مسلحو “العمشات” ينفذون أعمالاً انتقامية بحق مدنيين في عفرين
بدأ مسلحو فصيل “سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات” يوم أمس، حملةً انتقامية بحق أهالٍ من بلدة “شيخ الحديد” الواقعة غرب منطقة عفرين، والخاضعة لسيطرة تركيا وفصائلها بريف حلب الشمالي.
وقالت مصادر محلية لـ “أثر” إن مسلحي الفصيل أقدموا على اعتقال عدد من سكان البلدة، واقتادوهم إلى سجون الفصيل بتهمٍ ملفقة، كما منعوا أي تواصل لذوي المعتقلين مع أبنائهم بشكل كامل، رافضين تلقي أي فدية مالية لقاء إطلاق سراحهم.
أحد الشبان الذين اعتقلهم مسلحو “العمشات”، عثر عليه مساء الأمس ملقىً أمام منزل ذويه في “شيخ الحديد”، وتظهر عليه آثار تعذيب جسدي قاسٍ أدت إلى فقدانه الوعي لساعات طويلة، حيث بدا أنه تعرّض للضرب المبرح والتعذيب بأدوات حادة، وفق ما نقلته المصادر عن ذوي الشاب.
وبحسب ما قاله الشاب بعد استعادته الوعي، فإن عملية اعتقاله وتعذيبه جاءت على خلفية إدلائه في وقت سابق بالشهادة ضد متزعم فصيل “العمشات” المدعو “أحمد الجاسم” (أبو عمشة)، أمام لجنة التحقيق الثلاثية التي شكّلتها ما يسمى بـ “لجنة رد المظالم” التابعة لغرفة عمليات “عزم” التي يتزعمها فصلا “الجبهة الشامية، وفرقة السلطان مراد”.
وأشار الشاب إلى وجود العديد من الأهالي القابعين في سجون “العمشات” بسبب التهمة ذاتها، والذين ما يزالون يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والأذى النفسي، انتقاماً منهم لما تسببوا به من زعزعة في صفوف الفصيل، بعد إدلائهم بالشهادة عما تعرضوا له في وقت سابق على يد “أبو عمشة” وأخوته.
وكانت قيادة “عزم” قد شكّلت في وقت سابق لجنة تحقيق ثلاثية حول جرائم الحرب والانتهاكات التي ارتكبها “الجاسم” قائد فصيل “العمشات” بحق أهالي المناطق الخاضعة لسيطرته في عفرين، ضمن خطوة اتخذت في ظاهرها شكل الدفاع عن حقوق المدنيين، فيما كانت تخفي في باطنها دوافع انتقامية وتصفية حسابات سابقة بين الفصائل المشكّلة لـ “عزم” و”أبو عمشة”.
وأصدرت اللجنة آنذاك قراراً يقضي بعزل “الجاسم” من منصبه كقائدٍ للفصيل، ثم عادت وقررت نفيه خارج منطقة عفرين، الأمر الذي نفت مصادر “أثر” حدوثه، مؤكدة استمرار نفوذ “أبو عمشة” وسلطته، في ظل الضغط الكبير الذي مارسته المخابرات التركية على قيادات الفصائل الموالية لها، والتي اضطرت إلى الخضوع للأوامر التركية وتنفيذها وفق ما جرت عليه العادة.
زاهر طحان –اثر برس
اقرأ ايضاً:ساحة أخرى للحرب.. هل تتمكن روسيا من قلب طاولة «العقوبات» على الغرب؟