جميع المؤسسات الطبية والمنظمات المعنية بالشؤون الصحية. مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة إدارة الغذاء والدواء. ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. تؤكد أن التدخين مضر بالصحة. ولكن التدخين قد يقي من بعض الأمراض لأسباب لم يتمكن العلم من تفسيرها بعد.
قد يبدو ذلك غريباً. لكن للتدخين بالفعل منافع قليلة رغم أضراره الكثيرة. وعلى أي حال فهذه الفوائد قليلة جداً ولا تستحق التعرض لأخطار التدخين من أجلها.
ولا يهدف المقال إلى تشجيع هذه العادة المميتة. بل يهدف إلى التوعية وعرض المعلومات وتحليلها. وتوضيح خصائص التدخين حتى نستطيع اتخاذ القرار على معرفة ووعي.
فوائد التدخين
1. يقلل التدخين خطر الإصابة بداء باركنسون
وجدت دراسات عديدة علاقة عكسية غريبة بين التدخين ومرض باركنسون. فالمدخنون يتفادون هذا المرض بطريقة ما. وبالطبع لا نقصد أنهم لا يصابون به بسبب وفاتهم مبكراً.
حيث نُشرت دراسة في مجلة علم الأعصاب في عدد مارس 2010. وُجد أنه بزيادة عدد السجائر المُدخنة يومياً. وعدد سنوات التدخين يزداد هذا التأثير الوقائي. لكن دون تحديد السبب.
ودعمت هذه الدراسة نتائج دراسة أخرى سابقة صادرة عن جامعة هارفارد. نُشرت في مجلة علم الأعصاب سنة 2007. وجدت أن التأثير الوقائي للتدخين يتضاءل بعد الإقلاع عنه. لكنها أيضاً لم تحدد السبب الذي يجعل التدخين يقي من مرض باركنسون.
2. يقلل التدخين خطر البدانة
يعتقد أغلب الناس أن التدخين مثبط للشهية. وهو ما استغله منتجو التبغ للترويج لمنتجاتها في عشرينيات القرن الماضي. عبر إقناع النساء بأن التدخين ينقص الوزن.
وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة علم السلوك ووظائف الأعضاء سنة 2011. فإن من أهم أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين زيادة الوزن الحتمية التالية له، ويأتي ذلك في المرتبة الثانية بعد الإدمان.
وفي الواقع، العلاقة بين التدخين وضبط الوزن معقدة، فمادة النيكوتين لها دور مثبط ومحفز للشهية في آن واحد، إذ تؤثر في الوطاء وتثبط الشهية وفقاً لدراسة أجريت على الفئران، نُشرت سنة 2011 في مجلة العلوم، إضافة إلى أن المدخن يتناول عدداً أقل من الوجبات، ويجعل التدخين مذاق الطعام سيئاً، ما يؤدي إلى تثبيط الشهية.
على أي حال، لا ينصح أي طبيب بالتدخين وسيلة للحفاظ على الوزن، بسبب الأخطار الناتجة منه، لكن يمكن استغلال نتائج الدراسات السابقة في ابتكار دواء منظم للشهية.
3. يقلل الحاجة إلى عملية استبدال مفصل الركبة
في دراسة صادرة عن جامعة أديليد الأسترالية، أكد الباحثون أن المدخنين أقل عرضة لعمليات تبديل مفصل الركبة من غير المدخنين، وذلك لأن العملية تجرى غالباً للعدائين أو البدينين، وأكثر المدخنين نادراً ما يمارسون رياضة الجري، إضافة إلى أن التدخين لا يترافق غالباً مع البدانة المرضية.
ويقي التدخين أيضاً من هشاشة العظام، حاول الباحثون تحديد السبب عبر مراقبة مجموعة من المتطوعين، مع التحكم في أوزانهم وأعمارهم وما يمارسونه من تمارين رياضية، ووجدوا أن النيكوتين ربما له دور في حماية المفاصل والغضاريف من التنكس والتآكل.
4. يقلل التدخين خطر الوفاة الناتج من الأزمات القلبية
أظهرت الإحصائيات أن المدخنين الذين أُصيبوا بأزمات قلبية لديهم معدل وفيات أقل من غير المدخنين، ويستجيبون أكثر لنوعين من العلاج، هما حل الفيبرين والقثطرة، إذ تهدف هذه العلاجات إلى إزالة اللويحات العصيدية من الشرايين.
ولكن التدخين أساساً من أسباب حدوث الأزمات القلبية لدى المدخنين، إذ يسبب تضرر الشرايين المرتبط بتراكم الدهن وتشكل اللويحات العصيدية فيها.
وتفسر إحدى النظريات انخفاض معدل الوفيات الناتجة من الأزمات القلبية عند المدخنين مقارنة بغيرهم، بالفرق بين أعمار المدخنين وغير المدخنين عندما تصيبهم الأزمات القلبية، فالمدخنون يكونون غالباً أصغر بعشر سنوات من غير المدخنين عند إصابتهم.
ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة أميريكان هارت سنة 2011، لا يكفي هذا التفسير لتوضيح سبب انخفاض خطر الوفاة جراء الأزمات القلبية عند المدخنين، ولا يقدم مبررات واضحة.
5. يعزز عمل عقار “كلوبيدوغريل”.
بحثت دراسة كورية نُشرت سنة 2010 في صحيفة ثرومبوزيس فوائد تدخين عشر سجائر يومياً، وتوصلت إلى وجود مادة في دخان السجائر تُفعل بروتينات تُسمى “سيتوكرومات”، تعمل على تحويل دواء القلب “كلوبيدوغريل” إلى شكل أكثر فعالية.
وقد يعني ذلك أن التبغ يحوي مواد كيميائية ذات قيمة علاجية مهمة، مثل الكثير من النباتات السامة الأخرى، لكن بلا شك لن ينصح أي طبيب مريضه بالتدخين للاستفادة من الدواء.
اقرأ أيضا: مراحل الصلع عند الرجال