996 على الحصة الكبرى من استثمار شركة سيبنيفت بمئة مليون دولار إلى تغيير جذري في حياته.
فقد شق طريقه في تجارة ونقل النفط والمنتجات الصناعية الأخرى، أيضاً من قطاع السيارات، واتهم بينها بالتستر على “صفقات فساد” لتمرير أعماله، ثم برر ذلك بأنها: “الطريقة التي كانت تتم بها الأعمال التجارية في روسيا في تلك الأوقات”.
وحقق ثروة من الاستحواذ على شركات في صناعة الألمنيوم الروسية، ثم اشترى “نادي تشيلسي” في عام 2003.
كما عرف بعلاقة جيدة جداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتُهم بتقديم خدمات إلى الدولة بما في ذلك إمداد الجيش الروسي بالفولاذ الذي يحتمل أن يكون قد استخدم في إنتاج الدبابات. إلا أن شركته نفت ذلك مؤكدة أنها ورّدت الحديد الطويل لقطاعي البنية التحتية والتشييد فقط، وفق قولها.
أما عائلته، فأبراموفيتش والد لـ7 أولاد، وانفصل عام 2017 عن زوجته داريا جوكوفا مؤسسة معرض للفنون المعاصرة في موسكو.
ثروة بمليارات الدولارات
يشار إلى أن ثروة الملياردير الروسي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، تبلغ هذه الأيام 13.6 مليار دولار أميركي، وذلك بحسب آخر أرقام مجلة فوربس الاختصاصية.
كما يملك أبراموفيتش، حصصاً في عملاقي الصلب “إيفراز” و”نوريلسك نيكل”.
ويذكر له أنه حوّل نادي تشلسي إلى قوة أوروبية في كرة القدم، فأحرز تحت قيادته لقب دوري أبطال أوروبا مرتين آخرهما الموسم الماضي.
في حين يعد أبراموفيتش واحد من 7 رجال أعمال روس فرضت عليهم الحكومة البريطانية عقوبات على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد حذت كندا حذو بريطانيا حيث أعلنت أن أبراموفيتش ومعه 4 آخرين سيمنعون من التعامل مع كندا وسيتم تجميد أصولهم.
وخلال الفترة الأخيرة، حامت ضجة كبيرة حول اسم الملياردير الروسي، فمن العقوبات إلى نادي تشيلسي حتى اتهامات التزوير التي أعلنت عنها البرتغال قبل أيام، بأنها ستعدل قانون الجنسية “منعا للتلاعب” تلميحا بأن أغنى ملياردير روسي، والحامل أيضا الجنسية الإسرائيلية، حصل بالتحايل على البرتغالية.
ليبدأ التحقيق وسط إعلان السلطات أن العقوبات ستطال أبراموفيتش “مهما كانت جنسيته”، وفق تعبيرها.
اقرأ ايضاً:“فتاوى شرعية” تجيز القتال في أوكـ.ـرانيا في جوامع ادلب