نشر موقع “آف.بي.ري” الروسي تقريرًا تحدث فيه عن أصحاب البشرة الزرقاء الذين عاشوا إلى جوار سكان مدينة هازارد التابعة لولاية كنتاكي الأمريكية لمدة 150 عاما.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21 لايت”، إن العلماء لم يكتشفوا السبب الذي يكمن وراء امتلاك هذه الأقلية بشرة زرقاء اللون.
أصول الأشخاص من ذوي البشرة الزرقاء
ذكر الموقع أن مارتن فوغيت عاش يتيمًا لا يعرف شيئًا عن والديه باستثناء أنهما ينحدران من أصل فرنسي. وفي سنة 1820، تزوج من فتاة تدعى إليزابيث واستقر الثنائي في ولاية كنتاكي. أنجب مارتن وإليزابيث سبعة أطفال أربعة منهم ولدوا ببشرة زرقاء اللون، وهو ما أثار فزع الوالدين اللذين سارعا لعرض أبنائهما على الأطباء.
كانت المنطقة التي يقيم فيها الزوجان معزولة تمامًا، ودخل أول خط سكك حديدية يربطها بالمناطق المجاورة في سنة 1910. لم تكن المنطقة مأهولة بالكثير من السكان، وكانت العائلات الوحيدة المجاورة من أقارب إليزابيث. بسبب العزلة، بدأ أفراد عائلة فوغيت الموسعة يتزوّجون من بعضهم ليزيد عدد الأشخاص ذوي البشرة الزرقاء. وبمرور الوقت، زادت شهرة هؤلاء الأشخاص في المناطق الأخرى، وأصبحت العائلة معروفة محليا باسم “عائلة فوغيت ذات البشرة الزرقاء”.
وبسبب خوف العائلات الأخرى في المناطق المجاورة من إقامة علاقات مع عائلة فوغيت، تزوج زكريا ابن فوغيت من ابنة عمه إليزابيث، وتزوج أبناء زكريا من الأقارب. وهكذا، استمرت الأسرة في نقل هذه الصفة المميزة من جيل إلى آخر.
ما سبب هذه الصفة الوراثية؟
بعد إجراء دراسات استقصائية شملت العديد من العائلات من نسل فوغيت، عزل العلماء جينًا متنحيًا نادرًا يسمى “ميت إتش” يسبب ميتهيموغلوبينية الدم ويحول لون البشرة إلى الأزرق.
أوضح الموقع أن الهيموغلوبين هو الذي يعطي الدم لونه الأحمر الطبيعي، لكن هذه الآلية تتعطل لدى الأشخاص الحاملين لجين “ميت إتش”، ليتحول الهيموغلوبين إلى ميثيموغلوبين المسؤول عن اكتساب الجلد والدم صبغة زرقاء.
لا يتعدى المستوى الطبيعي للميثيموغلوبين عند الشخص العادي نسبة واحد بالمئة، لكن هذه النسبة تتضاعف مئات المرات لدى الأشخاص ذوي البشرة الزرقاء. يعد هذا النوع من الجينات متنحيا ويظهر فقط في حال كان كلا الوالدين حاملين له.
البحث عن دواء
في أوائل الستينات، التقى الدكتور ماديسون كاوين مع اثنان من أحفاد عائلة من ذوي البشرة الزرقاء، هما راشيل وباتريك ريتشي. قال كاوين إن “هذين الشخصين محرجان من كونهما من أصحاب البشرة الزرقاء، لأن ذلك مرتبط بالزواج المختلط في المنطقة. وبعد إجراء اختبارات تبين أن مستوى الميثيموغلوبين في الدم لديهما مرتفع للغاية. واكتشفت أن حقن الميثيلين الأزرق يساعد على خفض مستويات الميثيموغلوبين”.
بعد حقن الدكتور كاوين المريضين بمادة الميثيلين الأزرق، تغير لون بشرتهما أمام أعين الممرضة روث بيندرغراس. وقد استمر المريضان في تناول حبوب الميثيلين للتأكد من عدم عودة اللون الأزرق مرة أخرى. ويعتبر بنجامين ستايسي المولود سنة 1975 آخر أفراد الأسرة ذات البشرة الزرقاء.
ما الذي حدث لهذه العائلة؟
في غضون أسابيع قليلة من خضوعه للعلاج، أصبح لون بشرة بنجامين طبيعيًا. ورغم الحالة النادرة لعائلة فوغيت، إلا أن أفرادها لم يعانوا من مشاكل صحية ويقال إن متوسط العمر المتوقع لديهم ناهز 90 عامًا.
وأشار الموقع إلى أنه من الممكن امتلاك بشرة ذات لون أزرق حتى في غياب الجين النادر، لأن ميتهيموغلوبين الدم عادة ما ينتج عن تفاعل مسكنات الألم مثل البنزوكايين والليدوكائين. وقد ثبتت هذه الحالة بعد تحول بشرة رجل تناول كميات كبيرة من مكملات الفضة الغروانية إلى اللون الأزرق.
اقرأ أيضا: هل تعلم أن لديك ست حواس.. وأن السادسة هي مفتاح رفاهيتك؟