الجيش الأمريكي يحاصر بلدتين عربيتين شرقي سوريا… والسكان يناشدون
يحاصر الجيش الأمريكي ومسلحون موالون له بلدتين عربيتين في ريف محافظة دير الزور، شرقي سوريا، وذلك لليوم الثالث على التوالي، مع قطع شامل للطرق الواصلة إليهما، وفرض حظر تجوال كلي على سكانهما، وإغلاق متاجرهما بقوة السلاح، وإطلاق حملة اعتقالات واسعة، وحرق لمنازل المدنيين فيهما، قابلها دعوات لأبناء القبائل العربية في المنطقة بالتظاهر.
وأفادت مصادر محلية في ريف دير الزور لمراسل “سبوتنيك” شرقي سوريا، اليوم الأحد، 27 آذار/ مارس، بأن “جيش الاحتلال الأمريكي ومسلحي تنظيم قسد الموالين له، يستمرون بحصار بلدتي سويدان ودرنج بريف دير الزور الشرقي، وذلك انتقاماً من سكانهما الذين خرجوا بمظاهرات شعبية رافضة لممارساتهما ضد أبناء القبائل العربية في المنطقة”.
حصار مطبق
وتابعت المصادر المحلية بأن “بلدتي سويدان ودرنج بريف دير الزور الشرقي ترزحان تحت حظر تجوال، وإغلاق تام للأسواق الشعبية فيهما، مع انتشار كثيف للحواجز التي أقامها المسلحون الموالون للجيش الأمريكي في تنظيم قسد منذ مساء الخميس الماضي، مدعومين بجنود ومدرعات الاحتلال الأمريكي ومروحياته التي قامت بإطباق الحصار على مداخل ومخارج البلدتين.
كما شن مسلحو تنظيم “قسد” حملة مداهمات واعتقالات تخللها حرق منازل عدد من المدنيين من قبل مسلحي مايسمى “مجلس هجين العسكري” المدعوم من الجيش الامريكي، وذلك بذريعة قيام أصحاب تلك المنازل بالتحريض على التظاهر ضد ممارسات جنود الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له، وعرف من المعتقلين أسامة خليل الوطبان، وهو إمام مسجد بلدة درنج، وأحمد الشاطي، وخليل الوطبان، وأحمد السطم، بحسب المصادر.
وخرج سكان بلدتي سويدان وبلدة درنج بريف دير الزور الشرقي، من أبناء قبيلة “العكيدات” العربية وغيرها، خلال الأيام الماضية بمظاهرات احتجاجية رفضاً لممارسات قوات الاحتلال الأمريكي بحقهم، وطالبوا خلالها بخروج المسلحي الموالين لها من مناطقهم.
وذكرت مصادر عشائرية لوكالة “سبوتنيك” أن “العشرات من أهالي بلدتي سويدان ودرنج كانوا قد تظاهروا وقطعوا الطرق المؤدية إليها تنديداً بمسلحي قسد وممارساتهم ضدهم، والتي أدت إلى انعدام الأمان وتردي الأوضاع المعيشية في المناطق التي تسيطر عليها”.
وبينت المصادر أن “الأهالي قاموا بإحراق سيارة عسكرية تتبع لمسلحي قسد في بلدة سويدان يوم الجمعة، ورددوا هتافات تطالب بطردهم من مناطقهم.
معاناة إنسانية
وكشفت مصادر محلية لوكالة “سبوتنيك” أن “سكان بلدتي سويدان ودرنج والقرى المحيطة بهما يعيشون معاناة كبيرة، وذلك نتيجة الحصار المفروض من قبل الجيش الأمريكي ومسلحيه في تنظيم قسد على منازل البلدتين، والنقص الحاد بالمواد الغذائية والدواء جراء إغلاق المحال التجارية والصيدليات ومنع المدنيين من الخروج من البلدتين.
وأضافت المصادر: “كما يعاني المدنيون العالقون عند معبر جسر بلدة العشارة النهري الواصل بين مناطق سيطرة الجيش الأمريكي ومناطق سيطرة الجيش العربي السوري بريف دير الزور الشرقي، الذين اضطروا للبقاء والنوم في العراء على ضفاف نهر الفرات واغلبهم من المرضى والنساء والأطفال، وذلك نتبجة إغلاق مسلحي تنظيم قسد للمعبر بسبب فرض حظر التجوال في بلدتي درنج و سويدان جزيرة شرقي دير الزور”.
غضب شعبي
وإشارات المصادر إلى أن “موجة غضب عارمة تضرب صفوف أبناء القبائل العربية في مناطق ريف دير الزور نتيجة استمرار الاحتلال الأمريكي وتنظيم قسد فرض حصار على سكان بلدتي سويدان ودرنج لليوم الثالث على التوالي، ومنعهم من الاستمرار بحياتهم الطبيعة”.
ويضاف إلى ذلك انتشار صور لحرق القرآن الكريم من قبل ما يسمى مسلحي “مجلس هجين العسكري”، وهو إحدى تشكيلات “قسد” العسكرية المدعوم من الاحتلال الأمريكي في أحد المنازل في بلدة درنج شرقي دير الزور بعد حرقه.
وأكدت المصادر لسبوتنيك انتشار دعوات للتظاهر ضد هذا العمل من قبل مسلحي “قسد” بدعم من الاحتلال الأمريكي والذي يعتبر إهانه للمسلمين ومقدساتهم.
وتشهد مناطق وبلدات شرقي سوريا حالة من الغضب الشعبي مع توسع المقاومة الشعبية العشائرية ضد تواجد الاحتلال الأمريكي وتنظيم “قسد” وممارساتهما التي تتركز على سرقة النفط والقمح الثروات الباطنية وحرمان الشعب السوري منها.